محللون لـ«رؤية»: إسرائيل لن تلتزم بقرارات قمة العقبة.. وأمريكا لديها أولويات أخرى

إسراء عبدالمطلب
قمة العقبة

من المتوقع أن تضغط أمريكا على إسرائيل لإلزامها بما وقعت عليه في اجتماع العقبة، ولكن مدى تأثير الولايات المتحدة على الحكومة الإسرائيلية غير معلوم.


جاءت ردود الفعل الإسرائيلية غاضبة حول قمة العقبة المنعقدة الأحد 26 فبراير 2023، بمشاركة الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر والأردن.

وخلال القمة، تعهدت كل من إسرائيل وفلسطين بخفض التصعيد ومنع المزيد من العنف، مؤكدين استعدادهما للعمل على وقف الإجراءات الأحادية الجانب، وتعليق إنشاء بؤر استيطانية جديدة لمدة 6 أشهر.

معارضة إسرائيلية للقمة

قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تعليقًا على القمة، إن البناء وشرعنة البؤر سيستمر في الضفة وفقًا لجدول التخطيط والبناء، دون أي تغيير، ولن يكون هناك تجميد، وأيده وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، قائلاً: “ما حدث في الأردن يبقى في الأردن”.

وقال وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش زعيم اليمين المتطرف في الائتلاف الحاكم، إنه لن يكون هناك تجميد بناء وتطوير الاستيطان، ولا ليوم واحد، وقال إن الجيش الإسرائيلي يواصل التحرك “لمكافحة الإرهاب بلا حدود”.

إسرائيل لن تلتزم

قال رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية، الدكتور خالد شنيكات، في تصريحات لـ”رؤية”، إن قرارات قمة العقبة لم يكد يجف حبرها حتى أعلن أكثر من طرف في الحكومة الإسرائيلية من بينهم بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير وآخرين في قيادات اليمين المتطرف عدم التزامهم بمقررات اجتماع العقبة الأمني.

الدكتور خالد شنيكات عن قمة العقبة

الدكتور خالد شنيكات عن قمة العقبة

وأضاف أن ما جاء على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، نفسه بأن الاستيطان سيستمر ولن يتوقف يوم، يؤكد عدم التزام إسرائيل بما تم الاتفاق عليه في القمة، كما أعلن قادة الاحتلال بأنفسهم أنهم لن يلتزموا بما جاء في القمة.

هجوم متعدد الأبعاد

تابع شنيكات أن الخيار المتوقع أن تشهد الأراضي الفلسطينية وتحديدًا الضفة حركات مقاومة وانتفاضات وربما مزيدًا من العنف من الجانب الإسرائيلي تجاه المواطنين الفلسطينيين، وقد نشهد حالة من الصراع المرير.

وأشار شنيكات إلى أن ما حدث في بلدة حوارة هو نموذج لما قد يحدث في المستقبل، لأن الهجوم الذي جرى كان متعدد الأبعاد وحتى الجيش الإسرائيلي وقف مكتوف الأيدي، بل إن تقارير إعلامية تحدثت عن دعم الجيش الإسرائيلي للمستوطنين في إشعال البلدة الفلسطينية.

الاستيطان على رأس الأجندة الإسرائيلية

لفت شنيكات إلى أن الجانب الإسرائيلي لن يلتزم بالاتفاق، لسبب آخر وهو أجندة اليمين الإسرائيلي المتطرف وعلى رأسها الاستيطان، مضيفًا أن الإسرائيليين يعتقدون بأن المزيد من العنف والقوة ضد الفلسطينيين سيجعلهم يخضعون ويقبلون بما يريده اليمين المتطرف، وهذه عقيدة وأيديولوجية أكثر من الاستناد للواقع.

تابع شنيكات أن هذه الأيديولوجية يكتب لها النجاح أو الفشل بالطريقة التي سيتصرف بها الفلسطينيون، لأنه رغم تاريخ إسرائيل الذي استخدمت فيه العنف بشكل كبير لكنها في النهاية خضعت في كثير من الحالات وتراجعت وقبلت بتسويات، والدليل على ذلك حرب أكتوبر 1973 وفي لبنان وحتى مع غزة قبلت بالتهدئة.

هل تمتلك الولايات المتحدة التأثير؟

قال شنيكات إنه من المتوقع أن يحدث ضغط أمريكي على إسرائيل لإلزامها بما وقعت عليه في اجتماع العقبة، ولكن مدى تأثير الولايات المتحدة على الحكومة الإسرائيلية غير معلوم، موضحًا أن إسرائيل ترفض أي محاولة للضغط من جانب الولايات المتحدة.

وذكر شنيكات أن واشنطن تبحث عن الاستقرار لأن لديها ملفات أهم، منها ملفي أوكرانيا وإيران، ولكن بالنسبة لأولويات اليمين المتطرف فكل ما يعنيه هو ما يحدث في الضفة وتوسيع الاستيطان وخلق المزيد من العقبات والضغوط على الفلسطينيين، وربما أكثر من ذلك.

 لقاء ضروري

فيما قال الخبير الاستراتيجي ومدير مركز ستراتيجيكس للدراسات والبحوث الاستراتيجية‏، حازم الضمور، في تصريحات لـ”رؤية”، إن لقاء العقبة يعتبر هامًا لما يمثله من ارتباط مباشر بمحددات العلاقة التي تجمع الأطراف الحاضرة سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي والأمني.

حازم الضمور

حازم الضمور

وأشار الضمور إلى أن إسرائيل للمرة الأولى تعود إلى الطاولة وتناقش مسألة التهدئة ووقف الاستيطان في الضفة الغربية منذ 20 عامًا، مشددًا على أن لزيارة ملك الأردن الأخيرة إلى واشنطن أثر كبير في الضغط الأمريكي على الإسرائيليين والذي قد يمهد لصيغة أكثر توافقية تجاه عديد من القضايا منها حل الدولتين واحترام الوضع القائم وما تمثله الوصاية الهاشمية على المقدسات.

ماذا تريد إسرائيل من الدول العربية؟

وأضاف أنه يمكن النظر للبيان الختامي الصادر عن اجتماع العقبة بأنه دعم للموقف الأردني وجهود الملك الداعية لإعادة فتح المفاوضات وتحقيق السلام في المنطقة، وقد يتوافق ذلك مع رغبة إسرائيل في مزيد من الانفتاح على الدول العربية.

وأشار الضمور إلى أن هذا الاجتماع مهم لجميع الأطراف بحثًا عن التهدئة، ومنح الجميع مزيدًا من الوقت لتحضير أجندة نقاش مطولة مستقبلًا، مضيفًا أنه بالنسبة للتصريحات الإسرائيلية التي أعقبت الاجتماع، فمن غير المتوقع أن يكون الوفد الإسرائيلي الذي حضر الاجتماع ووافق على إصدار البيان قدم إلى العقبة بدون التنسيق مع كل مستويات الدولة ذات العلاقة بهذا الشأن.

ربما يعجبك أيضا