مرصد مراكز الأبحاث| تداعيات انتخابات البرلمان الأوروبي

عمر رأفت
مرصد مراكز الأبحاث

كانت لنتائج انتخابات البرلمان الأوروبي صدى واسع في القارة العجوز، خاصة بعد تحقيق أحزاب اليمين المتطرف نتائج جيدة.

وفي مرصد مراكز الأبحاث، نرصد تأثير خروج وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، من حكومة الحرب في تل أبيب، بجانب زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لكوريا الشمالية.

أوروبا في خطر

أظهرت نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي الأخيرة، سيطرة اليمين المتشدد على النتائج، لا سيما في دول مثل فرنسا وإيطاليا وألمانيا، ما وضع القارة العجوز في خطر كبير.

وفي تحليل لنتائج الانتخابات، قالت مؤسسة “المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية”، إن تلك النتائج لن تكون في صالح الاتحاد الأوروبي، وستشكل خطرًا كبيرًا على أوكرانيا، وأضافت المؤسسة أن هذه النتائج سوف تؤدي إلى سحب الاتحاد الأوروبي إلى اليمين المتشدد، مع اتخاذ موقف أكثر تشددًا بشأن الهجرة، ومعارضة للتدابير الخضراء لمعالجة أزمة المناخ، وخفض الدعم لأوكرانيا.

المفاجأة كانت عندما أمر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بحل البرلمان الفرنسي، والدعوة إلى انتخابات جديدة في الثلاثين من يونيو، على أن تجري جولة ثانية في السابع من يوليو المقبل، وفي ألمانيا، الوضع مثير للقلق، فحقق حزب البديل نتائج جيدة، وفي إيطاليا أيضًا، حيث حقق حزب “إخوان إيطاليا” نتائج جعلته في المقدمة.

هذه النتائج ستؤدي إلى تعقيدات في إيجاد طريقة لعمل موحد بشأن قضايا مثل التحول الأخضر، والأمر الأهم هو إرسال المساعدات إلى أوكرانيا، وهذا قد يؤدي بأوروبا لخسارة الحرب الأوكرانية، كما أن إمكانية فوز الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بالانتخابات الأمريكية القادمة من شأنه أن يضعف أوروبا وقد يؤدي بها إلى الانقسام.

أوروبا في خطر

أوروبا في خطر

تأثير خروج جانتس

لا تزال تداعيات انسحاب وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، بيني جانتس، من حكومة الحرب، لها صدى كبير في تل أبيب.

وسلطت مؤسسة “المجلس الأطلسي” الضوء على انسحاب جانتس، الذي انضم إلى الحكومة الإسرائيلية، في العاشر من أكتوبر 2023، بعد ذلك، شكل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على الفور حكومة حرب مع جانتس.

وعلى مدار الأشهر الثمانية التالية، تمكن جانتس بنتائج متباينة من تعديل تصرفات الحكومة، وينسب إليه البعض الفضل في منع الحكومة من فتح جبهة ثانية واسعة النطاق على الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان في الأيام الأولى من الحرب، لكنه فشل في إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، ووضع إستراتيجية لإنهاء الحرب في غزة.

ورغم رحيل جانتس، فإن تأثيره على الحكومة ليس كبيرًا، ولا يزال الائتلاف الحاكم اليميني يحتفظ بـ64 مقعدًا من مقاعد الكنيست البالغ عددها 120، ورحيل أحد أحزاب اليمين المتطرف أو خمسة أعضاء من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو يمكن أن يؤدي إلى انهيار الحكومة، وفي نفس الوقت، قال جانتس عن نتنياهو، فإن القرارات الاستراتيجية المصيرية تقابل بالتردد والمماطلة لاعتبارات سياسية، وسوف يستمر هذا الحال.

تأثير خروج جانتس

تأثير خروج جانتس من حكومة الحرب

أوكرانيا وعضوية الناتو

تحدثت مؤسسة مجلس الأطلسي، عن حصول أوكرانيا على عضوية “الناتو”، وسلطت الضوء على وعد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بأن قمة حلف شمال الأطلسي المقبلة في واشنطن ستكون فرصة لكييف للحصول على العضوية.

ويسعى الحلف منذ عام 2008 لحصول كييف على العضوية، وبعد ستة عشر عاماً، لا يزال الفشل هو القائم، ولم يفي الحلف بوعده لكييف،مما ساهم في اكتساب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، القفة في قدرته على إعادة إخضاع أوكرانيا تحت سيطرته، ومن المؤسف أن حلف شمال الأطلسي يفتقر إلى الإجماع اللازم لمنح أوكرانيا العضوية حتى الأن، وفي قمة حلف شمال الأطلسي لعام 2023 في فيلنيوس بليتوانيا، لم يتحقق هذا الإجماع إلا بصعوبة بالغة عندما عرقلت الولايات المتحدة وألمانيا الجهود التي قادها تحالف واسع من الحلفاء لإصدار دعوة عضوية لكييف.

وقالت مؤسسة “مجلس الأطلسي” أن أوكرانيا لن تحصل على تلك العضوية إلا من خلال عناصر تعزز بشكل ملموس ومؤسسي اندماج أوكرانيا في الحلف، ولم تعد الوعود المتكررة أو المعاد صياغتها كافية، ولكن مشاركتها ودمجها في الحف هو الأساس لتحقيق وعد حصولها على العضوية.

أوكرانيا وعضوية الناتو

أوكرانيا وعضوية الناتو

التعاون العسكري بين روسيا وكوريا الشمالية

سيكون لقاء القمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، أكبر تهديد للأمن القومي الأمريكي منذ الحرب الكورية.

وسلط مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، الضوء على زيارة بوتين إلى كوريا الشمالية، إن هذه العلاقة العميقة تهدد أمن القارة الأوروبية والأسيوية والولايات المتحدة أيضًا، ومن المرجح أن يقوم كيم بتزويد مخزونات الحرب الروسية إلى أجل غير مسمى، ولكن ما يثير القلق هو ما يقدمه بوتين في المقابل، ومن المستبعد إلى حد كبير أن يكون كيم قد احتفى ببوتين بهذا القدر لمجرد الوعد بالغذاء والوقود.

يريد كيم أجهزة قياس عن بعد متقدمة، وتكنولوجيا الغواصات النووية، والأقمار الصناعية العسكرية، وتكنولوجيا الصواريخ الباليستية العابرة للقارات المتقدمة، فيما يحتاج بوتين إلى أسلحة كيم لتعويض النقص في الذخيرة الذي يبلغ خمسين ألف طلقة في سعيه إلى تحقيق النصر في أوكرانيا، وتلك الأمور لا يزعزع استقرار الأمن في قارة آسيا فحسب؛ بل إنه يزيد أيضاً من التهديد المباشر الذي تشكله كوريا الشمالية على الولايات المتحدة.

التعاون العسكري بين روسيا وكوريا الشمالية

التعاون العسكري بين روسيا وكوريا الشمالية

فرصة ضائعة لقارة إفريقيا

يتعرض الرئيس الكيني ويليام روتو، لبعض السخرية في وسائل الإعلام، منذ عام مضى كان يعرب عن أسفه لمدى الإهانة التي يفرضها اضطرار الزعماء الأفارقة إلى السفر إلى دول أجنبية لحضور مؤتمرات القمة التي يعقدونها مع إفريقيا.

وحسبما ذكر معهد الدراسات الأمنية، قال روتو إن الاتحاد الإفريقي ورؤساء المجموعة الاقتصادية الإقليمية يجب أن يكونوا كافيين لتمثيل القارة، وعلى عكس تصريحاته، ففي الأسبوع الماضي كان على ما يبدو سعيدًا بالذهاب إلى سيول، وحضر القمة الأولى بين كوريا الجنوبية وإفريقيا مع نحو 24 رئيس دولة وحكومة إفريقية أخرى، ومن الواضح أن كوريا الجنوبية بادرت إلى تنظيم هذا الحدث، ويبدو أنها كانت لديها استراتيجية مدروسة جيدًا للتعامل معه.

وبالنسبة لسيول، من الواضح أن إفريقيا أصبحت أكثر أهمية في الآونة الأخيرة، وأصبحت الحاجة إلى المعادن الحيوية أكثر أهمية،ومع تحول الصين بعيدًا عن المعسكر الغربي واقترابها من روسيا، التي تحصل على الأسلحة والذخيرة من كوريا الشمالية لمهاجمة أوكرانيا، فمن الواضح أن سيول تسعى إلى الوصول المباشر والآمن إلى تلك المعادن المهمة عن طريق قارة إفريقيا.

فرصة ضائعة لقارة أفريقيا

فرصة ضائعة لقارة إفريقيا

ربما يعجبك أيضا