مركز تريندز يكشف اتجاهات الرأي العام العالمي حول الحرب الروسية الأوكرانية

سهام عيد

أصدر مركز «تريندز» للبحوث والاستشارات دراسة جديدة بعنوان: «قراءة في اتجاهات الرأي العام العالمي حول الحرب الروسية – الأوكرانية»، اليوم الثلاثاء 17 مايو 2022.

سلطت ريم إبراهيم -باحث مساعد- من خلال دراستها الضوء على اتجاهات الرأي العام العالمية تجاه الحرب الروسية – الأوكرانية مع التركيز على اتجاهات الرأي العام العربية من خلال استعراض استطلاعين للرأي أحدهما أجري في دولة الإمارات العربية المتحدة وقام به «مركز تريندز للبحوث والاستشارات» والثاني استطلاع قام به المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي، كما تناولت اتجاهات الرأي العام في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وأوروبا، وذلك للوصول إلى تصور عام واضح حول الرأي العام العالمي والتباين بين منطقة وأخرى.

استطلاع مركز تريندز للبحوث والاستشارات

حسب استطلاع رأي لنخبة من الخبراء والمتخصصين أجراه مركز تريندز للبحوث والاستشارات، أشارت نتائج الاستطلاع إلى أن 35% من المستجيبين عبروا عن معارضتهم للحرب، وأيد 16% منهم الحرب، بينما أشار ما يقارب النصف بواقع 49% إلى اتخاذ موقف حيادي تجاه هذه الحرب.

وعند سؤالهم عن الإجراءات التي يجب أن يتخذها المجتمع الدولي من أجل إيقاف الحرب، أشارت الغالبية العظمى من المشاركين في الاستطلاع بواقع 95% أنهم يقترحون تعزيز التفاوض والحوار بين الطرفين، وأشار 21% منهم إلى وجوب فرض مزيد من العقوبات، و10% إلى ضرورة التدخل العسكري لإنهاء الحرب.

وعند سؤال المستطلعة آراؤهم من الخبراء والمتخصصين عن رأيهم عما إذا كانت روسيا ستحقق أهدافها التي أشارت إليها ومنها تحييد أوكرانيا عن النفوذ الغربي، أجابت الغالبية بواقع 70% بنعم، و30% بواقع لا.

استطلاعات الرأي العام في روسيا الاتحادية

حسب استطلاع للرأي نشرته، هيئة استطلاعات الرأي الروسية يوم الجمعة 8 إبريل 2022، أن نسبة الروس الذين يثقون بقرارات الرئيس فلاديمير بوتين ارتفعت إلى 81.6% من نسبة 67.2 %، وذلك قبل أن يأمر القوات الروسية بدخول أوكرانيا.

وأوضحت الهيئة أن نسبة 78.9% ممن شاركوا في أحدث استطلاع للرأي أبدوا رأيهم بأنهم يؤيدون إجراءات بوتين، مقابل 64.3% في آخر استطلاع رأي قبل بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.. وبالنسبة إلى من لا يؤيدون إجراءاته، انخفضت نسبتهم إلى 12.9%، مقابل 24.4% قبل العملية العسكرية.

استطلاعات الرأي العام في الولايات المتحدة الأمريكية

أجرى معهد جالوب للشؤون العالمية استطلاعاً للرأي على عينة من الأمريكيين في الفترة من 1 إلى 17 فبراير، وهو الوقت الذي كان فيه الوضع يشتد في أوكرانيا ولكن قبل الغزو في 24 فبراير، حيث وجد الاستطلاع عدداً قليلاً جداً ينظرون إلى المواجهة بين البلدين كأهم مشكلة في البلاد.

وفي الاستطلاع نفسه، أدرجت جالوب الوضع الروسي – الأوكراني في قائمة من 13 تهديداً محتملاً للمصالح الحيوية للولايات المتحدة.

ورغم أن نحو نصف الأمريكيين رأوا أن الصراع في أوكرانيا يمثل تهديداً خطراً فإنه على النقيض من ذلك، فقد اعتبر أكثر من ثلاثة أرباع هؤلاء أن الإرهاب السيبراني وتطوير الأسلحة النووية من قِبل كوريا الشمالية وإيران يمثلان تهديدات خطرة سابقة للحرب في أوكرانيا.

وعن الموقف من الرئيس بايدن ومدى تأثير الحرب في موقف الأمريكيين منه، ورغم أن نسبة التأييد للرئيس الأمريكي لا تزال في أدنى مستوياتها على الرغم من تفوقه على مستوى العالم بسبب رسمه مساراً ثابتاً من خلال دوره في أزمة أوكرانيا، فإن ذلك لم يفده  كثيراً داخل الولايات المتحدة وفي هذا السياق أجرى مركز غالوب استطلاعاً للرأي على عينة من 1017 شخصاً من البالغين الأمريكيين حول رؤيتهم لتلك الحرب ومدى تأثيرها في بلادهم وقد تم إجراء هذا الاستطلاع خلال الفترة من 1- 18 مارس  2022.

وفيما يلي نستعرض بعض نتائج الاستطلاع: ( 42% من الأمريكيين أعربوا عن موافقتهم عن أداء الرئيس بايدن في استطلاع مارس 2022، ولم تختلف هذه النسبة تقريباً عن شهر فبراير من العام نفسه (41%)، في حين أن ما يزيد على نصف الأمريكيين (54%) يعترضون على أدائه بشكل عام، 53% من المبحوثين أكدوا أنهم راضون عن تعامل الرئيس الأمريكي بايدن مع أزمة فيروس كورونا في استطلاع مارس 2022، وقد ارتفعت هذه النسبة بمقدار 6 نقاط مئوية عن الشهر السابق حيث كانت 47%، و 42% من الأمريكيين وافقوا على أداء رئيس بلادهم فيما يخص تعامله مع أزمة الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وذلك وفقاً لاستطلاع مارس 2022 بارتفاع قدره 6 نقاط مئوية على الشهر السابق حيث بلغت 36%).

استطلاعات الرأي العام في أوروبا

أظهر استطلاع لعموم أوروبا أجراه المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في أواخر كانون الثاني (يناير) 2022 أن هناك إجماعاً مفاجئاً على الأزمة بين الناخبين الأوروبيين. يتفق الأوروبيون في الشمال والجنوب والشرق والغرب على أنه من المرجح أن تغزو روسيا أوكرانيا في عام 2022، وأن على الدول الأوروبية واجب الدفاع عنها، وأن هذه مشكلة أوروبية.

يغطي الاستطلاع فنلندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وبولندا، ورومانيا، والسويد – وهي دول تشكل مجتمعة ما يقرب من ثلثي سكان الاتحاد الأوروبي – ويظهر أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد نجح في طرح مسألة النظام الأمني ​​الأوروبي على الطاولة. ولدهشة العديد من المعلقين – وربما بوتين نفسه – أدى ذلك إلى استيقاظ جيوسياسي بين الأوروبيين.

وتشير نتائج الاستطلاع إلى أربع ملاحظات أساسية: إن الحرب في أوروبا لم تعد مستحيلة، إننا يجب أن نرد على العدوان الروسي. وإن أكبر مخاوف الأوروبيين فيما يتعلق بالأزمة تختلف من بلد إلى آخر؛ وإن الحكومات الأوروبية بحاجة إلى التخطيط لحالات طوارئ مختلفة لتخفيف العبء عن المواطنين العاديين.

ربما يعجبك أيضا