مدير «البحوث والدراسات العربية» السابق لـ«رؤية»: الصورة العامة للمنطقة العربية غير إيجابية

نداء كسبر

التدخل الدولي يؤثر بصورة سلبية على عملية الاستقرار السياسي في المنطقة العربية، فالغزو الأمريكي للعراق، امتدت آثاره إلى العديد من الدول العربية الأخرى


استفهامات حول الأزمات السياسية المتلاحقة التي تعانيها المنطقة العربية، وحول الأوضاع في تونس وقرارات الرئيس قيس سعيد الأخيرة،  وتأثير ذلك على عملية الاستقرار السياسي في الدول العربية.

تحاول “شبكة رؤية الإخبارية” أن تجد إجابات لتلك الأسئلة في حوار أجرته مع الدكتور أحمد يوسف أحمد، أستاذ العلوم السياسيّة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسيّة بجامعة القاهرة، المدير السابق لمعهد البحوث والدراسات العربية التابع للمنظمة العربية التربية والثقافة والعلوم ، عضو مجلس أمناء مركز دراسات الوحدة العربية ولجنته التنفيذيّة، وعضو الهيئة الاستشاريّة لمجلة السياسة الدوليّة.

ماذا عن الأزمات السياسية المتلاحقة التي تعانيها المنطقة العربية؟

أفاد دكتور أحمد يوسف، في حوار عبر الهاتف مع “شبكة رؤية الإخبارية”، بأن حدوث الانتفاضات الشعبية في مطلع العقد الثاني من القرن 21، مستهل عام 2011، أدى إلى قدر كبير من عدم الاستقرار السياسي في عدد كبير من الدول العربية، ووصل الأمر إلى ما يشبه الصراعات الداخلية، خاصة في 3 بلدان هي سوريا وليبيا واليمن.

ويقول يوسف: على الرغم من مرور عقد من الزمان على تفجر هذه الأوضاع، فإن الدول الثلاث ما زالت تعاني تراجعًا في دور الدولة بشكل خطير، فبالنسبة لسوريا نجد أنها الأكثر استقرارًا، لأن النظام يسيطر على معظم الأراضي هناك، لكن يبقى الأكراد السوريون يسيطرون على مناطقهم، وتركيا تحتل جزءًا من شمال شرق سوريا.

أما ليبيا، فما زال الصراع قائمًا هناك، بمعنى غياب حكومة مركزية تسيطر على السلطة، وكان الأمل إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية العام المنصرم، لكن لم تُجر وترتب على ذلك سحب مجلس النواب الثقة من حكومة الوحدة الوطنية وتعيين رئيس جديد للحكومة فتحي السلام باشاغا، الذي شكل حكومة حظيت بتأييد الجيش الوطني في الشرق، اعترض عليها رئيس حكومة الوحدة الوطنية، ورفض التنازل.

وفي ما يتعلق باليمن، يذكر أنها تمر بأشد حالات الصراعات سوءًا، نظرًا لسيطرة الانقلاب الحوثي على العاصمة ومعظم شمال اليمن، وتوجد حركة انفصالية في الجنوب تسيطر من الناحية الفعلية على كثير من أراضي الجنوب اليمني، ويمكن القول بأن الوضع في اليمن يتسم بحالة من الانقسام الفعلي.

والوضع الحالي في ليبيا يمر بمرحلة إعادة الازدواجية بالنسبة للحكومات، وغير معروف هل سيُحل هذا الإشكال، أم سيتفجر الصراع من جديد.

ماذا عن الأوضاع في تونس وقرارات قيس سعيد الأخيرة المتعلقة بالقضاء والدستور؟

انضمت تونس إلى الدول التي تعاني عدم الاستقرار السياسي، نظرًا للإجراءات التي اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيد، في محاولة منه لتصحيح الأوضاع، مع اعتراض بعض من القوى السياسية هناك.

فالصورة العامة للمنطقة العربية غير إيجابية، فهي إما وصلت إلى صراعات فعلية، أو تعاني عدم استقرار الذي قد يوصلها إلى ذلك.

كيف يؤثر العامل الخارجي في عملية الاستقرار السياسي في المنطقة العربية؟

التدخل الدولي يؤثر بصورة سلبية على عملية الاستقرار السياسي في المنطقة العربية، على سبيل المثال، فإن الغزو الأمريكي للعراق، امتدت آثاره إلى العديد من الدول العربية الأخرى وفي مقدمتها سوريا، من ظهور داعش وانتشار العمليات الإرهابية.

كيف ترى القطيعة بين دولتي الجزائر والمغرب؟

العلاقات الجزائرية المغربية متأثرة بتوتر مزمن، فبمجرد حصول الجزائر على استقلالها بدأ حدوث خلافات إقليمية على الحدود حتى وصل الأمر إلى اشتعال صدام عسكري بينهما بعد عام و3 أشهر من استقلال الجزائر في يوليو 1962، ولم يُحل إلا بعد وقت طويل.

وفي السبعينيات حدث توتر آخر بين الجانبين، فعندما جلا المغرب من الصحراء الغربية، عدها المغرب جزءًا من إقليمه، وعدّتها الجزائر أرضًا محررة، ينبغي استفتاء سكانها على تقرير المصير، وساعد على هذا وجود جبهة البلوساريو التي تلقى دعمًا جزائريًا، ما أجج خلافًا مزمنًا بين الجزائر والمغرب.

وفي الآونة الأخيرة، تدهورت العلاقات خاصة بعد أن ألمح المغرب في الأمم المتحدة إلى حق إقليم القبائل الجزائري في تقرير المصير، ثم وصلت الأمور إلى ذروتها عند توصل المغرب إلى اتفاق سلام مع إسرائيل، وعقد الطرفان مذكرة أمنية، ولذلك رأت الجزائر في المغرب تهديدًا لأمنها.

ماذا عن الموقف العربي من الأزمة الأوكرانية؟

عدم وجود موقف عربي موحد تجاه الأزمة الأوكرانية، فالدول العربية لا تريد أن تُستقطب في خلاف جديد بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، نظرًا لمصالح الدول العرية مع الطرفين، بالتالي يجب على الدول العربية اتباع موقف متوازن ينبع من مصالحها.

مستقبل النظام العربي في ظل التحالفات الدولية

النظام العربي مفتت، ويتعرض لاختراق شديد من القوى الإقليمية والدولية، يتمثل الحل الوحيد في عودة التضامن العربي من جديد، وتوجد انفراجه في هذا الأمر، من خلال عودة القمة العربية في نوفمبر المقبل 2022، التي لم تًعقد منذ مارس 2020، لعلها تكون بداية تنسيق للمواقف العربية وتوحيدها.

ربما يعجبك أيضا