مركز فاروس يناقش مستقبل المواجهات في السودان

يوسف بنده
الأزمة في السودان

تتجه الأزمة السودانية نحو مزيد من التعقيد، في ظل استمرار الاصطفافات والتجاذبات الخارجية والمحلية تجاه طرفي الأزمة.


تتصاعد حدة الأزمة في السودان، بعد أن وصل الصراع الذي اندلع في منتصف إبريل الماضي 2023، إلى مستوى غير مسبوق.

وحسب دراسة مركز فاروس للاستشارات، فإن الصراع مستمر بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وذلك بعد فشل الهدنة التي وافق عليها الطرفان مطلع مايو الحالي، حيث سُجلت اشتباكات متقطعة بين الطرفين المتصارعين.

21212121.jpg.pagespeed.ce .9f0gOAR01

الأزمة في السودان

صراع سيمتد

كانت مديرة المخابرات الوطنية الأمريكية أفريل هاينز، قد أشارت في 4 مايو الحالي، إلى أن الصراع “سيطول على الأرجح”، لأن كل طرف  يعتقد أنه قادر على تحقيق الانتصار عسكريًّا.

وحذرت الأمم المتحدة  في 3 مايو الحالي، على لسان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، من احتمال تفاقم المخاطر في السودان، بسبب الفشل في تأمين ممر آمن لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.

وجاءت الأزمة السودانية في ظل عدم القدرة على الانتقال السياسي في البلاد، وتجاوز مرحلة ما بعد إقصاء البشير عن السلطة في العام 2019، وفشل القوى السودانية، 6 إبريل الماضي، في التوقيع على الاتفاق النهائي لتسوية الأزمة السياسية، فضلًا عن تراجع مؤشرات الاقتصاد، وتفاقم الاحتقانات العرقية.

اقرأ أيضًا: وزير الخارجية المصري يدعو إلى وقف إطلاق النار في السودان

59811046 101

الأزمة في السودان

دوافع متنوعة للأزمة

تباين الرؤى بين جناحي المكون العسكري (الجيش وقوات الدعم السريع) بشأن إصلاح الهياكل الأمنية في البلاد، فأحد الأسباب المركزية للتوتر العنيف الحالي هو رفض قوات الدعم السريع الانخراط ضمن الهياكل المؤسسية للجيش النظامي، وإصرار حميدتي على أن يكون “الدعم السريع” قوات رديفة للجيش.

ومنذ التوقيع على الاتفاق الإطاري في 5 ديسمبر 2022، والخلافات بين المكونات السياسية والعسكرية في السودان تتصاعد، إذ أعلنت مجموعات ضمت أحزابًا من أقصى اليسار كالحزب الشيوعي وأخرى من أقصى اليمين مثل حزب المؤتمر الوطني المنحل والأحزاب الصغيرة المتحالفة معه، رفضها تلك الوثيقة.

اقرأ أيضًا: «الأوروبي لمكافحة الإرهاب» يناقش انعكاسات الوضع بالسودان إقليميًّا ودوليًّا

746006 392938447

الأزمة في السودان

كواليس الصراع المسلح

يمثل ملف إدارة العلاقات الخارجية أحد المحفزات التي عجلت بانتقال الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع من وراء الكواليس والاجتماعات المغلقة إلى العلن، وفي ظل استمرار عدم وجود حكومة انتقالية توافقية في السودان بعد الإجراءات التي أعلنها مجلس السيادة السوداني في أكتوبر 2021، تصاعد الخلاف بين الطرفين بشأن إدارة علاقات السودان الخارجية.

ولا تنفصل المواجهات العسكرية الحالية عن سعي بعض الأطراف السودانية للإمساك بمكامن الثروة والقوة في الداخل السوداني، فعلى سبيل المثال، أبدى الجيش السوداني قلقًا من سيطرة قوات الدعم السريع على مناجم الذهب في منطقة جبل عامر، ومناجم أخرى في جنوب كردفان وغيرها، ما يجعل حميدتي وقواته لاعبين رئيسين في الصناعة الأكثر ربحًا بالسودان.

اقرأ أيضًا: الخارجية السعودية: السودان يمر بأزمة غير مسبوقة

للاطلاع على التقرير الأصلي، اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا