مخيمات الأنبار.. متى ينتهي مسلسل المضايقات الأمنية؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

في العراق، عملية إغلاق لمخيمات النازحين تدفع بآلاف العائلات إلى دوامة الخطر، فالعديد منها لا تستطيع العودة إلى منازلها بعد اتهامات لها بالتعاون مع داعش، كما أن شروط العودة المتمثلة بالإقامة والعمل ما زالت غير متوفرة.

أرقام مخيفة

بين شهري يونيو وديسمبر الماضيين أغلقت قوات الأمن العراقية ثلاثة من مخيمات النازحين الخمسة في الأنبار وهي مخيمات الكيلو 18 وبيزبز والخالدية التي كانت تأوي معاً نحو 12 ألف نازح عراقي وفقاً للأمم المتحدة.

من بين هؤلاء تم إعادة توجيه ثلاثة آلاف نازح إلى مخيمي عامرية الفلوجة ومدينة الحبانية السياحية وهما المخيمان الأكبر في المنطقة، ونقل مئات النازحين من مخيم الخالدية إلى مخيم عامرية الفلوجة الذي يضم أكثر من 21 ألف شخص لكن مدارسها تشكو من نقص في عدد العاملين وتعاني عياداته من غياب التجهيزات اللازمة لرعاية ضحايا الحرب.

كما نقل الجيش العراقي نحو 190 أسرة إلى الحبانية بعد إغلاق مخيم الكيلو 18 وتتشابه الظروف القاسية في عامرية الفلوجة مع مخيم الحبانية الذي يضم نحو 12 ألف نازحاً الذين يعانون من نقص الحصص الغذائية ومن نقص وسائل التدفئة الملائمة في ظل درجات الحرارة المنخفضة.

لم يبق من مخيم بيريز سوى الاسم بعد أن تحول إلى عشوائيات وأجبرت قوات الأمن العراقي قاطنيه على إخلائه. بعض العائلات توجهت مكرهة إلى عامرية الفلوجة القريب من بيزبز فيما تكفلت العشائر بعائلات أخرى ليعملوا مزارعين ورعاة أغنام لدى تلك العشائر.

الجيش العراقي.. في قفص الاتهام

لم يقف مسلسل مضايقة قوات الأمن العراقية عند مخيمات بيزبز شرقي محافظة الأنبار ، بل طال أكثر من 300 عائلة نازحة في بيوت من الطين والقش.

نازحون قالوا إن قوات الجيش العراقي جمعت معلومات شخصية وأخذت بصمات الأصابع بحجة إصدار بطاقات شخصية، لكن النازحين فوجئوا بأن بصماتهم من أجل الضغط عليهم لاحقاً لترك مخيماتهم.

وبدل أن يتلقى النازحون دعمًا إنسانيًا حكوميًا وإعادتهم إلى مناطقهم المحررة يواجه نازحو بيزبز نزوحًا آخر على يد القوات الأمنية.

اتهامات تلاحق الجيش العراقي وميليشيات الحشد الشعبي بإعاقة عودة النازحين إلى ديارهم ليس في الأنبار فحسب، وإنما أيضًا في الموصل والرمادي والفلوجة، بسبب الاعتداءات الممنهجة ضمن خريطة التغيير الديموغرافي التي تسعى ميليشيات إيران في العراق إلى تنفيذها على الأرض في المدن ذات الأغلبية السنية.

 

ربما يعجبك أيضا