مدير وكالة الطاقة الذرية في زيارة مفاجئة لإسرائيل.. ما السبب؟

رنا أسامة

أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، مدير وكالة الطاقة الذرية، رافائيل جروسي، بأن إسرائيل تُفضّل المسار الدبلوماسي "لتجريد إيران من إمكانياتها لتطوير السلاح النووي"، وأنها "تحتفظ بحقها في الدفاع عن نفسها".


زار مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، أمس الخميس 2 يونيو 2022، إسرائيل قبل أيام قليلة من اجتماع لمجلس محافظي الوكالة حول الأنشطة النووية لإيران.

وقال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، إن زيارة جروسي المفاجئة لإسرائيل تتعارض مع حيادية وكالة الطاقة الذرية، متوعدًا برد فوري إزاء أي تحرك غربي ضد طهران بالوكالة التابعة للأمم المتحدة.

إسرائيل عن نووي إيران: نفضل الدبلوماسية لكن نحتفظ بحق الدفاع

شدد جروسي، خلال لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، اليوم، على أهمية ضمانات الوكالة والالتزام بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. وأبلغه بينيت بتفضيل إسرائيل المسار الدبلوماسي “لتجريد إيران من إمكانياتها لتطوير سلاح نووي واحتفاظها بحقها في الدفاع عن نفسها وفي اتخاذ إجراءات لكبح طهران، إذا أخفق المجتمع الدولي في ذلك خلال إطار زمني محدد”.

وأشار بينيت إلى “الخطر الكبير الذي يمثله استمرار التقدم الإيراني نحو امتلاك سلاح نووي، بتضليل المجتمع الدولي بمعلومات ملفقة وأكاذيب”، مُشددًا على “ضرورة تصدي المجتمع الدولي لإيران، لمنعها من امتلاك سلاح نووي”، بحسب بيان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي. كان بينيت قال أمس، إن إيران تكذب على الوكالة، وأن برنامجها يُهدد أمن إسرائيل، وهو ما تنفيه الأخيرة باستمرار.

توقيت الزيارة.. ما دلالته؟

تتزامن زيارة مدير وكالة الطاقة الذرية في إطار جهود إسرائيل لزيادة الضغط على إيران، مع تعثّر المحادثات النووية الإيرانية في فيينا منذ مارس الماضي، ومطالبة طهران بشطب الحرس الثوري من قائمة التنظيمات الإرهابية الأمريكية، وهو ما ترفضه واشنطن.

وتأتي الزيارة المفاجئة في أعقاب الكشف عما أسماه بينيت “دليلًا” على تجسس استخباراتي إيراني على وكالة الطاقة الذرية، لإخفاء الأنشطة النووية لطهران عن المُفتشين الدوليين، ضمن ملفات نووية إيرانية، وقالت إسرائيل إنها استحوذت عليها في عام 2018 لكنها لم تُنشر علنًا.

سرقة وثائق سرية

في تغريدة بالإنجليزية في تويتر يوم 31 مايو، أفاد بينيت بأن “إيران سرقت وثائق سرية من وكالة الطاقة الذرية”، مُضمنًا التغريدة برابط جوجل درايف، يحتوي على وثائق يُزعم أنها تثبت التجسس الإيراني للتهرب من التحقيقات النووية، متابعًا: “كيف نعرف ذلك؟ لأننا وضعنا أيدينا على خطة الخداع الإيرانية”. الأمر الذي وصفه وزير الخارجية الإيراني، بكلمته في المنتدى الاقتصادي “دافوس”، بـ”الأكاذيب”.

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال أول من نشر تقريرًا بشأن الوثائق، التي زعمت أن المخابرات الإيرانية سرقتها من الوكالة الأممية للتهرب من الرقابة النووية وتضليلها منذ قُرابة 20 عامًا، مُشيرةً إلى أنها حازت تلك الوثائق من “وكالة استخبارات شرق أوسطية” في دولة معارضة لبرنامج إيران النووي، دون تسميتها، وفق صحيفة تايمز أوف إسرائيل في نسختها الإنجليزية.

وثائق سرية يُزعم سرقتها من وكالة الطاقة الذريةوثائق سرية مسروقة وثائث يُزعم أن إيران سرقتها من وكالة الطاقة الذريةوثائث يُزعم سرقتها من وكالة الطاقة الذرية

اليورانيوم الإيراني المُخصّب زاد بـ18 مرة

تأتي زيارة مدير وكالة الطاقة الذرية لإسرائيل، بعد 3 أيام من تقرير لهيئة المراقبة التابعة للأمم المتحدة، يُفيد بتجاوز مخزون اليورانيوم المُخصّب لدى إيران، بأكثر من 18 مرة عن الحد المنصوص عليه في اتفاق طهران لعام 2015 مع القوى العالمية، بما يكفي لصنع قنبلة ذرية.

اليورانيوم الإيراني المُخصّب

وكشف أحدث تقرير لوكالة الطاقة عن برنامج إيران النووي، أن “إجمالي مخزون إيران المخصب بلغ 3 آلاف و809.3 كيلوجرام، حتى 15 مايو 2022″، مع مواصلة تخصيب اليورانيوم لمستويات تتجاوز الحد المنصوص عليه في اتفاق عام 2015 مع القوى العالمية، البالغ 202.8 كيلوجرام، مُشيرًا إلى عدم تقديم طهران “إجابات موثوقة” على وجود جزيئات يورانيوم في 3 مواقع غير مُعلنة.

توعّد إيراني

سعيد خطيب زادة

توعّدت إيران بالرد على أي تحرّك غير بنّاء خلال اجتماع مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية، في الفترة من 6 إلى 10 يونيو الجاري. وقال متحدث الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، على قناة الوزارة على تليجرام يوم 1 يونيو: “برنامجنا النووي سلمي بامتياز، وسنرد ردًا قويًا وملائمًا على أي عمل غير بنّاء” بمجلس محافظي الوكالة”، زاعمًا أن تقرير الوكالة لا يعكس حقيقة تعامل إيران.

ودعا زادة الوكالة الأممية للالتزام بسير تعاونها الفني. وتضغط الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، على مجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة، لتوبيخ إيران لاستمرارها منذ فترة طويلة في عدم الرد على أسئلة حول آثار اليورانيوم التي عُثر عليها بمواقع غير معلنة، وفق مسوّدة مُعدّة للاجتماع المُرتقب، قالت وكالة رويترز إنها اطلعت عليها.

ربما يعجبك أيضا