محلل عسكري أمريكي: صناعة الذخائر الأمريكية تواجه مخاطر جمة

بسام عباس

في الحروب، تحتاج الدول إلى الرصاص للانتصار، فأنظمة الأسلحة والتكنولوجيا ضرورية، لكنها ليست كافية لدحر العدو.


أوضح الجنرال الأمريكي المتقاعد، جون فيراري، أن على البنتاجون أن يعيد ترتيب استراتيجيته بشأن قاعدة صناعة الذخائر.

وقال، في مقال تحليلي نشرته صحيفة ذي هيل الأمريكية، الاثنين 17 أكتوبر 2022، إن أمريكا عندما تخوض حربًا ما، تكافح لإيجاد طرق لتسريع عملية مطولة، تستغرق 3 سنوات لإنتاج سلسلة من الذخائر الجديدة.

دروس مستفادة من الحروب

قال الزميل الزائر بمعهد أمريكان إنتربرايز، فيراري، إن الولايات المتحدة الأمريكية ينبغي أن تتعلم دروسًا يجب أن لا تنساها أبدًا، وهي أن الحروب ليست قصيرة، ولا ينبغي لها أن تفترض أنها ستخوض حربًا واحدة فقط في كل مرة.

وشدد على أن أمريكا، بفشلها في تعلم هذه الدروس، تخاطر بحدوث نتائج كارثية، لافًتا إلى أن الدول تحتاج في الحروب، إلى الرصاص لتحقيق الانتصار، ورغم أن أنظمة الأسلحة والتكنولوجيا ضرورية، فإنها غير كافية لدحر العدو.

عقود التسليم لأجل غير مسمى

قال فيراري إن البنتاجون عليه أن يتخذ 4 إجراءات لضمان استمرار قاعدة صناعة الذخائر، بدلًا من التدافع عند بدء القتال، وأولها إلغاء آلية “عقود التسليم لأجل غير مسمى والكميات غير المحددة مع قطاع الذخائر” الغامضة بين البنتاجون وموردي الذخيرة، لأنها تعرقل التعاقد وقت الحاجة.

وأشار إلى أن البديل هو شراء البنتاجون الذخائر من خلال الالتزام بعمليات شراء جماعية لمدة 5 سنوات، ما يمكّنه من الشراء المسبق للذخائر مع التدفق المستمر للدخل، موضحًا أن القطاع الخاص سيكون على استعداد للاستثمار في السعة المحددة.

منشآت إنتاج الذخيرة

أوضح الجنرال السابق أن الخطوة الثانية التي على البنتاجون اتخاذها، هي “إصلاح آلية تشغيله منشآت إنتاج الذخيرة”، مشيرًا إلى أن وزارة الدفاع تمتلك العديد من تلك المنشآت، لكنها تتعاقد مع شركات خاصة، في حين يسمح البنتاجون للقطاع الخاص بتشغيل هذه المنشآت.

وأضاف أن البنتاجون يتعامل مع المنشآت كقاعدة عسكرية، ويخضعها للقواعد واللوائح التي تفرضها الحكومة، والتي تدخل بعد ذلك في تكلفة الذخائر، لافتًا إلى أن هذه التكاليف الثابتة تؤدي إلى ارتفاع أسعار الذخائر، وأن على الحكومة دفع هذه التكاليف العامة من جيبها.

التعاقد من أجل الاحتكار

شدد فيراري على ضرورة إيقاف عمليات “التعاقد من أجل الاحتكار”، فعلى مدى العقود الماضية، دفع البنتاجون المصنّعين إلى التوقف عن العمل من خلال منح عقود كبيرة لمُصنِّع واحد للاعتقاد الخاطئ بأن هذه طريقة فعالة، إلا أن معظم المصنعين ممَّن لم يُمنحوا عقودًا يتوقفون عن العمل.

وتابع بأن الجيش الأمريكي، في منتصف 2010، استخدم استراتيجية الاستحواذ على الذخيرة متوسطة العيار لحماية القاعدة الصناعية الأمريكية وتقويتها، ولفت إلى أن هذا يوفر فرصة لتقليل تكاليف الإنتاج، وزيادة التحكم على المدى الطويل.

متطلبات واقعية للمخزون

أشار فيراري إلى أن أهم خطوة يمكن أن تتخذها الحكومة الأمريكية هي وضع متطلبات واقعية للمخزون، فمن أجل توفير الأموال والظهور بأنه على استعداد للقتال، حدد الجيش مستوياته المطلوبة لما يمكن أن يكون حربًا قصيرة، وهو ما يتجاهل حقيقة استمرار الحروب لفترات أطول من المتوقع.

وأضاف أن تفكير البنتاجون بهذه الطريقة يتجاهل احتياجات حلفائنا ممن يطلبون الذخيرة، وأن مطلب المخزون الواقعي سيمكن أمريكا من خوض حربين وتوفير ما يحتاج إليه حلفاؤها، كما أنه سيسمح للكونجرس بتخصيص تمويل أفضل لضمان مرونة القاعدة الصناعية واستجابتها.

على واشنطن مضاعفة الإنفاق

قال الجنرال الأمريكي إن على واشنطن أن تضاعف الإنفاق على الذخائر، على الأقل خلال السنوات 5 – 10 المقبلة، ويجب أن تفعل ذلك من خلال الالتزام بمشتريات جماعية على مدار 5 سنوات، ما يؤمّن التمويل المستدام الذي تحتاج إليه الصناعة للاستثمار في تنمية القوى العاملة والإنتاج الصناعي.

واختتم فيراري بأن ترسانة الولايات المتحدة الأمريكية لا تستطيع أن تنتج ما هو مطلوب، إذا تجاهلت واشنطن إشارة الطلب وقطعت التمويل، لافتًا إلى أن الحلول ليست صعبة، فوزارة الدفاع يمكنها إصلاح ذلك في أثناء تقديم موازنة 2024.

ربما يعجبك أيضا