مسؤول مصري لـ«رؤية»: خريطة زراعة المحاصيل تأثرت بالتغير المناخي

شيماء عزيز
زراعة المحاصيل

تمثل المؤتمرات والاتفاقيات الدولية فرصًا مهمة للدول لتبادل المعرفة وتعزيز التعاون العالمي في مواجهة التحديات المناخية،


أصبح ملف التغيرات المناخية، من أبرز القضايا التي تُؤرق العالم اليوم، بعد أن ظهرت تبعاتها متمثلة في ارتفاع غير مسبوق لدرجات الحرارة في بلدان، وجفاف الأنهار في دول أخرى، لتهدد ملف الأمن الغذائي.

وكشف مستشار وزير الزراعة المصري لشؤون المناخ ورئيس مركز معلومات تغير المناخ، الدكتور محمد علي فهيم، خلال حوار مع شبكة رؤية الإخبارية، عن أسباب التغيرات المناخية ومخاطرها، وكيف تعاملات بلاده مع هذا الملف الحيوي.

هل أصبحت التغيرات المناخية أحد العوامل التي تهدد العالم؟

قال مستشار وزير الزراعة المصري، الدكتور محمد فهيم: “في قلب التحديات التي تواجه العالم اليوم، يبرز التغير المناخي كأحد أكبر التحديات التي تهدد البشرية والكوكب”.

مستشار وزير الزراعة المصري لشؤون المناخ ورئيس مركز معلومات تغير المناخ، الدكتور محمد علي فهيم

مستشار وزير الزراعة المصري لشؤون المناخ ورئيس مركز معلومات تغير المناخ، الدكتور محمد علي فهيم

وأضاف فهيم: “في محاولة لمواجهة هذا التحدي العالمي، عُقدت مؤتمرات الأطراف، الذي يعد أهمها (COP21) المعروف باتفاقية باريس، والذي يُعد أحد أهم المؤتمرات المناخية التي عقدت في السنوات السابقة”.

442891

جفاف الأنهار

ما الأسباب الرئيسة في التغيرات المناخية؟

أوضح مستشار وزير الزراعة أن النشاط البشري، لا سيما الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر، أدى إلى زيادة مستويات غازات الاحتباس الحراري مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروجين في الغلاف الجوي.

اقرأ أيضًا| 439 مليون دولار لاحتواء آثار الفيضانات في سلوفينيا

اقرأ أيضًا| العربية وبولفارا المصرية توضح حقيقة توقفها عن العمل

وأضاف “نحو 50 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون تضخ سنويًّا في الستراتوسفير، وهي الطبقة الموجودة على ارتفاع 11-50 كيلومترًا فوق سطح الأرض”.

وتابع: “بفعل غازات الاحتباس الحراري، تزداد سماكة الطبقة السفلى من التروبوسفير، الطبقة الموجودة فوقها، ما يؤدي إلى احتباس الحرارة وارتفاع درجات الحرارة على الكوكب”.

italy drought 2022

الجفاف

هل أتت مؤتمرات المناخ الماضية بثمارها في ملف التغيرات المناخية؟

قال “تمثل المؤتمرات والاتفاقيات الدولية فرصًا مهمة للدول لتبادل المعرفة وتعزيز التعاون العالمي في مواجهة التحديات المناخية، ويعكس مؤتمر باريس وغيره من المؤتمرات المناخية رغبة المجتمع الدولي في التصدي للتغير المناخي، وبناء مستقبل مستدام يضمن حماية كوكب الأرض للأجيال القادمة”.

وأضاف “تجاه خفض الانبعاثات الغازية وأزمة تغير المناخ، يجب أن تتحمل الدول الصناعية مسؤوليتها، وتعمل على تقليل انبعاثاتها بفعّالية”.

وتابع: “يمكن أن تتحقق هذه الأهداف عن طريق تبني تقنيات أكثر نظافة واستدامة في الصناعة، وتعزيز الكفاءة في استخدام الطاقة، وتعزيز الطاقة المتجددة، وتحسين نظم النقل العام، وتشجيع الابتكار التكنولوجي”.

الانبعاثات الكربونية في العالم أرشيفية

الانبعاثات الكربونية في العالم – أرشيفية

كيف يمكن تحقيق التوازن بين تشجيع الصناعة وخفض الانبعاثات؟

قال “يجب أن يتخذ المجتمع الدولي إجراءات لتشجيع الدول الصناعية على الالتزام بخفض الانبعاثات، مثل فرض رسوم على انبعاثات الكربون أو إنشاء آليات دولية للمتابعة والتقييم”.

وشدد فهيم على أن التصدي للتغيرات المناخية يتطلب تعاونًا دوليًّا قويًا وإرادة سياسية، علاوة على هذا، يجب أن يلتزم القطاع الخاص بمبادئ المسؤولية الاجتماعية والبيئية، ويعمل على تطوير وتبني حلول مستدامة وذات كفاءة من الناحية البيئية، وفي هذا السياق يمكن للشركات تقديم مساهمات مهمة من خلال تحسين ممارساتها البيئية، وتقليل انبعاثاتها، واستخدام الموارد بطريقة أكثر فعاليةً.

كيف تأثرت مصر بالتغيرات المناخية؟

أوضح “أصبح الطقس في الفترة الحالية، ليس في مصر فقط، بل في دول العالم أجمع، أكثر تطرفًا سواء كان في أشكال سيول أو فيضانات أو عواصف ثلجية أو جفاف وحرائق غابات”.

وأضاف “يعاني العالم أجمع في الوقت الراهن آثار تداعيات التغيرات المناخية العنيفة، وفي مصر تأثرت خريطة زراعة المحاصيل بسبب تقلبات الطقس وتأخر الصيف، وتغير ملامح فصل الربيع”.

وأضاف “على سبيل المثال من المتوقع أن تنخفض إنتاجية محصول الشعير نتيجة للتغيرات المناخية بنحو 18% بحلول عام 2050، وتنخفض إنتاجية محصول الأرز بـ11%، ويزداد استهلاكه للمياه بـ16%، وفق شبكة اتصال التنمية الزراعية والريفية”.

القمح

القمح

هل توقعتم انفجار أزمة المناخ كما نراها اليوم؟

أوضح فهيم: “كنا نتوقع حدوث التغيرات المناخية بحلول عام 2050، ولكنها جاءت مبكرًا، وبالرغم من تقدم العلم والتكنولوجيا الحديثة، سيكون العالم عاجزًا أمام التغيرات المناخية العنيفة التي أثرت في مختلف مجريات الحياة، والتي تهدد بغرق قارات واختفاء مدن، بالإضافة إلى التأثير السلبي في القطاع الزراعي”.

هل تأثرت المحاصيل الزراعية في مصر بالتغيرات المناخية؟

قال مستشار وزير الزراعة: “تتعرض الزراعات الصيفية لكثير من المشكلات والتحديات بسبب تعرضها للموجات الحارة أو شديدة الحرارة، وتزيد المشكلات”.

وبحسب تقرير سابق لشبكة اتصال التنمية الزراعية والريفية، من شأن ارتفاع درجات الحرارة عن معدلاتها المعتادة بدرجة واحدة مئوية، أن يؤدي إلى خفض صافي العائد الزراعي بنحو 969 دولارًا للهكتار، ويرتفع هذا الرقم إلى 1453 دولارًا، حال ارتفاع درجات الحرارة بـ1.5 درجة مئوية.

زراعة القمح مصر

زراعة القمح مصر

كيف تعاملت مصر مع ملف التغيرات المناخية؟

قال فهيم: “نصدر توصيات فنية بنحو مستمر للمزارعين لتوجيههم بالنحو الصحيح والمناسب للتعامل مع المحاصيل، إضافة إلى توفير محاصيل زراعية ملائمة لهذه التغيرات، مثل توفير أصناف قمح زراعية مبكرة النضج، للحفاظ على معدلات إنتاجية القمح، وغيرها من المحاصيل الاستراتيجية بالدولة”.

وأوضح فهيم “الأزمة الروسية الأوكرانية على سبيل المثال أثرت في العالم أجمع، ولكن في مصر بفضل التقاوي الجديدة المستنبطة من القمح وبعض المحاصيل الاستراتيجية، وتخزين القمح في الصوامع، كان للبلاد احتياطي استراتيجي يحميها من الأزمات”.

وأشار إلى أن تقاوي القمح المستنبطة كان لها الفضل في رفع إنتاجية الفدان بنحو 30%، غير أن وقت حصادها أسرع من التقاوي الأخرى.

ما مميزات التقاوي المستنبطة؟

قال إن “التقاوي الجديدة المستنبطة أقدر على تحمل التغيرات المناخية، فهي تستهلك كميات مياه قليلة مقارنة بنظيرتها العادية، غير أنها ترفع إنتاجية الفدان، إضافة إلى أن وقت نضجها أسرع”.

وأضاف: “عملنا في مركز البحوث الزراعية على إنتاج أصناف تقاوي جديدة لعدد من المحاصيل الاستراتيجية المهمة، مثل القمح والذرة، والأرز، وغيرها من المحاصيل، بهدف التصدي لتداعيات التغير المناخي على قطاع الزراعة”.

ربما يعجبك أيضا