مسؤول لـ«رؤية»: «الفاو» تسعى لإطلاق خارطة طريق غذائية تبدأ من cop27

عبدالرازق محمد
الفاو تسعى لإطلاق خارطة طريق غذائية

حث أكثر من 40 مستثمرًا يديرون 18 مليار دولار منظمة "الفاو"، في يونيو الماضي، على وضع خطة للحدّ من الانبعاثات في قطاع الغذاء والزراعة، الذي غالبًا ما تتجاهله ناقشات المناخ.


تسعى منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة FAO، لإطلاق خطة، خلال الفترة المقبلة، لجعل النظام الغذائي أكثر استدامة.

وقال نائب مدير مكتب المنظمة للتنوع البيولوجي والبيئة، زيتوني ولد دادا، في تصريح خاص لشبكة رؤية الإخبارية، إن الخطة ستظهر كيف يمكن لصناعة الأغذية والزراعة التوافق مع هدف العالم بوضع حد لظاهرة الاحتباس الحراري.

قطاع الزراعة بحاجة لخارطة استثمارية

استغلت منظمة الأغذية والزراعة تواجدها المكثف والعميق هذا العام في مؤتمر مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ cop27، الذي تجري فعالياته في مدينة شرم الشيخ المصرية، في حراك أكثر قوة من أجل تجنيب العالم أزمة غذائية كبرى،  حال استمرت الضغوط القائمة، التي تفاقمها بعنف التغيرات المناخية.

وقال ولد دادا: “لدينا خرائط طريق واضحة لقطاع الطاقة اجتذبت بالفعل الكثير من المستثمرين، لكن بالنسبة للزراعة ليس لدينا مثل هذه الخريطة”. وحث أكثر من 40 مستثمرًا يديرون 18 مليار دولار “الفاو”، في يونيو على وضع خطة للحدّ من الانبعاثات في قطاع الزراعة، الذي غالبًا ما تتجاهله المناقشات بشأن المناخ، رغم أنه من أكبر مصادر الانبعاثات.

الحرب الروسية الأوكرانية ترفع أسعار الأغذية

أشار ولد دادا إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية أدت لارتفاع أسعار المواد الغذائية على مستوى العالم، الأمر الذي فاقم انعدام الأمن الغذائي الناجم عن تغير المناخ. وأضاف: “لم يكن لدينا الكثير من الاهتمام بالأغذية والزراعة في أي وقت من قبل. مؤتمر cop 27 أول ما وفر هذا الاهتمام.. وكان المندوبون أكثر انفتاحًا لمناقشة هذه القضية.”

وذكر أن مبادرة المنظمة بشأن الحد من الانبعاثات في قطاع الزراعة حظيت بالفعل بدعم الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بان كي مون، والمديرة السابقة لوكالة المناخ التابعة للأمم المتحدة، كريستيانا فيجيريس، لكنها تحظى باهتمام بطيء من بعض الحكومات.

إنتاج الغذاء والإحتباس الحراري

يمثل إنتاج الغذاء مصدرًا لنحو 35# من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، ويشكل التهديد الرئيس لـ86% من الأنواع المعرضة لخطر الانقراض في العالم، في حين أن تربية الماشية مسؤولة عن 75% من خسارة غابات الأمازون المطيرة.

وبينما تتعد أسباب الضائقة الغذائية العالمية، سواء بسبب الحرب في إقليم البحر الأسود، الذي يمثل مصدرًا الرئيسًا لواردات الحبوب والأسمدة، فإن التغيرات المناخية الحادة تهدد ما تبقى من أمل لدى كثير من الدول، بتقليص المساحات القابلة للزراعة، أو بكثير من الأعاصير والفيضانات التي تفسد المحاصيل.

الثروة الحيوانية تمثل ثلث إنتاج الميثان

قال رئيس مبادرة FAIRR، وهي مبادرة منظمي الحملة التي يقودها المستثمرون، جيريمي كولير، إن المستثمرين يأملون أن توفر خارطة الطريق إرشادات بشأن مسائل، مثل حدود انبعاثات الميثان، والدعم لضمان “انتقال عادل” للمزارعين،.

وتمثل الثروة الحيوانية ما يقرب من ثلث انبعاثات الميثان العالمية المرتبطة بالنشاط البشري، وتنطلق في صورة تجشؤ للماشية والسماد الطبيعي وزراعة محاصيل العلف. وقال كولير: “نرحب بالتزام الفاو بوضع خارطة طريق للأغذية والزراعة، التي توفر الوضوح المطلوب بشدة للشركات والمستثمرين، ما يسمح بالتخطيط للانتقال وتقييم مخاطر الاستثمار والفرص”.

الدول النامية بحاجة لأنظمة التبريد

قال ولد دادا إن أغلب الدول النامية تعاني نقصًا في التبريد، خاصة في الأرياف، وإن تحسين سلسلة التبريد يوفر “قدرة كبيرة”. ورأت “الفاو” وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، في بيان مشترك، نشر خلال مؤتمر cop27 أنه “يمكن للدول النامية توفير 144 مليون طن من الأغذية سنويًّا، لو تمتعت بمنشآت تبريد غذائي، شبيهة بتلك المتوافرة في الدول المتطورة”.

وضرب الجوع 828 مليون نسمة في العالم ، خلال العام الماضي، في حين أن 14% من الأغذية يهدر قبل بلوغ المستهلك. وذكر زيتوني إن تبريدًا أفضل “يفيد البيئة، وله انعكاس إيجابي أيضًا على مداخيل المزارعين، ويسمح لهم بتخزين الأغذية لفترة معينة لاستخدامها أو لنقلها إلى الأسواق”.

ربما يعجبك أيضا