مرصد مراكز الأبحاث| مستقبل علاقات سوريا وتركيا.. وفشل خطاب نتنياهو

محمد النحاس
مرصد مراكز الأبحاث

تجمع سوريا وتركيا علاقات معقدة، ومن مصلحة الطرفين الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وهو ما نتناوله في مرصد مراكز الأبحاث.
ونتطرق أيضًا للحديث عن ضيق مساحة التعاون بين أوروبا وتركيا فيما يتعلق بصناعة الدفاع، ونتائج خطاب نتنياهو في الكونجرس، وللسياسة الخارجية المحتملة لنائبة بايدن كامالا هاريس، بجانب تبعات استمرار الحرب في السودان.

مستقبل علاقات سوريا وتركيا

بشار الأسد ورجب طيب أردوغان

بشار الأسد ورجب طيب أردوغان

يرى تحليل لمعهد كوينسي أن السياسة الأمريكية تجاه سوريا بحاجة إلى مراجعة جدية بسبب التحولات الإقليمية الأخيرة، مثل التقارب التركي مع بشار الأسد، وعودة سوريا إلى الجامعة العربية، وانتخاب مسعود بزشكيان الإصلاحي لرئاسة إيران.
ويقول التحليل، المنشور في 27 يوليو 2024، إن السياسات الأمريكية الحالية التي تعتمد على تغيير النظام في دمشق وفصل سوريا عن إيران وإنشاء منطقة كردية مستقلة شمال شرق سوريا فشلت؛ فقرار الأمم المتحدة رقم 2254 لم يحقق تقدمًا، والنفوذ الأمريكي في المنطقة يواجه مقاومة متزايدة.
ويتوقع التحليل أن استمرار الدعم الأمريكي للأكراد شمال شرق سوريا، أصبح غير عملي، ويجب إعادة التقييم، خاصة مع الانتخابات الإيرانية الأخيرة التي قد تفتح فرصة للتعاون.
ويوضح التحليل أن الأسد يسعى لاستعادة السيطرة على الأراضي التي فقدها ويستخدم التهديد التركي كأداة ضغط للتوصل إلى اتفاق مع الأكراد.
ويشير التحليل كذلك إلى ضرورة سحب القوات الأمريكية من سوريا، واستغلال إصلاح العقوبات للتوصل إلى اتفاق بين الأكراد والحكومة السورية، ما يمكن أن يساعد في تحسين الاستقرار الإقليمي وتخفيف أزمة اللاجئين.

الدور التركي الهامشي في التعاون الأوروبي

صناعة السلاح في تركيا

صناعة السلاح في تركيا

يرى تحليل للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) أن تركيا ظلت على هامش التعاون الدفاعي والصناعي الأوروبي منذ نهاية الحرب الباردة، رغم تحسين قدراتها الصناعية بشكل كبير.
ويشير المعهد إلى أن العديد من الدول الأوروبية، بما في ذلك تركيا، تعاملت مع سياقات اقتصادية وأمنية متغيرة دعت إلى تكثيف التعاون الصناعي وإنشاء برامج مشتركة.
واستجابت الشركات الأوروبية لهذه المتغيرات عبر عمليات دمج ضخمة، في المقابل لم تشارك تركيا بشكل كبير في هذه المبادرات، كما طورت تركيا قدراتها الدفاعية بشكل مستقل خلال الثمانينيات والتسعينيات، مبتعدةً عن التعاون مع الشركات الأوروبية والتركيز على التصاميم المحلية مع التعاقد مع شركات أجنبية.
وحاولت العديد من الدول الأوروبية تعزيز التعاون الدفاعي من خلال آليات متعددة، مثل خطاب النوايا لعام 1998، ولكن دون تحقيق نجاح كبير.
ويتطرق التحليل أيضًا إلى أن العلاقات السياسية بين أنقرة والعديد من العواصم الأوروبية تدهورت في العقد الماضي، ما يجعل من غير الواضح ما إذا كانت تركيا ستسعى للتعاون مع دول أوروبية أخرى لمواجهة التحديات التي تعاني منها في القطاع الدفاعي أم لا.

فشل خطاب نتنياهو في الكونجرس

بنيامين نتنياهو في الكونجرس الأمريكي

بنيامين نتنياهو في الكونجرس الأمريكي

يرى تحليل لمؤسسة “تشاتام هاوس” أن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونجرس الأمريكي، وبعد 9 أشهر من حرب غزة التي بدأت في 7 أكتوبر، فشل في تحقيق أهدافه الرئيسية.
وكان الهدف من الزيارة هو تأمين دعم الحزبين في الولايات المتحدة وتقديم مخطط لمستقبل إسرائيل، لكن الخطاب لم يتمكن من تحقيق هذين الهدفين، بحسب التحليل المنشور في 25 يوليو 2024.
وحاول نتنياهو كسب الوقت عبر التركيز على التهديد الإيراني، وكانت الزيارة فرصة لنتنياهو لإعادة بناء مصداقيته الدولية وسمعته المتضررة بعد 9 أشهر من الحرب.
ومع أن الهجمات التي شنتها حماس في 7 أكتوبر أثرت بشكل كبير على مصداقية نتنياهو الأمنية، وفشله في منع محاصرة إسرائيل من الجماعات المدعومة من إيران، فإن نتنياهو كان أيضًا مسؤولًا عن دعم انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، ما أدى إلى تسريع البرنامج النووي الإيراني.
وبسبب الضعف، كان نتنياهو في حاجة ماسة إلى عرض قوي لدعم الحزبين الأمريكيين لأجندته، لكن الخطاب لم يقدم تفاصيل حول آفاق السلام الأوسع.

السياسة الخارجية لـ كامالا هاريس

كمالا هاريس

كمالا هاريس

يمكن أن يكشف سجل كامالا هاريس في أمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي عن نهجها في السياسة الخارجية، حسب تحليل للمجلس الأطلسي في 24 يوليو 2024.
ومنذ توليها قيادة جهود إدارة بايدن لمعالجة الأسباب الجذرية للهجرة من أمريكا الوسطى الشمالية في أبريل 2021، بدأت هاريس باعتماد استراتيجية تستند إلى الاستماع لمجموعة واسعة من الأطراف المعنية، ثم اتخاذ الإجراءات، ومتابعة التنفيذ، وتعديل الأساليب حسب الحاجة.
وتشير الأدلة إلى تقدم في تقليص عدد المهاجرين القادمين إلى الحدود الأمريكية من غواتيمالا وهندوراس والسلفادور، رغم أن الهجرة من دول أخرى قد أسهمت في زيادة العدد الإجمالي للمهاجرين على الحدود.
ومع ذلك، لا يزال هناك حاجة ماسة لمزيد من العمل لضمان عدم عودة مستويات الهجرة من أمريكا الوسطى إلى الارتفاع، ويجب أن تستمر الجهود ضمن استراتيجية “الأسباب الجذرية” بغض النظر عن نتائج الانتخابات الأمريكية القادمة.
وإذا ما أصبحت هاريس الرئيسة القادمة، فإن نهجها الذي يتميز بالاستماع والتفاعل والتعديل وفقًا للتطورات قد يتسع ليشمل مجموعة واسعة من التحديات العالمية المعقدة.

مطالب بإنهاء الأزمة الإنسانية في السودان

الأزمة الإنسانية في السودان

الأزمة الإنسانية في السودان

يرى تحليل من مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي أن الأخبار المتعلقة بمبادرة الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس جو بايدن لإنهاء النزاع في السودان تمثل تطورًا إيجابيًا في سياق يتسم بالتدهور المستمر.
الحرب في السودان هي حرب عبثية ومدمرة، حيث أدى صراع القوى العسكرية إلى ضياع فرصة واعدة للبلاد ووقوع فظائع مروعة ودمر البلاد.
ويؤكد التحليل المنشور 23 يوليو 2024 أنّ تبني نهج يرفع القضية ويضع السودان في بؤرة التركيز للعديد من الأطراف الخارجية قد يساعد على إرساء الاستقرار.
ومع ذلك، فإن النجاح بعيد المنال بالنظر إلى أن أطراف الصراع، لم تظهر رغبة حقيقية في السلام، ولكن البديل قد يكون هو انهيار السودان.
في الوقت نفسه، مع استمرار الجهود الدبلوماسية لجلب الأطراف المتحاربة إلى طاولة المفاوضات وإيقاف القتال، هناك حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات حاسمة على الصعيد الإنساني.
ومن المستحيل معرفة عدد المدنيين الذين قُتلوا، لكن ما نعرفه هو مروع: أكثر من 10 ملايين سوداني مشردين، وأكثر من نصف السكان يحتاجون إلى المساعدة للبقاء، ويتراوح عدد الأشخاص المعرضين لخطر الموت جوعًا بين 750,000 ومليونين ونصف مليون شخص في الأشهر القادمة.
من الضروري تسريع جهود تقديم المساعدات الضرورية إلى البلاد دون انتظار نتائج المفاوضات الأخيرة، ويجب على صانعي السياسات مقاومة إغراء تأجيل اتخاذ القرارات الصعبة والمحفوفة بالمخاطر، بينما ينتظرون نجاح المحادثات.

ربما يعجبك أيضا