محلل سياسي: هكذا ستندلع حرب أهلية بإسرائيل

إسراء عبدالمطلب
الدكتور طارق فهمي

كل الشواهد تشير إلى أن إسرائيل ذاهبة إلى حالة من عدم الاستقرار، مرتبطة بحالات استقالات رمزية.


تحدث المحلل السياسي، طارق فهمي، عن تداعيات الاحتجاجات الواسعة ضد الإصلاحات القضائية في إسرائيل، على الفلسطينيين.

ورأى رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط إن إسرائيل ذاهبة إلى حالة من عدم الاستقرار، رغم الإعلان خلال الساعات الأخيرة عن القبول بتأجيل بعض الإجراءات الخاصة بقانون المحكمة الإدارية العليا.

احتجاجات واسعة

أعلنت الجامعات في إسرائيل أنها ستلغي الدراسة حتى إشعار آخر، واندلعت أعمال عنف احتجاجًا على إصلاحات قضائية.

وأعلن اتحاد عمال الهستدروت (اتحاد العمال العام فى إسرائيل)، صباح اليوم الاثنين 27 مارس 2023، أنه سينظم إضرابًا عماليًّا واسع المدى، ودعت نقابة الأطباء مقدمي الرعاية الصحية في البلاد إلى الإضراب، لمنع الحكومة من التغول على القضاء.

استقالات محتملة

قال فهمي، في تصريحات لشبكة رؤية الإخبارية، إن كل الشواهد تشير إلى أن إسرائيل ذاهبة إلى حالة من عدم الاستقرار، مرتبطة بحالات استقالات رمزية، ليست مقتصرة فقط على إقالة وزير الجيش، يوآف جالانت، إنما ببعض السفراء والدبلوماسيين الإسرائيليين في الخارج، ما سيطرح في الفترة المقبلة.

تابع أن الخيارات المطروحة أمام رئيس الوزارء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هي أن يسن مشروع قانون جديد، أو أن يقبل بمبادرة الرئيس إسحاق هرتسوج بشأن الحوار الوطني، وإجراء توافقات جديدة، أو إجراء انتخابات جديدة، أو أن يعيد تشكيل الائتلاف الحاكم، وفي كل الأحوال لا يريد نتنياهو أن يصل إلى هذا، وفق ما يراه أستاذ العلوم السياسية.

اقرأ أيضًا فيديو| حرب أهلية وانقلاب ودهس للمتظاهرين.. ماذا يحدث في إسرائيل؟

متى تهدأ المظاهرات؟

أشار فهمي إلى أن الائتلاف الحكومي الإسرائيلي قوي، لكن المهاترات التي يطلقها الوزراء المستوطنين، خصوصًا وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، تشير إلى أنه لا أحد يريد الخروج من الائتلاف الحاكم، لكن في كل الأحوال الوضع في إسرائيل سيستمر في هذه الحالة من عدم الاستقرار، والشلل الاقتصادي والسياسي الموجود.

وتوقع أستاذ العلوم السياسية أنه ستستمر الإضرابات في اتحاد نقابات عمال إسرائيل والتجمعات العمالية، إلى جانب المطارات وحركة الطيران، لافتًا إلى أن ما يجمع الإسرائيليين هو إطلاق أي صواريخ من قطاع غزة أو الضفة الغربية، أو حدوث اقتحامات في إسرائيل، حينها قد يترك المتظاهرون الشارع وسيلتفون حول حكومتهم.

نزول الجمهور اليميني

المحلل السياسي المصري رأى أن القادم هو الأسوأ لإسرائيل، لأنه إذا استمرت التظاهرات حتى مساء اليوم، ورفض نتنياهو إجراء التعديلات، سيدعو الجمهور اليميني المتطرف إلى النزول في الشارع، وهم مؤيدو نتنياهو، وفي حال نزولهم فستندلع حرب أهلية في شوارع إسرائيل، ولن تستطيع الشرطة، رغم الإجراءات الإحترازية الكبيرة واستدعاء وحدات من الاحتياط بالجيش، التعامل معها.

وقال إن الولايات المتحدة عقدت لقاءات وأبرمت اتفاقات في سفارتها بإسرائيل مع ممثلي الحكومة، سعيًا للتهدئة وتقريب وجهات النظر، وفي حال استمرت التظاهرات، سيلجأ نتنياهو إلى خيارات صخرية، وقد يلجأ الى أحكام استثنائية للسيطرة على الشارع.

واختتم أن أجهزة الأمن (الشاباك) في إسرائيل قوية ولم يتم اللجوء لها حتى اليوم، ولكن في حال استخدم المتظاهرين الإسرائيليين القوة والعنف، ستضطر أجهزة الشرطة والشاباك التعامل معهم.

الولايات المتحدة: قلقون للغاية من التطورات في إسرائيل

الولايات المتحدة: قلقون للغاية من التطورات في إسرائيل

هل تتدخل الولايات المتحدة؟

قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي في البيت الأبيض، جون كيربي، إن الولايات المتحدة قلقه مما يجري في إسرائيل، بعد إقالة الوزير يوآف جالانت. وكتب، في بيان اليوم الأحد 26 مارس 2023، “نشعر بقلق عميق إزاء التطورات التي حدثت في إسرائيل، والتي تؤكد بشكل أكبر على الحاجة الملحة للتوصل إلى حل وسط”.

أضاف كيربي: “نواصل حث القادة الإسرائيليين بشدة على إيجاد حل وسط في أسرع وقت ممكن، ونعتقد أن هذا هو أفضل طريق للمضي قدمًا لإسرائيل وجميع مواطنيها”. وتابع: “ناقش الرئيس جو بايدن مؤخرًا مع رئيس الوزراء نتنياهو، فإن القيم الديمقراطية كانت ويجب أن تظل دائما سمة مميزة للعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، فالمجتمعات الديمقراطية تعززها الضوابط والتوازنات”.

وأكمل: “ينبغي إجراء تغييرات أساسية في النظام الديمقراطي بأوسع قاعدة ممكنة من الدعم الشعبي. وما زلنا نحث القادة الإسرائيليين بقوة على التوصل إلى حل وسط في أقرب وقت ممكن. لا يزال دعم الولايات المتحدة لأمن إسرائيل وديمقراطيتها ثابتا”.

ربما يعجبك أيضا