ساهم هبوط أسعار الحبوب العالمية وعوامل محلية أخرى، في تراجع فاتورة مصر الاستيرادية ودعم ميزانيتها.

وتُصنف مصر ضمن أكبر مستوردي القمح عالميًّا. ووفقًا لما كشفه مسؤولون من وزارة الزراعة المصرية، فإن مصر قدمت حوافزًا مختلفة لمزارعيها شجعتهم على زراعة المحاصيل الاستراتيجية.

اقرأ أيضًا| أرباح قياسية للقطاع المصرفي الأمريكي رغم الاضطرابات 

تقديم حوافز تشجيعية للمزراعين

قال المستشار الإعلامي لوزارة الزراعة المصرية، أحمد إبراهيم، خلال تصريحات خاصة إلى شبكة رؤية الإخبارية، إن الحكومة المصرية اتخذت عددًا من الخطوات الاستباقة الفترة الماضية، ما عمل على رفع الإنتاج المحلي للقمح.

وأوضح أن الدولة عملت خلال السنوات الماضة على رفع المساحات المنزرعة بالقمح، وشجعت المزراعين من خلال تقديم حوافز مختلفة سواء كانت في صورة رفع قيمة أردب القمح أو دعم للأسمدة، ما شجع المزارع على زرع السلع الاستراتيجية.

وأضاف إبراهيم أن الدولة تدعم المزراع في جميع ما يحتاج إليه لمساعدته في زراعة القمح والسلع الاستراتيجية،

القمح

 زراعة القمح في مصر بنظام الدورة الزراعية

من جهته، قال المسؤول بالإدارة المركزية للبساتين بوزارة الزراعة المصرية، المهندس علاء البحراوي، خلال تصريحات خاصة إلى شبكة رؤية الإخبارية، إن قرار وزارة الزراعة والذي صدر منذ أسبوعين بشأن زراعة القمح بنظام الدورة الزراعية اعتبارًا من الموسم المقبل لا يعني إجبار المزارع على زراعة القمح.

وأوضح البحراوي أن زراعة القمح ستكون بالنظام الاسترشادي وليس الإجباري، ما يعني وجود لجنة مختصة بتحديد مواقيت زراعة القمح على مستوى الجمهورية والخريطة الزمنية لكل منطقة.

القمح

زيادة مساحات زراعة القمح في مصر

أشار البحراوي إلى زيادة المساحة المنزرعة بالقمح على مستوى الجمهورية الموسمين الحالي والماضي، نظرًا لاستخدام أساليب زراعية مختلفة وفقًا لطبيعة كل أرض ومنطقة.

وشدد البحراوي على أن وضع خريطة زراعية للقمح هي خطوة مشابهة للأرز، من شأنها أن ترفع إنتاجية الأرض من المحصول إضافة إلى منح القمح جودة عالية.

حصاد محصول القمح

استهداف مساحات أكبر لزراعة القمح

من جانبه، قال وزير الزراعة المصري، السيد القصير، في بيان لوزارته، منذ يومين، إن مصر تستهدف في الموسم المقبل، زيادة المساحة المزروعة بالقمح إلى 3.8 مليون فدان من 3.2 مليون فدان.

وأضاف وزير الزراعة المصري، أن زيادة المساحات الزراعة ستكون كالتالي:

القمح: من 3.2 إلى 3.8 مليون فدان.

الذرة الشامية والرفيعة: من 3.2 إلى 3.5 مليون فدان.

القطن: من 250 إلى 350 ألف فدان.

فول الصويا: من 150 إلى 250 ألف فدان

عباد الشمس: من 90 إلى 150 ألف فدان.

استهداف 17.5 مليون فدان مساحة محصولية

أوضح الوزير، أن الموسم الزراعي 2022-2023، شهد مساحة مزروعة وصلت إلى 9.8 مليون فدان، بمساحة محصولية بلغت 17 مليون فدان؛ نتيجة معدل التكثيف الزراعي الذي مثَّل 180%.

ولفت الوزير إلى أن التركيب المحصولي المُستهدف للموسم الزراعي 2023-2024، يمثل 10 ملايين فدان مساحة مزروعة، و17.5 مليون فدان مساحة محصولية.

تراجع أسعار الحبوب عالميًّا

تراجعت الأسعار العالمية للحبوب (القمح والذرة وفول الصويا، وغيرها) إلى أدنى مستوياتها منذ عدة سنوات نتيجة لتحسن المعروض وتراجع الطلب.

وانخفض سعر القمح انخفض إلى أدنى مستوى له خلال 3 سنوات إلى 5.82 دولار للبوشل، متراجعًا 9% شهريًّا و32% سنويًّا؛ وبهذا يتراجع سعر السلعة 47% منذ تسجيله لأعلى مستوياته القياسية عند 11 دولار للبوشل في مايو 2022.

وفي نفس الوقت، تراجع سعر الذرة 17% شهريًّا و33% سنويَّا إلى 4.32 دولار للبوشل (وهو السعر الأدنى منذ فبراير 2021).

القمح – أرشيفية

توقعات بانخفاض فاتورة مصر الاستيرادية

أوضحت شركة نعيم القابضة للأبحاث أن مصر تستورد 21 مليون طن سنويًّا من القمح والذرة. ووفقًا لحساباتتها يُتوقع انخفاض فاتورة الاستيراد (القمح والذرة فقط) بمقدار 1.8 مليار دولار سنويًّا وفقًا للأسعار الحالية.

وأوضحت الشركة أن القمح يجرى تداوله حاليًّا عند سعر أقل بـ37% من السعر المحدد في ميزانية الدولة لعام 2023/ 2024.

ومن المتوقع أن يؤدي الانخفاض في أسعار الحبوب إلى احتواء نمو فاتورة الدعم لمصر، ومع توقع وصول إجمالي فاتورة دعم الغذاء في الموازنة إلى 128 مليار جنيه (ما يعادل 4.1 مليار دولار) خلال عام 2023/ 2024 بارتفاع 42% سنويًّا.

25.2 % تراجعًا بقيمة واردات مصر من الذرة.. 55% من الفول الصويا

كشفت نشرة حديثة للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، انخفاض واردات مصر من السلع الزراعية 12.4% خلال النصف الأول من 2023 لتسجل 3.986 مليار دولار في مقابل 4.548 مليار دولار خلال نفس الفترة من 2022.

وسجلت واردات مصر من القمح “الحنطة القاسية” 3.7% لتسجل 1.726 مليار دولار في مقابل 1.665 مليار دولار، وتراجعت واردات الذرة بـ25.2% لتبلغ 1.259 مليار دولار في مقابل 1.685 مليار دولار.

وسجلت قيمة واردات الذرة “التي تستخدم في صناعة الأعلاف” 1.234 مليار دولار خلال النصف الأول من 2023 في مقابل 1.673 مليار دولار خلال نفس الفترة من 2022 بتراجع 26.2%، والذرة الأخرى لغير البذار 25.282 مليون دولار في مقابل 11.45 مليون دولار بنمو 120.8%.

وتراجعت قيمة واردات مصر من فول الصويا 55.1%، لتبلغ 779.203 مليون دولار في مقابل 1.737 مليار دولار، والعدس بـ7% لتبلغ 59.792 مليون دولار في مقابل 64.274 مليون دولار.