مدير «إف بي آي» يصف الصين بـ«التهديد الأخطر».. وبكين ترد

علاء بريك

الولايات المتحدة تواصل تصعيدها ضد الصين.


خلال زيارته إلى لندن، قال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، كريستوفر راي، إن الصين تعد الخطر الأبرز على الشركات الغربية والاقتصاد العالمي.

أتت تصريحات راي في إطار اجتماع جمعه مع رئيس جهاز الاستخبارات البريطانية “إم آي 5″، كين مكالوم، مع كبار رجال الأعمال البريطانيين، يوم الأربعاء 6 يوليو 2022، بحسب صحيفة “واشنطن بوست“، وكان للمتحدث باسم سفارة الصين ببريطانيا تعليق على الأمر.

المنافسة الصينية

ركز راي في حديثه، على ما تواجهه الشركات والحكومات الغربية من تهديدات من جانب المنافسة الصينية غير العادلة في السوق العالمية، موضحًا أن التهديدات الصينية على الشركات الغربية “تزداد خطورة”، ويبدو أن الغرض من حديث راي وفق واشنطن بوست أن يحشد رجال الأعمال في بريطانيا للمساعدة في محاربة القرصنة الصينية وسرقة الأسرار التجارية.

في الغرب، دأب عدد من خبراء الأمن السيبراني لأكثر من سنة على المطالبة بفرض عقوبات على الصين لرعايتها عمليات قرصنة طالت مئات الشركات، وكان مسؤول في “الإف بي آي” ذكر في وقت سابق من شهر يوليو أن القراصنة الصينيين زادوا من نشاط سبر واستطلاع القطاع التكنولوجي في أمريكا لمعرفة آليات استجابته لهجمات موسكو، بحسب “ذا ريكورد“.

تايوان.. أوكرانيا ثانية؟

أشار راي في الاجتماع إلى أن الصين تتخذ خطوات لتدرأ عن نفسها التبعات الاقتصادية إذا اجتاحت تايوان، مردفًا: “إذا وقع الاجتياح، سيمثل واحدًا من أسوأ الصدمات الاقتصادية على الشركات لم يشهد العالم مثلها من قبل، فالصين تتعلم دروسًا مما يجري في روسيا وحربها على أوكرانيا”، نقلًا عن واشنطن بوست.

لكن راي لم يبين كيف تمكن “الإف بي آي” من الربط بين الجهود الصينية لتقليل آثار العقوبات وبين أي مخططات محتملة لشن حرب على تايوان، مع العلم أنه في المؤتمر الصحفي بعد الاجتماع، ذكر بأنه لا يعرف إذا زادت الحرب الأوكرانية من احتمالية حرب صينية على تايوان، لكن المسؤولين في تايوان لا يرون حربًا صينية وشيكة في ظل الدعم الأمريكي والأهمية الاستراتيجية للجزيرة.

العقوبات وارتداداتها

قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في اجتماعه مع كبار المسؤولين، أمس الجمعة، 8 يوليو، إن “العقوبات المفروضة على روسيا تسبب أضرارًا أكبر بكثير للدول التي تفرضها. واستخدام العقوبات يمكن أن يؤدي حتى إلى تبعات يمكن أن تكون أكثر حدة، بلا مبالغة، وقد تكون كارثية في سوق الطاقة العالمية”.

بالمقارنة بين موقع الاقتصاد الروسي في الاقتصاد العالمي ونظيره الصيني،  فارتدادات العقوبات على الدول الغربية إذا أرادت استخدامها ضد بكين ستكون أكثر من كارثية ولن تستثني أحد، مع العلم أن أصول الصين بالدولار تتجاوز التريليون دولار، فضلًا عن إنتاجها 97% من المضادات الحيوية الأمريكية ونحو 80% من مكونات الأدوية الأمريكية، دون التطرق لقطاعات أخرى.

الرد الصيني

علق المتحدث باسم السفارة الصينية في بريطانيا، على اتهامات مديرَي “الإف بي آي” و”الإم آي 5″، قائلًا “إن الافتراءات بحق الصين على لسان مسؤولي الاستخبارات لا أساس لها”، مطالبًا مسؤولي البلدين بالتخلي عن عقلية الحرب الباردة والتوقف عن نشر “التهديد الصيني وإثارة النزاعات والصدامات”، وفق وكالة رويترز.

وعلى صعيد الحرب الأوكرانية، تحدث وزير الخارجية الصيني، وانج يي، على هامش قمة العشرين، عن أن الصين تعارض ممارسات الكيل بمكيالين، فبعض الدول تؤكد مبدأ السيادة فيما يتعلق بقضية أوكرانيا، لكنها تواصل تحدي سيادة الصين بشأن مسألة تايوان، بل وتخلق عن عمد توترات في مضيق تايوان، ورفض أي محاولة للمساواة بين أزمة أوكرانيا ومسألة تايوان، بحسب شبكة الصين.

ربما يعجبك أيضا