محمد بن زايد.. الطموحات الكبيرة تحتاج إلى عزيمة أكبر «بروفايل»

في عام 2019، اختارت مجلة “تايم”، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ضمن أكثر 100 شخص تأثيرًا في العالم بمختلف المجالات.

وصار الشيخ محمد بن زايد بن سلطان آل نهيان، الرئيس الثالث للإمارات العربية المتحدة، والحاكم 17 لإمارة أبو ظبي، والقائد الأعلى للقوات المسلحة، منذ توليه رئاسة الدولة في 14 مايو الماضي.

المولد والنشأة

ولد الشيخ محمد بن زايد في 11 مارس 1961، وهو الابن الثالث للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، “الأب المؤسس” لدولة الإمارات وأول رئيس لها، من زوجته الثالثة فاطمة بنت مبارك الكتبي.

وفي الثامنة عشر من عمره، أنهى سنواته الدراسية بين مدينتي العين وأبوظبي، ثم درس بالمملكة المتحدة وتخرج في أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية عام 1979، وفق وكالة أنباء الإمارات (وام).

مراحل في حياة الشيخ محمد بن زايد

الشيخ محمد بن زايد

دوره في القوات المسلحة

في أكاديمية ساندهيرست العسكرية، تدرب الشيخ محمد بن زايد على المدرعات والطيران العمودي والطيران التكتيكي والمظلات، وبعد تخرجه عام 1979، لعب دورًا رائدا في القوات الجوية الإماراتية، وشغل مناصب عدة في القوات المسلحة الإماراتية، من ضابط في الحرس الأميري وقوات النخبة، إلى طيار في القوات الجوية.

وتدرج في عدة مناصب عليا حتى وصل إلى منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. ومنذ تكليفه برئاسة الأركان في 30 ديسمبر 1992، دخلت عملية تطوير القوات المسلحة عهدًا جديدًا، من ناحية التخطيط الاستراتيجي والتدريب والهيكل التنظيمي وتعزيز قدراتها الدفاعية.

وأسهمت توجيهات الشيخ محمد بن زايد في تطوير القوات الإماراتية إلى مؤسسة رائدة، تحظى بتقدير عدد كبير من المؤسسات العسكرية الدولية.

ولي عهد أبوظبي

في نوفمبر 2003، قرر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تعيين الشيخ محمد بن زايد نائبًا لولي عهد أبو ظبي. وبعد وفاة والده، أصبح هو ولي عهد أبو ظبي في نوفمبر 2004، ثم تولى منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية في يناير 2005، وترقى إلى رتبة فريق أول.

وعندما تعرض أخاه الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان، رئيس الإمارات وحاكم أبو ظبي السابق، لجلطة في يناير 2014، أصبح الشيخ محمد هو حاكم أبو ظبي الفعلي، وجرى تكليفه بمعظم عمليات صنع القرار اليومية للإمارة، بصفته ولي عهد أبو ظبي.

رئيس الإمارات

في 13 مايو 2022، بعد وفاة الشيخ خليفة بن زايد، أصبح الشيخ محمد بن زايد حاكم أبو ظبي، وجرى اختياره بعدها بيوم رئيسًا لدولة الإمارات.

وكان للشيخ محمد بن زايد الفضل إلى حد كبير، في تحول الإمارات نحو نهج أكثر نشاطًا في الشؤون الإقليمية، خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وفق المراقبين.

سعادة المواطن ورعايته

في 13 يوليو الماضي، ألقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أول خطاب شامل عن رؤيته لسياسة الإمارات داخليًّا وخارجيًّا، قائلًا إنه يرى وطنه كما أراده زايد والمؤسسون من مكانة عالية ودولة قوية ومتطورة، وإنه مستمر على نهجهم وحكمتهم ورؤيتهم، مشددًا على أن “التاريخ والهوية والموروث الثقافي” جزء أساسي في خططه للمستقبل.

وأشار إلى أن منهج “سعادة المواطن ورعايته”، سيظل الأساس في كل خططه للمستقبل، وقال: “الشعب أثبت قبل الاتحاد وبعده وفي كل المراحل الصعبة التي مرت بنا، أصالته وصلابته وإرادته القوية وقدرته على تجاوز التحديات”، مضيفًا: “اعتزازنا وفخرنا بالإنسان الإماراتي لا حدود له”.

تعظيم المصالح الوطنية

أضاف الشيخ محمد بن زايد في خطاب 13 مايو الشامل: “نتحرك في الإقليم والعالم بوعي لتعظيم مصالحنا الوطنية. ونعزز شراكاتنا الاقتصادية والتجارية والاستثمارية الفاعلة مع مختلف دول العالم لخدمة أهدافنا التنموية. ونتبنى سياسات متزنة ومتوازنة ومسؤولة على الساحتين الإقليمية والدولية”.

وفي كلمته أمس الخميس 1 ديسمبر 2022، بمناسبة اليوم الوطني، لخص سياسة الإمارات التي مرت خلال الأعوام الـ50 الماضية بمراحل عديدة في رحلتها الناجحة من “التأسيس” إلى “التمكين”، موضحًا أن عنوانها الأساسي للمرحلة المقبلة لا بد أن يكون مضاعفة الجهد والعطاء، وإعلاء قيمة العمل والكفاءة والتفاني في أداء الواجب.

الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات

الثقافة في فكر محمد بن زايد

من المعروف عن الشيخ محمد بن زايد أنه يبجل الشعر والمجالس الأدبية، ويدعم الثقافة والأدب، ولا يعتبر الثقافة ترفًا، بل عنصرًا مهمًّا في تكوين الفرد والارتقاء بقدراته.

وتحتل الثقافة بمفهومها الشامل جانبًا مهمًّا في فكره، وقد عبر عنها قائلًا: “نحن في دولة الإمارات نعتبر العلم والثقافة جزءًا لا يتجزأ من إرثنا الحضاري، ومن العملية التنموية، ومن بناء الإنسان والهوية المنفتحة الواثقة بنفـسها، دون أن تتنكر لقيمها وأصالتها وتراثها”.

وهو يرى، حسب كلمة له في ملتقى الغرس الطلابي عام 2007، أن “عملية بناء الإنسان تعني في المحصلة النهائية بناء الوطن، وغرس أعظم شراعه على شاطئ الحياة الحرة الرغدة الآمنة المستقرة”.

الشيخ محمد بن زايد

رياضة القنص

يهوي الشيخ محمد بن زايد، رياضة القنص (الصيد بالصقور) التي أخذها عن والده الشيخ زايد. وأسس مدرسة محمد بن زايد للصقارة وفراسة الصحراء، التي تهدف إلى تشجيع تقليد الصقارة العريق، والحفاظ عليه بتعليمه للأجيال.

ويحرص الشيخ محمد بن زايد على دعم كل أنواع الرياضات في دولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى لقاء المنتخبات الرياضية الوطنية التي تحقق أي إنجاز.