مرصد مراكز الأبحاث| 7 أكتوبر.. حرب أشعلت الشرق الأوسط

محمد النحاس
مرصد مراكز الأبحاث

مرصد مراكز الأبحاث لهذا الأسبوع يستعرض مجموعة من القضايا البارزة، تصدرتها الذكرى الأولى لهجمات 7 أكتوبر 2023، حيث يناقش المرصد تداعيات الحرب التي أشعلت الشرق الأوسط وما تلاها من توترات.

كما يتناول عدة موضوعات أخرى، منها التصعيد بين إيران وإسرائيل ومدى احتمالية تفاقمه، ونقاط الضعف في الجيش الروسي خلال حربه مع أوكرانيا، بالإضافة إلى التحولات الجيوسياسية في منطقة الإندوباسيفيك، حيث تتجه الدول نحو تحالفات مرنة لمواجهة صعود الصين كقوة عسكرية مؤثرة.

 

عام على 7 أكتوبر.. حرب أشعلت الشرق الأوسط

حرب أشعلت الشرق الأوسط

حرب أشعلت الشرق الأوسط

بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، شنت إسرائيل حربًا على قطاع غزة وسيطرت على المحاور الحيوية، وقلصت قدرات حماس لكنها لم تسحقها؛ فبعد عام لا تزال إسرائيل بعيدة عن “النصر الكامل”، وفيما يتعلق بالتكاليف الاقتصادية للحرب، فقد كبدت إسرائيل تكلفة تصل إلى 69 مليار دولار حتى مايو، في حربٍ هي الأطول والأكثر تعقيداً منذ 1948. وحافظت إسرائيل على تفوقها الجوي لكن التكلفة البشرية كانت هائلة.

وعلى الصعيد السياسي الفلسطيني، لم تتغير السياسة الفلسطينية، فرغم اجتماع الفصائل في بكين للاتفاق على حكومة وحدة وطنية لا زالت الخلافات حاضرة بين الأطراف الفلسطينية، وفق تقرير مطوّل للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية”(iiss).
ولم تقف الحرب عند حدود غزة، فقد انخرط حزب الله في القتال تضامناً مع حماس، لكنه وجد نفسه في مواجهة قاسية مع إسرائيل لم يكن مخططًا لها وكبدته خسائر كبيرة، وأعلنت ميليشيا الحوثي اليمنية المشاركة في الحرب وهاجمت أهداف إسرائيلية وغربية في البحر الأحمر، ما انعكس سلبًا على حركة الشحن في المنطقة. وشاركت إيران أيضًا في الصراع؛ ففي سابقة تاريخية، شنت هجومين على إسرائيل في أبريل وأكتوبر 2024.

 

الاعتراف بحقوق الفلسطينيين.. هل من طريق لإنهاء الصراع في المنطقة؟

الاعتراف بحقوق الفلسطينيين

الاعتراف بحقوق الفلسطينيين

مع حلول ذكرى 7 أكتوبر يتوسع الصراع إلى مناطق أخرى غير غزة، ما أدى إلى صرف الانتباه عما يحدث هناك، وقد أصبحت غزة غير صالحة للحياة بسبب القصف والدمار، بينما تشهد الضفة الغربية توسع العنف والتهجير نتيجةً السياسات الإسرائيلية، بحسب تحليل لمعهد تشاتام هاوس البريطاني.

وفي غضون ذلك، تواصل إسرائيل فرض حقائق جديدة في الأراضي المحتلة، ما يزيد من حالة عدم الاستقرار ويقضي على آمال الفلسطينيين في إنشاء دولة.

وفق المعهد البريطاني، توجد 3 فرص استراتيجية لتحسين وضع الفلسطينيين، أولاً، زادت التحركات العالمية لدعم حقوق الفلسطينيين، ثانياً، حققت القضية الفلسطينية بعض النجاحات النسبية في المحافل الدولية مثل المحكمة الجنائية الدولية.

ثالثاً، زادت الضغوط على فتح وحماس لتشكيل حكومة وحدة، وهو ما قد يساعد في استعادة الشرعية الشعبية، ومن الضروري الضغط على النخبة الفلسطينية لإبرام “اتفاق وحدة” تحت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، التي تعتبر الممثل الشرعي للفلسطينيين، ولا يمكن تحقيق هذه الأهداف ما لم يتم الاعتراف بحقوق الفلسطينيين، وختامًا يشير التقرير أنه دون تحقيق ذلك سوف يستمر الصراع.

رغم محاولاتها تجنب الحرب.. إيران تتأهب للسيناريو الأسوأ

إيران تتأهب للسيناريو الأسوأ

إيران تتأهب للسيناريو الأسوأ

جاء الهجوم الإيراني على إسرائيل مطلع أكتوبر الجاري ردًا على سلسلة من الاغتيالات شملت زعيم حماس السياسي إسماعيل هنية، وأمين عام حزب الله، حسن نصر الله، و مسؤول ملف لبنان في فيلق القدس عباس نيلفوروشان. إسرائيل بدورها تتأهب للانتقام، ما يضع المنطقة على حافة تصعيد واسع النطاق، وتدرك طهران أن رد إسرائيل يمكن أن يشعل نزاعًا إقليميًا، وهو ما تحاول تجنبه، وفق ما ذكر تقرير لمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي.

في إطار هذه المخاوف، قامت إيران بتحديد هجماتها الصاروخية على إسرائيل كأعمال “دفاع عن النفس” وموجهة فقط نحو أهداف عسكرية لتجنب إشعال مواجهة شاملة. ومع ذلك أكدت أنها مستعدة للرد الفوري على أي هجوم إسرائيلي على أراضيها، وتحسبًا لذلك، وضعت قواتها في حالة تأهب قصوى، وهي على استعداد لمواجهة أي سيناريو تصعيدي.

إلى جانب التحركات العسكرية، تسعى إيران للحفاظ على تماسك محورها في المنطقة، خاصة بعد الضربة القوية لحزب الله، وهناك مخاوف جدية في طهران من أن تدهور قدرات الحزب قد يؤدي إلى إضعاف المحور ككل لهذا السبب، تحرك وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بسرعة لزيارة لبنان وسوريا، بهدف تنسيق الجهود.

وفي خطوة موازية، زار مسؤولون في فيلق القدس لبنان لدعم جهود تعافي حزب الله، رغم هذه التحركات، تظل إيران مدركة أن التصعيد العسكري مع إسرائيل قد يحدث في أي لحظة، ولذلك فهي تُجهز نفسها لهذا السيناريو.

هل يستغل الغرب نقاط ضعف روسيا لتحقيق النصر؟

ضعف روسيا

ضعف روسيا

في حربها مع أوكرانيا، تعتمد روسيا على دعم دول مثل كوريا الشمالية والصين وإيران، وتسعى لتقليص قدرات أوكرانيا. ووفق تقرير للمجلس الأطلسي فإن النجاح النسبي لروسيا في الصراع، يمكن عكس مساره وتحويله إلى هزيمة إذا اتخذت الدول الغربية موقفًا قويًا.
ويرى التقرير أن الأداء العسكري الروسي يُعتبر ضعيفًا رغم النجاحات، مع عدم كفاءة في القيادة واللوجستيات، ومن الناحية التاريخية تعرضت روسيا للهزائم في عدة صراعات، بدءًا من حرب القرم إلى الحرب العالمية الأولى، والتي أظهرت نقاط ضعف مثل القيادة الضعيفة، والتكنولوجيا المحدودة، والفساد.

تساهم هذه العوامل في تكوين صورة عامة عن عدم فعالية روسيا في الصراعات، وفي منتصف العام الجاري، زار بوتين كوريا الشمالية ما أشار إلى حاجة موسكو الملحة للحصول على دعم عسكري، لكن يظل السؤال مطروحاً هل الغرب بإمكانها استغلال هذه الفرص لتحقيق النصر في أوكرانيا وضمان السلام في مناطق أخرى من العالم؟

لمواجهة التحديات الجيوسياسية.. منطقة الإندوباسفيك تتجه نحو “التحالفات المرنة”

منطقة الإندوباسفيك

منطقة الإندوباسفيك

تسجل منطقة الهند والمحيط الهادئ (الإندوباسيفيك) تحولات عميقة، حيث تتجه الدول نحو تشكيل تحالفات مرنة بدلاً من التحالفات التقليدية، مدفوعة بالتغيرات الجيوسياسية الناتجة عن فقدان هيمنة الولايات المتحدة الإقليمية، وصعود الصين كقوة عسكرية.
وتقوم الصين بتحديث قدراتها العسكرية بسرعة، مستثمرةً 236 مليار دولار في 2024، ما يمثل 1.3% من ناتجها المحلي الإجمالي، الأمر الذي يُتيح لها تعزيز نفوذها في المنطقة، وفق تقرير مطول لمركز كارنيجي.

وفي المقابل، تدرك الدول في المنطقة أن لا دولة واحدة تستطيع الدفاع عن مصالحها بمفردها، لذلك، تركز الولايات المتحدة وحلفاؤها على تطوير ترتيبات أمنية مشتركة لتعزيز الأمن الإقليمي، وينصب التركيز على تحقيق أهداف الردع من خلال تنسيق جهود حلفاء أمريكا.

وتشير الاستراتيجيات الدفاعية إلى ضرورة تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة وحلفائها في مجالات مثل تطوير القدرات الصناعية الدفاعية والتكنولوجيا، والتدريبات العسكرية المشتركة، ويشمل ذلك تشكيل تحالفات على شاكلة مجموعة AUKUS التي تضم أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.

 

كيف ستتعامل هاريس مع قضية السلاح النووي الخاص بكوريا الشمالية؟

كامالات هاريس

كامالا هاريس

يناقش تقرير معهد سياسات الأمن والتنمية أبعاد سياسة المرشحة الرئاسية، كامالا هاريس، تجاه كوريا الشمالية إذا انتُخبت رئيسة في 2024.

ولم يذكر الحزب الديمقراطي نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية كما فعل في 2020، ما يعكس تغيرًا في الأولويات، ومن المرجح أن تواصل هاريس نهج بايدن في العقوبات والضغط العسكري، مع التركيز على تعزيز الردع عبر التحالف مع كوريا الجنوبية واليابان.

وفي الوقت نفسه، قد تُبقي هاريس الباب مفتوحًا للحوار حول الحد من التسلح النووي، رغم أن نزع السلاح بالكامل يبدو غير واقعي.
في المقابل فإن كوريا الجنوبية قد تزيد طموحاتها النووية بسبب التهديد المتصاعد من الشمال وعدم الثقة الكاملة في الدعم الأمريكي، مما يتطلب من هاريس استخدام دبلوماسية حذرة لمنع أي تصعيد نووي في المنطقة.

كما أن هاريس قد تواجه تحديات في إدارة توقعات كوريا الجنوبية، التي تطالب بضمانات قوية للردع النووي في مواجهة التهديدات المتزايدة من كوريا الشمالية، ورغم أن “إعلان واشنطن” هدّأ بعض المخاوف، إلا أن الاتفاق النووي بين كوريا الشمالية وروسيا قد يدفع سيول لإعادة النظر في خياراتها النووية، ما يتطلب من هاريس موازنة دقيقة بين الردع والحوار لتجنب تصعيد نووي في شبه الجزيرة الكورية.

ربما يعجبك أيضا