«مدينة الإمارات الإنسانية».. دعم جسدي ونفسي لأهالي غزة

إسراء عبدالمطلب

تستضيف "مدينة الإمارات الإنسانية" المئات من أهالي قطاع غزة الموجودين في الإمارات حاليا لتلقي العلاج أو مرافقة ذويهم المرضى.


قدّمت مدينة الإمارات الإنسانية، التي تأوي مئات العائلات الفلسطينية المصابة أو المتضررة جراء الحرب في قطاع غزة أو تلك التي تعاني من مرض السرطان، رعاية خاصة لهم من خلال مؤسسة التنمية الأسرية في أبوظبي.

واستمرت المؤسسة خلال الأشهر القليلة الماضية في تقديم خدمات الدعم النفسي للأشقاء الفلسطينيين عبر ورش العمل، ونشاطات خاصة، وجلسات الاستماع، وبث الأمل، والأنشطة المجتمعية والإنسانية.

الإمارات تستقبل ثالث دفعة من الأطفال الفلسطينيين للعلاج | MEO

الدعم المتواصل

بحسب جريدة “النهار” اللبنانية، تم تنفيذ هذه الخدمات بأساليب حديثة تهدف إلى تخفيف صدمات الحرب وتأثيرها النفسي، وذلك بواسطة فرق متخصصة في مؤسسة التنمية الأسرية التي تجدول نشاطاتها الأسبوعية بشكل متواصل للحفاظ على صلة دائمة بالعائلات الفلسطينية، مقدمة نموذجًا متكاملًا للرعاية تميزت به دولة الإمارات في ملف غزة.

وأظهرت المؤسسة اهتمامًا كبيرًا بتوفير الرعاية النفسية عبر برامج مبتكرة، وهي: الإسعاف النفسي الأولي: تقديم المساندة النفسية للعائلات المتضررة ومنحهم الإحساس بالأمل والسكينة، وبرنامج “ملهم الأمل” وبرنامج الإرشاد الجمعي “جدّد الأمل”، ويهدفان إلى إكساب المشاركين مهارات جديدة للتغلب على المصاعب واستعادة حياتهم بشكل طبيعي.

برامج ثقافية ورياضية

منذ بدء النشاطات في ديسمبر 2023، حققت مؤسسة التنمية الأسرية نتائج مبهرة من خلال المبادرات المتنوعة التي شملت برامج ثقافية ورياضية وفنية، مثل برنامج “العلاج بالقراءة” لتعزيز الجانب الثقافي، ورشة “نلعب بمرح” لتعزيز الصحة النفسية للأطفال، “تليماتش السعادة” لتعزيز التسلية والترفيه وروح التنافس.

وتشمل المُبادرات أيضًا ورش “لياقة للأبد” لتعزيز أنماط الحياة الصحية، وبرنامج التعبير الإبداعي “ارسم بفرح”، لتوفير بيئة إبداعية للأطفال للتعبير عن مشاعرهم وفهم انفعالاتهم.

رعاية نفسية

قالت مدير عام مؤسسة التنمية الأسرية، مريم محمد الرميثي، إن “المؤسسة تركز على توفير الرعاية النفسية لكل المحتاجين، خصوصًا الأطفال وكبار السن، من خلال مبادرات مبتكرة ومتنوعة لتعزيز مشاركتهم وتحفيزهم على الحياة وبث روح الأمل”.

وأضافت: “تجربة التعامل مع الفلسطينيين القادمين من غزة مهمة جدًا، وجاءت تنفيذًا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بهدف بث الأمل والحياة في نفوسهم بعد معاناتهم النفسية الكبيرة. تعمل فرق المؤسسة المتواجدة في مدينة الإمارات الإنسانية بمهنية عالية لتحقيق نتائج مؤثرة”.

وأشارت الرميثي إلى أن المؤسسة تعمل على مستويات مختلفة، وخصوصًا مع الأطفال والأمهات، وفق رؤية وتوجيهات الشيخة فاطمة بنت مبارك لتعزيز الجانب الإنساني وحماية الأسرة وإعادة تأهيلها وتمكينها.

جهود مستمرة

أكدت مديرة دائرة تنمية الأسرة بالوكالة في مؤسسة التنمية الأسرية، وفاء آل علي: “تجربة التعامل مع الأشقاء الفلسطينيين في مدينة الإمارات الإنسانية كانت ثرية وحيوية، وأثمرت عن نتائج مهمة، حيث عملت المؤسسة على رصد الحالات وتصنيفها وصناعة الثقة بين فريق المؤسسة والحالات المختلفة”.

وخلال الأشهر الماضية، أجرت فرق المؤسسة زيارات تفقدية للمرضى في المستشفيات، وتقديم الدعم النفسي والمواساة للأفراد الذين علموا برحيل ذويهم أو تهدمت بيوتهم، وتدريب مرافقي المرضى على فنيات تقديم الدعم لمرضى السرطان، وتم عقد جلسات التفريغ النفسي الفردية والجماعية للوصول بالضيوف إلى الاتزان النفسي والتكيف مع الأحداث الصعبة، وتنمية مهارات الصمود النفسي لديهم.

وأشادت وفاء آل علي بجهود الإمارات التي كرست موقعها كـ”وطن للإنسانية” من خلال المبادرات الإنسانية المستمرة، وأكدت أن فريق المؤسسة تمكن من تصنيف الحالات بعد فترة وجيزة، وبدأ برامجه المتنوعة لدعم الأشقاء الفلسطينيين نفسيًا ومعنويًا، وساهمت هذه الثقة في تعزيز الحياة فيهم، وتفريغ الطاقة السلبية، ودعم كل الفئات بما فيها الأطفال والنساء وكبار السن، حيث تعامل الفريق مع الحالات المختلفة بزيارات تفقدية ودعم نفسي مستمر.

ربما يعجبك أيضا