محللون سياسيون يتحدثون حول أبعاد زيارة نتنياهو للأردن

علاء الدين فايق

جدد العاهل الأردني، خلال لقائه نتنياهو في عمان، تأكيد ضرورة قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.


تحدث محللون سياسيون، أمس الأربعاء 25 يناير 2023، حول أبعاد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للأردن ولقائه الملك عبدالله الثاني في العاصمة عمّان.

وبحسب بيان صادر عن الديوان الملكي الهاشمي، شدد العاهل الأردني خلال لقائه نتنياهو، على ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى المبارك. وأكد الملك ضرورة الالتزام بالتهدئة ووقف أعمال العنف لفتح المجال أمام أفق سياسي لعملية السلام.

رسالة اطمئنان

في تعليقه على أبعاد زيارة نتنياهو لعمّان، قال المحلل السياسي عادل محمود، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، قدم للأردن حاملًا معه “رسالة اطمئنان” للملك عبدالله الثاني، يؤكد فيها رغبته في الحفاظ على الوصاية الهاشمية.

وقال المحلل السياسي الأردني، في تصريحات لشبكة رؤية الإخبارية، إن “اللقاء بين نتنياهو والملك عبدالله الثاني، يؤكد أن ملف القدس (ملف دولي) لا يحق لنتنياهو العبث فيه، مهما كانت الحكومة التي يقودها، وعلى الأردن البناء على التحشيد الدولي لدعم الوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى”.

ورأى محمود أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي لعمّان، التي جرت فجأة دون إعلان مسبق، منحت نتنياهو “الأكسجين” في ظل ما تشهده الساحة الداخلية الإسرائيلية من مظاهرات حاشدة ويومية ضد حكومته اليمينية المتطرفة.

نتنياهو هو مَن طلب الزيارة

من جانبه، قال عضو مجلس الأعيان الأردني محمد داودية، إن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للعاصمة عمان، جرت بناء على طلبه في ظل الضغوط الداخلية والخارجية التي تتعرض لها حكومته اليمينية.

وقال داودية في تصريحات متلفزة رصدتها “رؤية” إن نتنياهو يتعرض لضغوط داخلية كبيرة، أفرزتها تعقيدات تشكيل حكومته والمظاهرات اليومية المناهضة لها، إضافة إلى الضغوط الدولية ممثلة بإدارة الرئيس الأمريكي جو بادين.

ورأى أن “زيارة نتنياهو لعمّان، تعد إقرارًا واضحًا بالوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس، وهي ورقة سوف تستخدم لصالح الأردن أمام المجتمع الدولي”.

مشاريع اقتصادية

وفقًا لبيان الديوان الملكي الهاشمي، أعاد الملك تأكيد موقف الأردن الثابت الداعي إلى الالتزام بحل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.

وجرى بحث العلاقات الثنائية وضرورة استفادة الجانب الفلسطيني من المشاريع الاقتصادية والإقليمية، وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن نتنياهو والملك عبدالله ناقشا قضايا المنطقة، سيما التعاون الاستراتيجي والأمني والاقتصادي بين إسرائيل والأردن.

وقال المحلل السياسي عادل محمود، إن المشاريع الاقتصادية للضفة الغربية مع الأردن، التي يدعمها البنك الدولي تتطلب التنسيق مع الجانب الإسرائيلي لتنفيذها، وكانت هذه من أبرز محاور ومباحثات زيارة نتنياهو لعمّان.

زيارة قبل قدوم رمضان

من جانبه، يرى وزير الإعلام الأردني الأسبق سميح المعايطة، أن “تجربة الأردن والفلسطينيين مع نتنياهو تقول إنه لا يعطي شيئًا مجانًا ولايذهب إلى أي خطوة إلا مضطرًّا أو لتحقيق مصلحة أو للتخلص من أزمة”.

وقال المعايطة في مقالة له، نشرها الأربعاء 26 يناير 2023، إن “نتنياهو يعاني معارضة قوية أخرجت عشرات الآلاف إلى شوارع تل أبيب ضده، وتطارده تهم الفساد، وأيضًا يدرك أن شهر رمضان سيحمل له ضغوطًا كبيرة إذا استمر في سياسته العدوانية”.

وأشار إلى أنه كان “للتحرك الأردني أثر كبير في ممارسة ضغوط دولية وأمريكية على نتنياهو، ولذا كان عليه أن يذهب إلى الدولة المؤثرة وصاحبة الموقف القوي في مواجهة سياساته”.

ربما يعجبك أيضا