مرصد مراكز الأبحاث| مشكلة «أوبك+».. وخلافة بوتين.. والرهان الخاسر على صربيا

آية سيد

يستعرض مرصد مراكز الأبحاث جملة من القضايا الهامة على الساحة الدولية والإقليمية.


اجتمع ممثلو دول تحالف «أوبك+»، يوم الأحد 4 يونيو 2023، واتفق على تمديد خفض إنتاج النفط من ديسمبر 2023 وحتى نهاية 2024.

وفي مرصد مراكز الأبحاث، نستعرض المأزق الذي يواجه «أوبك+» بسبب روسيا، والصراع على خلافة رئيسها فلاديمير بوتين، والرهان الأمريكي الخاسر على صربيا.

روسيا تمثل مشكلة لـ«أوبك+»

أوبك

لفت الزميل ببرنامج أمن الطاقة وتغير المناخ في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، بن كاهيل، إلى أن تحالف «أوبك+» يواجهة مأزقًا بسبب روسيا، لأنها فشلت في الوفاء بوعدها بخفض الإنتاج في الأشهر الماضية، ولذلك سيكون الحفاظ على مصداقية التحالف صعبًا من دون امتثال موسكو بنحو أفضل.

ووفق كاهيل، تتوقع منظمة أوبك ارتفاعًا في الطلب على النفط في النصف الثاني من 2023، وإذا حافظ تحالف «أوبك+» على خفض الإنتاج، سترتفع الأسعار. إلا أن خفض الإنتاج من دون الامتثال الروسي سيضر بمصالح المنتجين الآخرين في «أوبك+»، وقد يثبط الآخرين عن الالتزام بخفض الإنتاج إذا اعتبروا أن روسيا تستفيد بالمجان.

وفي هذا الصدد، رأى كاهيل أن حث «أوبك+» لأعضائه، لا سيما روسيا، على امتثال أفضل، قد يكون أهم من إعلان تخفيضات أخرى في الإنتاج يصعب تطبيقها.

توجه إيران نحو روسيا والصين

بوتين 1

في تحليل نشره معهد الشرق الأوسط، قال الباحث غير المقيم ببرنامج إيران، محمود سريع القلم، إن إيران، منذ تنصيب حكومة إبراهيم رئيسي، تتبع سياسة خارجية من شقين، وهما التحول القوي والحازم تجاه روسيا والصين، وتقديم تنازلات تدريجية في برنامجها النووي لإعطاء انطباع عن إمكانية عقد اتفاق نووي جديد مع الغرب.

وعزا الباحث المتخصص في العلاقات الدولية تحالف إيران المتنامي مع روسيا والصين إلى 3 أسباب، الأول هو رفض الاستسلام أو تقديم تنازلات للولايات المتحدة، والثاني هو تقييم المخاوف الأمنية على أنها أهم من التنمية الاقتصادية، والثالث هو الرغبة في استمرار النظام السياسي.

ولفت الباحث إلى أن توجه السياسة الخارجية لطهران يتفق مع النظرة الدولية الشاملة لموسكو وبكين. لكن التحدي الأساسي الذي يواجه النظام السياسي الإيراني، هو ما إذا كان الشعب والطبقة المثقفة والقطاع الخاص في إيران مستعدين للتكيف مع هذا التحول نحو الشرق.

هل بدأ الصراع على خلافة بوتين؟

بوتينرأى المحللان بمعهد كوينسي، أناتول ليفين وجورج بيب، أن هجوم رئيس مجموعة فاجنر الخاصة شبه العسكرية، يفجيني بريجوين، العلني على جهد روسيا الحربي ونخبها يُعد علامة على أن فصائل روسية بدأت الاستعداد للصراع على من سيخلف الرئيس فلاديمير بوتين، وفق تحليل نشره موقع ريسبونسيبل ستيتكرافت.

وأشار المحللان إلى أسباب قد تدفع بريجوين لتلك المخاطرة، أولها قد يكون الغضب الحقيقي من جانب بريجوزين وجنوده بسبب تعريض حياتهم للخطر، نتيجة لانعدام كفاءة القيادات العسكرية العليا وحقدها على فاجنر.

والسبب الثاني قد يكون أن المشكلات الداخلية لنظام بوتين أعمق بكثير مما تبدو، وقد يفكر في عدم الترشح للانتخابات الرئاسية في مارس 2024، والتنحي لصالح خليفة يختاره. ومن شأن هذا ن يعرّض بريجوين للخطر، بسبب عدائه المتنامي للدائرة المقربة من بوتين، ما سيدفع رئيس فاجنر لمحاولة حشد أكبر قدر من الدعم الشعبي.

وإذا صح هذا التحليل، قد تتجه روسيا نحو فوضى خطيرة، ما يشكل مخاطر جسيمة على العالم، منها فقدان موسكو السيطرة على أسلحتها النووية، وحدوث أزمة لاجئين جديدة، وتدخل الصين لمنع تفكك الدولة الروسية.

مواجهة عمليات إيران السرية في العصر الرقمي

iranخلق العصر الرقمي الكثير من الفرص الجديدة للعمل السري، وجعل من الصعب إخفاء الاستراتيجيات التقليدية. وتطورت 3 استراتيجيات رئيسة للعمل السري، مثلما أوضح زميل السياسة السيبرانية بمؤسسة تشاتام هاوس، جيمس شايرز. وهذه الاستراتيجيات هي الإنكار غير المقبول، واستخدام الإلهاء والمعلومات المضللة، ومحاولة فرض رقابة على جمهور معين.

وتمثل إيران نقطة محورية للعمل السري في السياسة الدولية، من الهجمات على المعارضين بالخارج إلى الاغتيالات الإسرائيلية للعلماء النوويين داخل إيران، والتهرب من العقوبات ومواصلة تخصيب اليورانيوم، وتزويد روسيا بالمسيّرات، ودعم الجهات الفاعلة في بعض الصراعات الإقليمية.

إلا أن استخدام طهران لاستراتيجية الإنكار غير المقبول أصبح يصطدم بالأدلة الرقمية المتزايدة، ما يضع قادتها في مأزق. وأشار شايرز إلى أن حالة إيران تساعد في تحديد طرائق مواجهة هذه الاستراتيجيات، وتتمثل في الشفافية، والمثابرة، والتعاون الدولي.

الرهان الأمريكي الخاسر على صربيا

صربيا

نشر المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية تحليلًا للباحثة في شؤون غرب البلقان، إنجيلوش مورينا، لفتت فيه إلى أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة كانا مخطئين في معاملة صربيا كفاعل حسن النية في عملية الحوار التي استمرت لعقد بين بريشتينا وبلجراد، ما مهد الطريق لأحداث العنف الأخيرة.

وحسب مورينا، ارتكز النهج الأمريكي على تغذية العلاقات مع صربيا وسحبها خارج مدار روسيا. إلا أن التقدم في الحوار كان بطيئًا للغاية، والنهج الأمريكي سمح لصربيا بإعفاء نفسها من مسؤولياتها كعضو في العملية. ورأت الباحثة أن عملية الحوار بين صربيا وكوسوفو ستفشل إذا لم تدرك العواصم الغربية أنها دعمت الجانب الخطأ.

ويستطيع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إعادة معايرة نهجهما عبر معاملة الجانبين بقدر من المساواة. ويجب أن يحددا الخطوات التي ستقنع صربيا بالتوقف عن السلوك المدمر تجاه كوسوفو، والتوقف عن تحريض الصرب في كوسوفو على تجاهل سلطات بريشتينا ومؤسساتها، وفق مورينا.

ماذا ينتظر أردوغان بعد الانتخابات؟

أردوغانبعد إعادة انتخاب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لولاية ثالثة، رأى الأستاذ الفخري لدراسات الشرق الأوسط وآسيا الوسطى بالجامعة الوطنية الأسترالية، أمين سايكال، أن السنوات الـ5 القادمة لن تكون سهلة لأردوغان، نظرًا إلى شخصيته الاستقطابية والوضع الاقتصادي الهش لتركيا وعلاقاتها الخارجية المعقدة.

وفي تحليله الذي نشره مركز «ذا استراتيجيست» الأسترالي، أوضح سايكال أن الناخبين الأتراك مستقطبون بشدة، وأن نصفهم تقريبًا أراد رؤية نهاية حكم أردوغان، بالإضافة إلى أن خصوم أردوغان منزعجون من درجة الإسلاموية التي ضخها في السياسة التركية، والتعقيدات التي تسبب فيها لعلاقات أنقرة بالحلفاء الغربيين.

ولفت سايكال إلى أن أردوغان في وضع يمكّنه من مواصلة قيادة تركيا في نفس الاتجاه، لكنه يواجه تحديات خطيرة قد لا يستطيع التغلب عليها مثلما فعل في الماضي. فتركيا الآن في حاجة ماسة إلى الوحدة الوطنية، والإصلاح الاقتصادي والمالي، ومسار سياسة خارجية يشدد على الاستقرار الداخلي.

ربما يعجبك أيضا