«مسار خطير».. الصين تحذر من صفقة «غواصات أستراليا» النووية

محمد النحاس

انتقدت الصين صفقة "أوكوس"، وقالت إنها "تهدد الاستقرار" بالمنطقة التي تشهد تنافسًا محمومًا بين فرقاء "الإندوباسفيك"، فما أبعاد الصفقة؟ وما أهميتها في الوقت الحالي؟


حذرت الصين من أن الولايات المتحدة وحلفاءها في “أوكوس”، يمضون في مسار خاطئ بسبب صفقة الغواصات النووية.

وتضم اتفاقية “أوكوس”، الولايات المتحدة، وبريطانيا وأستراليا، ويبدو إتمام صفقة بيع الغواصات للأخيرة خطوة جديدة لمواجهة نفوذ الصين المتزايد في المنطقة، التي تشهد توترًا متزايدًا بين واشنطن وحلفائها الآسيويين من جهة، وبكين من جهة أخرى.

مسار خطير

تعليقًا على الصفقة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج ون بين، أول أمس الثلاثاء، الموافق 14 مارس 2023، إن البيان المشترك بين الدول الثلاث يوضح أنها تتجاهل مخاوف المجتمع الدولي، واصفًا هذا المسار بـ”الخاطئ والخطير”، وفقًا لموقع قناة فرانس 24 الإخبارية.

وتأتي الخطوات في إطار تحالف ثلاثي يهدف إلى مواجهة الصين، وكانت أستراليا قد أعلنت أنها ستشتري 5 غواصات “تعمل بالطاقة النووية”، وهي المعلومة التي شدد عليها الرئيس الأمريكي جو بايدن، مضيفًا أنها “ليست سلاحًا نوويًّا”، ومع ذلك تعد الخطوة ذات أهمية استراتيجية في ظل التحديات التي تعيش المنطقة على وقعها.

وكان وانج ون بين قد أشار إلى أن الخطوة “تخالف معاهدات انتشار الأسلحة النووية”، رغم تشديد بايدن على أن الغواصات ليست سلاحًا نوويًّا، وبحسب المتحدث باسم الخارجية الصينية تعد الخطوة دلالة على “عقلية الحرب الباردة”، مضيفًا أن الشراكة الأمنية الثلاثية، تحرّض على سباق تسلح بالمنطقة.

لقاء ثلاثي

وصل رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، يوم الأحد 12 مارس 2023، الولايات المتحدة الأمريكية، في وقتٍ تسعى فيه المملكة المتحدة لتعزيز شراكتها الدولية، في ظل تنامي المخاطر الجيوسياسية، على الساحة الدولية، وفق مراجعتها الشاملة لسياستها الخارجية والدفاعية، التي أصدرتها مؤخرًا.

والتقي سوناك، خلال رحلته إلى الأراضي الأمريكية، رئيس الولايات المتحدة جو بايدن، ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، وتحدث المسؤولون بشأن إتمام صفقة الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية.

ووفقًا لما نقله موقع شبكة سكاي نيوز البريطانية، سيجري الاتفاق المتعلق بتسليم أستراليا الغواصات، بموجب شراكة “أوكوس” الثلاثية، وهي شراكة دفاعية أمنية تجمع الولايات المتحدة وأستراليا والمملكة المتحدة.

محاولة لمواكبة الواقع

من المقرر أن تكون هذه الغواصات بتكنولوجيا أمريكية وبريطانية، وتشدد الحكومة البريطانية على ضرورة بناء تحالفات عالمية صلبة، لضمان أن تكون المملكة المتحدة متقدمة تقنيًّا واقتصاديًّا ودفاعيًّا، بحسب سكاي نيوز.

2023 03 13T211017Z 2093678540 RC23TZ9NAGP9 RTRMADP 3 USA BRITAIN AUSTRALIA 1

وتأكيدًا على هذا النهج، قال رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، إن رابطة “أوكوس”، تجمع المملكة المتحدة مع شركائها على الأصعدة التقنية، والاقتصادية، علاوةً على الجانب الدفاعي. ودشنت الدول الثلاث التحالف عام 2021، ويرى مراقبون أنه يهدف، على نحوٍ رئيس، إلى “كبح جماح الصين بالمنطقة”.

أوقات صعبة

تقول أستراليا إن الصفقة ستمثل قفزة دفاعية، وشدد رئيس الوزراء البريطاني، على أنه في الأوقات الصعبة والمضطربة، تعد التحالفات العالمية أكبر مصدر للقوة والأمان.

ويأتي ذلك تزامنًا مع نشر المملكة المتحدة المراجعة المتكاملة لسياستها الدفاعية والخارجية، التي شددت فيها على تزايد المخاطر العالمية، مع تنامي تهديد الديكتاتوريات على الاستقرار الجيوسياسي “في ظل مساعيها لتشكيل نظام عالمي مناسب لطبيعة حكمها الاستبدادي”، وفقًا للوثيقة البريطانية.

وبحسب الحكومة، فإن المراجعة تأخذ بعين الاعتبار “المخاطر الجسيمة الآتية من روسيا بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين، وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وبالإضافة إلى ذلك، السلوك المقلق للحزب الشيوعي الصيني، والتهديدات التي تحيط باقتصاد المملكة وبأمن الطاقة.

تخبط القارة الأوروبية

يتزامن ذلك مع تولي الرئيس الصيني شي جين بينج ولاية ثالثة وصفت بـ”التاريخية”، في وقت زادت فيه التوترات بشأن جزيرة تايوان، إضافة إلى ما بين العديد من العواصم الآسيوية، وبكين، في وقت تتجه فيه دول المنطقة إلى الاهتمام بالجانب الدفاعي.

وعلاوةً على ذلك هدد قادة غربيون، الصين، حال أمدت الروس بالسلاح بعد تقارير أفادت أن الصين تفكر في الوقت الآني في هذا الأمر. ويأتي اللقاء الثلاثي في وقتٍ تسعى فيه المملكة المتحدة لتعزيز شراكتها مع الحلفاء، وهي ثاني رحلة خارجية في غضون ثلاثة أيام لرئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك.

وقد زار سوناك باريس، يوم الجمعة الماضي، والتقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ووقع الجانبان اتفاقًا بغية الحد من الهجرة غير الشرعية، ما يشي بتصاعد المخاطر العالمية، التي تسعى الدول الغربية على نحوٍ حثيث، لمواكبتها.

ربما يعجبك أيضا