مركبة قتال مدمجة جديدة.. لماذا يطوّر الجيش الأمريكي مدرعات المشاة؟

أحمد ليثي

قدمت شركة راينميتال الأمريكية مؤخرًا نموذجًا بالحجم الطبيعي لمدرعة معدلة من طراز لينكس في أحدث مؤتمر لرابطة جيش الولايات المتحدة في العاصمة، واشنطن، الأسبوع الماضي.


منذ عدة عقود، تفشل تجارب جيش الولايات المتحدة الأمريكية لاستبدال مدرعة برادلي القتالية في تحقيق نتائج ملموسة.

وقال موقع تاسك أند بيربوس الأمريكي، في تقرير نُشر الاثنين 17 أكتوبر 2022: “إن التصميم الجديد من شركة راينميتال الأمريكية قد ينهى عقودًا من البحث الشاق عن بديل للمدرعة برادلي”.

مدرعة جديدة

تشارك 5 شركات في مرحلة التصميم لبرنامج مركبة القتال المدمجة (مأهولة/مسيرة)، الذي يهدف أخيرًا إلى أن يستبدل بمدرعة برادلي القتالية التي يزيد عمرها على 40 عامًا، مركبة قتال جديدة يمكن تشغيلها عن بُعد، ويمكنها تدمير أهداف في نطاقات تتجاوز قدرة العدو على الرد.

وفي يوليو الماضي، أعلن الجيش الأمريكي أنه يتوقع اختيار الشركة التي سوف تنتج المدرعة مع نهاية السنة المالية 2027، ومن المقرر أن تتلقى وحدات الجيش مدرعات القتال المدمجة (مأهولة/مسيرة) في عام 2029، وفقًا للتقرير.

نموذج بالحجم الطبيعي

قال مدير الأعمال والتطوير بالشركة، مايكل ميلنر، إن شركة راينميتال الأمريكية، التابعة لشركة راينميتال الألمانية، قدمت مؤخرًا نموذجًا بالحجم الطبيعي لمدرعة معدلة من طراز لينكس في أحدث مؤتمر لرابطة جيش الولايات المتحدة في العاصمة، واشنطن، الأسبوع الماضي.

وتابع ميلنر، في تصريحات لموقع تاسك آند بيربوس: “من المتوقع أن تواصل الشركة الأمريكية تحسين تصميم مدرعة لينكس القتالية المدمجة (مأهولة/مسيرة)، قبل بناء نماذج أولية للجيش لاختبارها، وسننسج تصميمات متعددة من الآن وحتى بناء نموذج أولى”.

تصميم المدرعة

بحسب التقرير، يشمل تصميم مدرعة لينكس القتالية المدمجة (مأهولة/مسيرة) أنظمة فرعية مخصصة لمساعدة طاقم المدرعة على اكتشاف وتدمير الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، أو مهام التسكع أو الطائرات من دون طيار.

وقال ميلنر إن المدرعة ستتزود بنظام الدرع الوقائية النشطة لحماية القوات في الداخل من الصواريخ القادمة وغيرها من المقذوفات، والذخائر الهجومية التي تهدف إلى ضرب المركبات عند الدرع التي عادة ما تكون أضعف جزء في المدرعة.

نظام وقائي جديد

أوضح ميلنر أن نظام الدرع الوقائية النشطة يحدد مكان صواريخ العدو، ثم يطلق صواريخ لتدميرها، وعلى عكس أنظمة الحماية النشطة الأخرى مثل تروفي وأيرون فيست، فإن نظام الدرع الوقائية النشطة يدمر مقذوفات العدو حتى وهي بالقرب من المدرعة.

ووفقًا للتقرير، من المتوقع أن تُجهز مدرعة لينكس القتالية المدمجة (مأهولة/مسيرة) بمدفع من سلسلة إكس إم 913-50 مم، الذي سوف يوفر قدرة كبيرة في القوة النارية مقارنةً بالمدفع الآلي برادلي إم 242 بوشماستر- 25 ملم.

فشل متكرر

وفقًا للتقرير، من المنتظر أن تتسع المدرعة لـ6 أفراد خدمة في الداخل، في حين تتولي شركة “رايثيون تيكنولوجيز” مهمة تطوير قاذفة للمدرعة، التي يمكنها إطلاق صواريخ تاو المضادة للدروع أو جافلن أو مسيرات كيوط.

ومن جهته، ضخ الجيش 18 مليار دولار في برنامج أنظمة القتال المستقبلية من عام 2003 حتى عام 2009، الذي كان من المفترض أن يتضمن مدرعة مشاة جديدة، ولكن البرنامج أُلغي بكامله من دون تقديم أي نتائج.

هل ينجح؟

كتب الكولونيل المتقاعد روبرت مورتلوك، في مقال نشر في مارس 2022، بمجلة أرمي تكنولوجيز آند لوجستيكس: “إن الجيش حاول تطوير مدرعة قتالية لتحل محل برادلي، لكنه ألغى البرنامج عام 2014، لأنه كان من المتوقع أن تزن المدرعة الجديدة ما بين 50-70 طنًّا، أي ما يعادل وزن دبابة إم 1 إيه 2 أبرامز التي يبلغ وزنها 72 طنًّا.

وتابع مورتلوك: “إذا كان الجيش قادرًا على إدخال مركبة قتال مدمجة (مأهولة/مسيرة) لتحل محل المدرعة برادلي، فسيكون ذلك بمثابة نجاح نادر لبرامج تحديث الخدمة، لأن هذا البرنامج هو أحدث محاولة للجيش لاستبدال المدرعة التي يقترب وزنها من 28 طنًّا.

استبدال برادلي

قال الكولونيل البحري المتقاعد مارك كانسيان من معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية، لتاسك آند بيربوس: “إن استبدال برادلي يمثل أولوية أعلى بكثير، وفي يناير 2020، أعلن الجيش أنه ألغى التجارب على المدرعة الجديدة، لإلقاء نظرة أخرى على متطلبات المدرعة والجدول الزمني”.

وأضاف كانسيان: “البنتاجون يفضل تركيز الجيش على الضربات الدقيقة بعيدة المدى والدفاع الجوي والدفاع الصاروخي، خاصة بعدما أظهرت الحرب الروسية الأخير لأوكرانيا أهمية الدبابات والعربات المدرعة للحروب في أوروبا.”

فرصة

قال كانسيان: “توجد فرصة جيدة لأن يجري الانتهاء من برنامج المدرعة في وقت أسرع مما كان مخططًا له في البداية، لأن جميع الفروع العسكرية سوف تتنافس على المال، ذلك أن الزيادات المستقبلية في ميزانية الدفاع تتضاءل بسبب التضخم.

وأضاف: “أعتقد أن الطائرات والمركبات المسيّرة يمكن أن تكون أكثر أهمية في ساحات القتال من المدرعات والمركبات القتالية التي يُحكم فيها عن بعد مستقبلًا، في حين أنه يمكن استخدام المركبات الأصغر للاستطلاع”.

ربما يعجبك أيضا