مخاوف تايوان من أن تصبح أوكرانيا التالية

هالة عبدالرحمن

السيناريو الأسوأ ، الذي افترضه بعض المحللين ، هو أن الصين قد تستغل الفوضى والإلهاء الناجمين عن الغزو الروسي لأوكرانيا لمحاولة الاستيلاء على تايوان بالقوة، إلا أنه لا توجد أي علامة على حشد عسكري على الساحل الشرقي للصين من شأنه أن ينذر بأي عمل عسكري واسع النطاق


مع تصاعد التوترات وتدفق القوات الروسية  على طول الحدود الأوكرانية خلال الأسابيع الأخيرة ، تساءل المحللون عن تداعيات ذلك على تايوان وتكرار سيناريو الحرب الروسية الأوكرانية، ولكن هذه المرة بين الصين وتايوان.

سيناريو اقتحام تايوان

وناقشت “ذا ديبلومات” عدم التحرك الأمريكي أو اتخاذ إجراء عسكري حاسم رداً على الغزو الروسي، وهو من شأنه أن يشجع الصين اقتحام تايوان بالقوة.

ونفى محللون آخرون وجود أوجه تشابه، بحجة أن الولايات المتحدة كانت مترددة في اتخاذ موقف أكثر تشددا بشأن الدفاع الأوكراني على وجه التحديد لأن واشنطن بحاجة إلى إبقاء اهتمامها على المحيطين الهندي والهادئ.

الرد الصيني على مخاوف تايوان

قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا تشون ينج، أمس الأول الأربعاء، إن موقف بكين من القضية الأوكرانية ثابت ولا يتغير، وأن المقارنات بين القضيتين الأوكرانية التايوانية غير مناسبة.

وأشارت إلى أن قضية تايوان ما زالت عالقة بعد الحرب الأهلية التي شهدتها الصين، مؤكدة أن الصين لا تساوم على سلامة أراضيها.

وجاءت تصريحات وزارة الخارجية الصينية ردا على مخاوف تايوان من أن يؤدي انشغال المجتمع الدولي بالأزمة الأوكرانية إلى تشجيع الصين على القيام بتحركات عسكرية تجاهها، إذ دعت رئيسة تايوان، تساي إينج وين، كافة الوحدات الأمنية والعسكرية بتعزيز يقظتها ورفع مستوى مراقبتها وإنذارها المبكر لتطوّرات الأنشطة العسكرية الصينية حول مضيق تايوان، في الوقت الذي ينشغل فيه المجتمع الدولي بأزمة أوكرانيا.

وفي حين نقلت رويترز إعلان القوات الجوية التايوانية دخول تسع طائرات صينية إلى مجالها الجوي، قالت الصحيفة البريطانية إن ذلك معتادا للقوات الجوية الصينية على مدار العامين الماضيين، على الرغم من أن الطائرات لا تقترب من تايوان نفسها.

السيناريو الأسوأ ، الذي افترضه بعض المحللين ، هو أن الصين قد تستغل الفوضى والإلهاء الناجمين عن الغزو الروسي لأوكرانيا لمحاولة الاستيلاء على تايوان بالقوة، إلا أنه لا توجد أي علامة على حشد عسكري على الساحل الشرقي للصين من شأنه أن ينذر بأي عمل عسكري واسع النطاق.

ويعد التهديد الأكثر احتمالاً هو  أن تحاول الصين استخدام الحرب في أوكرانيا لنشر معلومات مضللة وإثارة التشاؤم بشأن مستقبل تايوان، فيما تتمتع بكين بتاريخ طويل في إدارة حملات تضليل تستهدف تايوان – أحيانًا بهدف محدد يتمثل في تأرجح الدعم العام قبل الانتخابات ، ولكن في بعض الأحيان يكون الغرض العام هو زرع الانقسامات السياسية وعدم الرضا، وفقًا لـ”ذا ديبلومات”.

ربما يعجبك أيضا