مرصد مراكز الأبحاث| حزب الله وإسرائيل.. خطر الحرب الشاملة لا يزال قائمًا

شروق صبري
صورة مرصد مراكز الأبحاث

يستعرض «مرصد مراكز الأبحاث» أبرز ما تناولته مراكز الأبحاث والمعاهد الفكرية الدولية خلال الأسبوع، فعلى الصعيد الإقليمي تشمل موضوعات المرصد، أبعاد وتداعيات التصعيد الأخير بين حزب الله وإسرائيل، ومستقبل غزة بعد الحرب.

ودوليًّا، يناقش المرصد تأثير استمرار التوغل الأوكراني في منطقة كورسك الروسية، ومعضلة تعامل الولايات المتحدة مع الانقلابات في إفريقيا، وضرورة مراجعة أمريكا لاستراتيجيتها العسكرية ونهج إنفاقها الدفاعي.

إحباط هجوم حزب الله وخطر الحرب الشاملة

رأى معهد الأمن القومي الإسرائيلي في تحليلٍ، أن الجيش الإسرائيلي تمكّن من إحباط هجوم واسع لحزب الله على شمال إسرائيل، لكن ذلك لا يُغيّر الوضع العام الذي يتجه نحو حرب إقليمية.

ويرى التحليل أن الحل الحقيقي لعودة الاستقرار يكمن في إنهاء القتال في غزة وإبرام صفقة، وهو الخيار الذي تدعمه المؤسسة الأمنية.

وفي الوقت نفسه، تستغل إيران الوضع الحالي لتعزيز نفوذها من خلال إجراء حوار استراتيجي مع الولايات المتحدة دون إشراك إسرائيل، وتسعى واشنطن من جانبها لإبقاء طهران خارج الصراع لتجنب الدخول في مواجهة مباشرة.

وفي النهاية يؤكد التحليل أنّ هذا الوضع يشير إلى أن غياب استراتيجية شاملة من جانب إسرائيل يعني أن النجاحات التكتيكية لا تؤدي بالضرورة إلى تحسين الوضع الاستراتيجي العام، بل قد تزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.

حزب الله والحرب الإعلامية

حزب الله

حزب الله

في الأسابيع الأخيرة، ظل المجتمع الدولي يترقب رد حزب الله على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر، وأخيرًا نفذ الحزب هجومه، ولكن يبدو أنه لم يحقق أهدافه بشكل كامل، ولهذا يحاول الحزب تعويض ما فشل في تحقيقه عسكريًّا من خلال الدعاية الإعلامية لإظهار قوته أمام جمهوره.

تأخر حزب الله في الرد لم يكن بسبب ضعفه أمام إسرائيل أو خوفًا من رد فعلها فقط، بل كان أيضًا نتيجة حسابات سياسية مُعقدة تتعلق بالوضع الداخلي في لبنان؛ فالحزب الذي أعلن دعمه الكامل لمعركة «طوفان الأقصى» يوازن بين التزاماته تجاه حلفائه في غزة والوضع الداخلي المعقد في لبنان، الذي يعاني من انهيار اقتصادي وسياسي، وفق تحليل للمجلس الأطلسي (أتلانتك كونسل).

ومع تعهد الحزب بالرد على اغتيال شكر، كان عليه التعامل بحذر لتجنب حرب شاملة مع إسرائيل، وواصل هجماته المتفرقة ضمن «قواعد اللعبة» التي تحكم الصراع منذ أكتوبر 2023، معتمدًا على الدعاية الإعلامية لإبراز قوته وتبرير تأخيره في الرد، وفي 25 أغسطس، شعر الحزب بأن الوقت قد حان للرد ورغم أن إسرائيل أجهضت جزء كبير من الهجوم لكن الحزب سارع للإعلان عن نجاح عمليته في استمرار لنهجه الدعائي.

غزة وسؤال «ما بعد الحرب»

غزة

غزة

ينصب الخلاف الرئيسي حول مستقبل غزة، على سؤال ماذا سيحدث في «اليوم التالي للحرب»؟. إسرائيل، تحت قيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تسعى لإعادة تصميم احتلالها بدلاً من إنهائه، بينما حماس ترفض ذلك، وفق تحليل لـ(تشاتام هاوس) البريطانية.

أما الولايات المتحدة، فهي متهمة بدعم مطالب نتنياهو، ما يعزز سمعتها كـ«محامي إسرائيل» في المفاوضات، ورغم استشهاد أكثر من 40 ألف فلسطيني تواصل واشنطن تقديم الدعم العسكري لإسرائيل.

لحل النزاع، يرى التحليل أن على الولايات المتحدة استخدام نفوذها لضمان انسحاب إسرائيل الكامل من غزة، مع تسهيل وصول المساعدات الإنسانية وتمكين الفلسطينيين من إدارة شؤونهم بأنفسهم، ويتطلب الأمر كذلك، دعمًا إقليميًا ودوليًا يركز على تمكين الفلسطينيين من إعادة بناء غزة وإعادة دمج اقتصادها مع الضفة الغربية، وتشكيل قوة أمنية فلسطينية متكاملة، وتطوير هيئة سياسية شاملة.

أوكرانيا وجدت طريقها إلى النصر

أوكرانيا

أوكرانيا

يرى مقال نشرته مؤسسة راند الأمريكية أن العمليات الأوكرانية في منطقة كورسك الروسية ستؤدي إلى إضعاف كبير للقوات الروسية، ليس فقط في هذه المنطقة، ولكن في كافة الجبهات.

قبل الغزو الأوكراني، كانت موسكو تتكبد حوالي 1000 ضحية يوميًّا، مع خسائر فادحة في المعدات، وفرضت هذه الخسائر عبئًا كبيرًا على روسيا، ما جعلها تعاني من نقص في الاحتياطي الاستراتيجي للقوات وبالتالي عدم القدرة على التصدي للقوات الأوكرانية المتوغلة.

تواجه موسكو الآن خيارًا صعبًا؛ إما التركيز على تأمين كورسك وهو ما يتطلب عدة أشهر من التجنيد وإنتاج الأسلحة، أو الاستمرار في الهجمات في دونباس على حساب فقدان أجزاء من كورسك وبيلجورود.

تسعى أوكرانيا الآن لاستغلال الفرصة المتاحة لتجديد وتجهيز قواتها حتى ربيع 2025، ولكن يتوقف تحقيق الأهداف على حجم المساعدات الغربية المقدمة، وفي حال تم تقديم الدعم الكافي، فإن ذلك يمكن أن يحسن قدرات أوكرانيا بشكل كبير، ما يساعدها على استعادة أراضيها بحلول عام 2025.

أمريكا ومعضلة انقلابات إفريقيا

أمريكا ومعضلة انقلابات إفريقيا

أمريكا ومعضلة انقلابات إفريقيا

تواجه واشنطن تحديات كبيرة في التعامل مع الانقلابات العسكرية التي تتسارع في غرب إفريقيا ومنطقة البحيرات العظمى وشرق إفريقيا، بحسب تحليل لمؤسسة بروكينجز الأمريكية.

العقوبات الاقتصادية والعزلة الدبلوماسية لم تنجح في إعادة الحكم المدني، ويبدو أن الولايات المتحدة غير مستعدة للتدخل العسكري بسبب تركيزها على المنافسة مع الصين وروسيا ورغبتها في الابتعاد عن النزاعات الداخلية، بحسب التحليل.

الانقلابات التي شهدتها دول مثل مالي والنيجر والجابون تعود إلى مشاكل داخلية مثل ضعف السيطرة المدنية على الجيش وسوء الإدارة الاقتصادية والخدمات العامة، إضافة إلى الفساد، واستغلت الصين وروسيا الفراغ الناشئ لبسط الهيمنة وزيادة النفوذ.

ويرى التحليل أن على الولايات المتحدة تعزيز جهودها لمراقبة الانقلابات والتأثير على الحكومات لتبني ممارسات حكم أفضل بالإضافة إلى تعزيز الرقابة المدنية وتدريب ضباط الجيش على حقوق الإنسان، وتطوير آليات لرصد التحضيرات للانقلابات وتقديم تحذيرات مبكرة.

ضغوط هائلة على التصنيع الدفاعي الأمريكي

التصنيع الدفاعي الأمريكي

التصنيع الدفاعي الأمريكي

يضع الالتزام الأمريكي بتسليح إسرائيل وأوكرانيا، فيما تحاول تخزين كميات ضخمة من الأسلحة استعدادًا لحرب محتملة مع الصين، ضغوطًا هائلة على قاعدة التصنيع الدفاعيّة الأمريكية.ودفع ذلك العديد من صناع القرار والهيئات الصناعية إلى اقتراح تعزيز القطاع العسكري بزيادة الميزانية العسكرية، غير أن هذا النهج ليس صائبًا حسب تحليل لمعهد كوينسي الأمريكي.

المشكلة ليست في حجم الإنفاق، بل في إدارة الأموال، حيث أن البنتاجون يواجه مشاكل إدارية كبيرة، ولا يستطيع تقديم حساب دقيق لما لديه من معدات أو قطع غيار، ويستعين بعدد ضخم من المقاولين، بالإضافة إلى ذلك، تشهد برامج تطوير الأسلحة مشكلات هيكلية وفنية معقدة تتسبب في تكاليف إضافية وتأخر جداول التسليم.

الضغط لزيادة الإنفاق الدفاعي، ينبع من أن الاستراتيجية العسكرية الأمريكية تتطلب القدرة على مواجهة روسيا والصين، وردع إيران وكوريا الشمالية، وتعزيز برامج الأسلحة عالية التقنية.

وبدلاً من ذلك، يرى التحليل أنه من الأجدى تقليص الأهداف العسكرية، والتركيز على الردع، وتخفيض المساعدات خاصةً لدولة مثل إسرائيل التي ترتكب جرائم حرب، ويخلص إلى أن أمريكا بحاجة إلى إعادة تقييم استراتيجيتها العسكرية، وميزانيتها بناءً على استراتيجية واقعية، بدلاً من التمسك بالوهم القائل بأن التسليح المتزايد سيؤدي إلى السلام والاستقرار العالمي.

ربما يعجبك أيضا