مرصد مراكز الأبحاث| تحالف أمني بين روسيا وكوريا الشمالية

عمر رأفت
مرصد مراكز الأبحاث

كان لزيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى كوريا الشمالية، ولقائه الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونج أون، صدى عالمي كبير، خاصة بعد إعلانهم عن تحالف أمني فيما بينهما.

وفي مرصد مراكز الأبحاث، نرصد أيضًا انفصال أرمينيا عن روسيا، والتجارة غير المباشرة بين روسيا والصين، وكذلك انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.

تحالف أمني جديد بين روسيا وكوريا الشمالية

زار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، كوريا الشمالية، الأربعاء الماضي، والتقى زعيمها كيم جونج أون، ما يشير إلى الأهمية التي يوليها بوتين لعلاقته مع هذا البلد، خاصة في ظل استمرار الحرب الأوكرانية.

وحسبما ذكر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، يشير اللقاء إلى عمق التحالف الاستراتيجي بين روسيا وكوريا الشمالية في مواجهتهما مع الولايات المتحدة وحلفائها، وأسفر  هذا اللقاء عن نتائج مثمرة، حيث ألمح الزعيمان إلى اعتزامهما مواصلة التعاون في مجال الأسلحة بين بلديهما، كما وقع البلدان على معاهدة “شراكة استراتيجية شاملة” وتعهدا بتقديم المساعدة المتبادلة لبعضهما البعض في حالة تعرض أي منهما لهجوم، الأمر الذي أدى إلى إحياء ما يبدو وكأنه تحالف قديم من الحرب الباردة بين البلدين.

وتعد علاقة كوريا الشمالية مع روسيا بمثابة أخطر تهديد للولايات المتحدة منذ الحرب الكورية، وتأثيرها على الأمن الأوروبي واضح، وسيكون هذا الترابط له أثر كبير ليس فقط على شبه الجزيرة الكورية ولكن أيضًا على الأمن الداخلي للولايات المتحدة، وفي حين أن الولايات المتحدة وحلفائها يمكن أن يتعاملوا مع مثل هذا التحدي، فإنه من شأنه أن يعقد الصورة الأمنية العالمية إلى حد كبير، خاصة بعد التوترات في تايوان.

تحالف أمني جديد بين روسيا وكوريا الشمالية

تحالف أمني جديد بين روسيا وكوريا الشمالية

شراكة بوتين وكيم.. مشكلة للولايات المتحدة

أكدت زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى كوريا الشمالية، كيف وصلت العلاقات بين البلدين إلى مستويات جديدة، حيث وقعت الدولتان اتفاقية “شراكة استراتيجية شاملة”.

وحسبما قال معهد تشاتام هاوس، فإن هذا التحالف يمثل مشكلة للولايات المتحدة، ويؤكد على أهمية أن تعالج واشنطن وحلفائها، مشكلة القوة النووية لبيونج يانج، بجانب نشاط تجارة الأسلحة المتزايد بين موسكو وبيونج يانج.

واكتسبت العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية زخمًا ملحوظًا في أعقاب الحرب الأوكرانية، ونتج عنها دعم كوريا الشمالية لروسيا بالذخائر بكميات كبيرة، وفي نفس الوقت، فإن استقبال بوتين في بيونج يانج، إلى جانب تعهدات الزعيمين بإنشاء نظام عالمي “متعدد الأقطاب جديد” يعارض الهيمنة الأمريكية، كما يشير إلى أن هذه العلاقات من المرجح أن تتعزز بمرور الوقت وتمتد إلى ما بعد مدة الحرب في أوكرانيا، ولا شك أن هذه الإجراءات ستثير القلق في كوريا الجنوبية، التي ظلت حتى الآن مترددة في تقديم مساعدات لدعم أوكرانيا، نظرًا للتداعيات المحتملة على العلاقات الاقتصادية مع روسيا.

شراكة بوتين وكيم.. مشكلة للولايات المتحدة

شراكة بوتين وكيم.. مشكلة للولايات المتحدة

انفصال أرمينيا عن روسيا

تتجه أرمينيا إلى التخلي عن عضويتها في منظمة معاهدة الأمن الجماعي (CSTO)، التي تقودها روسيا، وهذا القرار ليس وليد اللحظة، ولكنه متداول منذ عام 2020 عندما هزمت أذربيجان أرمينيا، وتفاقمت الأمور في سبتمبر 2023 عندما استعاد الأذربيجانيون بالكامل ما تبقى من منطقة ناجورنو كاراباخ، ولم تفعل روسيا أي شيء حيال هذا.

وحسبما ذكر مركز تحليل السياسات الأوروبية، فإن الأحداث المسبقة جعلت أرمينيا تشعر بالخيانة من الجانب الروسي، وأصبح المزاج العام في البلاد سيئًا تجاه موسكو، حيث ارتفع عدد الأرمن الذين يعتقدون أن العلاقات الثنائية سيئة إلى 66% من 49%.

وهذا الأمر دفع أرمينيا أيضًا إلى تنويع سياستها الخارجية، وظهر ذلك في الأسلحة المملوكة لروسيا، ففي السابق شكلت الأسلحة الروسية نحو 90% من قدرات أرمينيا الدفاعية قبل عام 2020، ولكن الآن انخفضت إلى ما لا يزيد على 15%. وبدلًا من ذلك، اشترت أرمينيا كميات كبيرة من الأسلحة من الهند وفرنسا.

وازداد الأمر سوءًا عندما كشفت سلسلة من الوثائق السرية أن بيلاروسيا، الحليفة لبوتين، كانت تسلح أذربيجان سرا في الفترة من 2018 إلى 2022، ويقال إن بيلاروسيا ساعدت في تحديث مدفعية أذربيجان، وباعت لها أجزاء من معدات الحرب الإلكترونية والطائرات دون طيار.

انفصال أرمينيا عن روسيا

انفصال أرمينيا عن روسيا

 التجارة غير المباشرة بين الصين وروسيا

ارتفعت تجارة الصين مع روسيا منذ بداية الحرب الأوكرانية، الأمر الذي عزز بشكل كبير أهداف موسكو العسكرية.

وأعلنت مؤسسة المجلس الأطلسي،أنه في حين لا يوجد دليل علني على توفير بكين أسلحة فتاكة للقوات الروسية، فإن صادراتها من السلع من المرجح أن تسهل روسيا في حربها بأوكرانيا، والأهم من ذلك أن التجارة بين الصين وروسيا لا تتم فقط على المستوى الثنائي، بل تتاجر الدولتان أيضًا عبر دول آسيا الوسطى، التي تربط بين القوتين.

ومع توسيع الولايات المتحدة للعقوبات على روسيا، يجب على صناع السياسات أن يولوا اهتمامًا وثيقًا لتحويل التجارة المحتمل بين الصين وروسيا عبر آسيا الوسطى ومواقع أخرى.

وانخفضت صادرات الصين المباشرة إلى روسيا منذ الحرب الأوكرانية مرتين فقط، وكلاهما خلال الأوقات التي تخشى فيها الشركات الصينية من مخاطر العقوبات، وانخفضت الصادرات الصينية لأول مرة في الأيام الأولى للحرب الأوكرانية، في أوائل عام 2022، والمرة الثانية انخفضت الشحنات من الصين إلى روسيا في الأشهر الأخيرة، ويرجع ذلك على الأرجح إلى العقوبات الغربية الأكثر صرامة المفروضة في ديسمبر 2023 وتوقف الإنتاج في العام القمري الجديد، ولكن من المرجح أن يكون بشكل مؤقت.

 التجارة غير المباشرة بين الصين وروسيا

التجارة غير المباشرة بين الصين وروسيا

مسار أوكرانيا الثابت نحو الاتحاد الأوروبي

تعود فكرة أوكرانيا بخصوص الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي إلى أوائل التسعينيات، مباشرة بعد حصول البلاد على استقلالها، ولكن الأمر المفاجئ أن الكيان الأوروبي لم يرحب بالأوكرانيين على عكس جيرانهم مثل المجر وبولندا وغيرهم.

وذكر مركز كارنيجي للدراسات، أنه على الجانب الأوكراني، لم يكن هناك دعمًا شعبيًا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بنفس الطريقة التي كان عليها في بولندا مثلًا، وهذا يرجع إلى تصور أن انضمام أوكرانيا كان احتمالاً مستبعداً إلى حد كبير، وخاصة نتيجة لتردد الاتحاد الأوروبي في هذا القرار في أوقات سابقة.

وزعم محللون آخرون أن اندماج أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي من شأنه أن يثير رد فعل من جانب روسيا، وبالتالي ينبغي تجنبه، ومع ذلك، فإن وجهة النظر هذه لم تمنع القادة الأوكرانيين من اتباع مسار أوروبي، وبمرور الوقت، أصبح التطلع إلى عضوية الاتحاد الأوروبي متأصلًا في الهوية الأوكرانية، مما يعكس توافق البلاد الثقافي والسياسي الواسع على نحو متزايد مع أوروبا.

كما أن سياسة التكامل مع الاتحاد الأوروبي كانت مدعومة من قِبَل كل رؤساء أوكرانيا من مختلف ألوان الطيف السياسي، الذين رأوا فيها فائدة اقتصادية وسياسية للبلاد، ولن يكون غريبًا تزايد رغبة الأوكرانيين في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بشكل كبير في أعقاب الحرب الروسية وغيرها من الأحداث.

مسار أوكرانيا الثابت نحو الاتحاد الأوروبي

مسار أوكرانيا الثابت نحو الاتحاد الأوروبي

 

 

 

 

ربما يعجبك أيضا