مرصد مراكز الأبحاث| روسيا تأمل عودة ترامب.. وزيادة الميزانية الدفاعية للمملكة المتحدة.. ورؤية ماكرون لاستراتيجية الدفاع الأوروبي

عمر رأفت
مرصد مراكز الأبحاث| الولايات المتحدة تريد تركيا وسيطًا لها مع إيران.. استثمارات الصين في أمريكا اللاتينية.. وحصول البوسنة على عضوية الاتحاد الأوروبي

لا تزال قضية المساعدات الأمريكية لأوكرانيا تلقي بظلالها على العالم، خاصة في ظل المطالبات بإيصال المساعدات لكييف من أجل الوقوف أمام القوات الروسية.

وفي مرصد مراكز الأبحاث نستعرض الرؤى المختلفة بشأن تلك المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، بجانب الرؤية التي طرحها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بشأن استراتيجية الدفاع الأوروبي.

المساعدات الأمريكية لأوكرانيا والحاجة لاستراتيجية أفضل

ستعمل حزمة المساعدات الأمريكية الجديدة لأوكرانيا البالغة قيمتها 61 مليار دولار، والتي وافق عليها الكونجرس في 23 أبريل 2024، على تحسين الأوضاع في ساحة المعركة بأوكرانيا.

وقال معهد تشاتام هاوس، في تحليل له بخصوص المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، إن تلك المساعدات من شأنها تحسين قدرة أوكرانيا على تهديد وتدمير الأهداف العسكرية الروسية في شبه جزيرة القرم المحتلة، ما يجبر روسيا على سحب معداتها وتعزيز أمن البحر الأسود.

وأضاف المعهد الأمريكي أن التأخير لمدة ستة أشهر في تقديم المساعدات العسكرية الأمريكية، كان له تداعيات هائلة على قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها، الأمر الذي أظهر أن نموذج “إدارة الأزمات” غير المستقر في المساعدات الغربية يشجع روسيا على التصعيد.

وشدد المعهد على أن استراتيجية دعم أوكرانيا تحتاج إلى التغيير، ولم توافق الولايات المتحدة على حزمة المساعدات إلا بعد أن أدركت أن أوكرانيا كانت على حافة الانهيار، وكان من الممكن إنقاذ العديد من الأرواح لو تم الموافقة على تلك المساعدات في وقت مبكر.

الحرب الأوكرانية

الحرب الأوكرانية

روسيا تأمل عودة ترامب

كانت الأخبار المتعلقة بوصول المساعدات الأمريكية لأوكرانيا جيدة بالنسبة لكييف وسيئة لموسكو، فبعد ستة أشهر كاملة، وافق الكونجرس الأمريكي على حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا ولإسرائيل ولتايوان.

وتحدث معهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي، عن هذا الأمر، وقال إنه مع تزايد قتامة الوضع بالنسبة لأوكرانيا، يزعم الكرملين أنه حقق فوزًا دعائيًّا، وعلى الرغم من رغبة العديد من الروس في إنهاء الحرب، إلا أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قادر على طمأنتهم بأن إرادة الغرب بدأت تتراجع.

وأضاف أنه مع تزايد فرص الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، والمرشح الحالي للانتخابات الرئاسية الأمريكية في الفوز، فإن فرص روسيا بالانتصار في أوكرانيا نوعًا ما في متناول اليد.

واشار المعهد إلى أن تصميم أوكرانيا غير القوي لم يكن هو الأمر الوحيد الذي استهان به الكرملين، ومن الواضح أيضًا أنها فشلت في توقع أن يقوم تحالف واسع من الدول الغربية بالرد بتقديم مساعدات مالية وعسكرية شاملة لكييف، وبحلول عام 2023، اتخذت القوات الروسية وضعًا دفاعيًّا، وكانت هناك توقعات متزايدة بأن الأوكرانيين المسلحين بالمعدات الغربية، سوف يصدون الروس.

البيت الأبيض

البيت الأبيض

ماكرون واستراتيجية الدفاع الأوروبي

أبرز مركز كارنيجي للدراسات، رؤية الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بخصوص استراتيجية الدفاع الأوروبي، خاصة في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، وعدم اليقين بشأن السياسات الأمريكية.

وقال كارنيجي إن رؤية ماكرون اكتسبت الآن زخمًا كبيرًا، فأوروبا تشهد حاليًّا عددًا من التحديات خاصة بعد جائحة فيروس كورونا، والحرب الأوكرانية، واحتمالية عودة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب إلى البيت الأبيض من جديد.

ودعا ماكرون لاعتماد أوروبا على نفسها دفاعيًّا، بل أنها أصبحت مستعدة لتقود تحالفًا أوروبيًّا للوقوف أمام الروس، وستكون أفضل وسيلة لتوثيق رؤيتها هي مساعدة الأوروبيين في التغلب على الصعوبات الخاصة بالشؤون الدفاعية، والاستجابة السريعة لنقص الأسلحة والذخيرة في أوكرانيا.

وتعترف باريس باعتماد الاتحاد الأوروبي على المدى القصير على الضمانات الأمنية وصناعة الدفاع الأمريكية، لكن هذا الواقع لا ينبغي أن يعيق الهدف الاستراتيجي المتمثل في الاستثمار بالقدرات الدفاعية الأوروبية والصناعات العسكرية.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

زيادة ميزانية الدفاع البريطانية وتأجيل خيارات صعبة

تعهد رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، بزيادة الإنفاق الدفاعي في المملكة المتحدة إلى 2.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030، قائلًا إن هذا سيوفر 75 مليار جنيه إسترليني إضافية للدفاع بحلول نهاية العقد.

وذكر معهد تشاتام هاوس، أن هذه الزيادة موضع ترحيب للقوات المسلحة البريطانية وخطوة وصفت بالحكيمة في بيئة جيوسياسية تزداد خطورة يومًا بعد يوم.

وقال المعهد إنه بالرغم مما سبق، فإن الأمر لا يغير حقيقة أنه حتى لو تم تسليم هذا الإنفاق بالكامل، تظل هناك خيارات صعبة أمام الجيش البريطاني، ولكي تتمكن المملكة المتحدة من تمويل طموحاتها الحالية، والرد على التهديدات المتزايدة للأمن الأوروبي، فقد تحتاج إلى زيادة تصل إلى 3%.

وأضاف أن الزيادة تشير إلى أن الحلفاء والشركاء الصناعيين في مجال الدفاع أصبحوا يؤمنون بأن هناك تحولًا في العقلية بشأن خطورة التهديدات التي تواجهها المملكة المتحدة، كما سترفع التوقعات بأنها قادرة على لعب دور مهم في مسارح متعددة في وقت واحد، ولكن يمكن أن يحدث ذلك دون توفير الموارد الكافية لتلك الطموحات.

الجيش البريطاني

الجيش البريطاني

الروتين الأوروبي يساعد روسيا

لا تكفي قواعد الإنفاق الدفاعية في الاتحاد الأوروبي لمواجهة التهديد الروسي الذي تفرضه في أوكرانيا، حيث إن قواعده التنظيمية تعمل على تقويض قدرته وإضعافها في مواجهة الخطر الروسي المستمر.

وذكر معهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي، أنه لهذا السبب يدعو بعض الزعماء الأوروبيين الاتحاد الأوروبي إلى وضع اقتصاده على حافة الحرب، وعلى سبيل المثال، حشد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحالفًا من الدول لزيادة الدعم لأوكرانيا.

وفي حين أن مثل هذا التحول مطلوب بشكل عاجل، فإن الجهود المبذولة لتحقيق هذا الأمر حتى الآن مقتصرة في الأغلب على المجال العسكري، الأمر الذي يجعل أوكرانيا والكتلة الأوروبية عرضة للخطر في مجالات أخرى، وهي إجراءات تمويل وبناء رابط جديد للكهرباء في أوكرانيا.

الأسلحة والذخيرة

الأسلحة والذخيرة

 

ربما يعجبك أيضا