مساعد وزير خارجية مصر الأسبق لـ«رؤية»: تقارب موسكو والقاهرة مفيد لأطراف الأزمة

هالة عبدالرحمن

الموقف المصري بعد الحرب كان واضح لا لبس فيه وجهود الدبلوماسية المصرية كانت متمثلة في وقف الحرب وإيجاد تسوية سياسية.


قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، عزت سعد، لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، إن اختيار وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، مصر لتكون أولى محطات جولته الإفريقية، دليل على قوة العلاقة بين البلدين.

وكتبت “التايمز” في تقرير أمس الأحد 24 يوليو 2022، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يسعى لجعل مصر حليفًا له بعد حربه على أوكرانيا. وقد وصف الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، زيارة لافروف بالتاريخية، وهو ما علق عليه سعد، الذي كان سفيرًا للقاهرة لدى موسكو سابقًا.

مصر الشريك الإفريقي الأكبر لروسيا

وفقًا لتصريحات مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى “رؤية”، اليوم الاثنين، تعد مصر الشريك الإفريقي الأكبر لروسيا، ودائمًا تلجأ روسيا إلى مصر لتنسيق علاقاتها داخل إفريقيا مع باقي الحلفاء، وهو ما ظهر جليًّا حين ترأس الرئيس السيسي أول قمة إفريقية روسية في سوتشي 2019، لأنهم يعلمون حجم مصر ومدى نفوذها داخل القارة.

وأضاف السفير سعد أن اهتمام روسيا بتطوير علاقتها بالدول غير الغربية من أولويات السياسة الخارجية الروسية حتى قبل الحرب، لأن الروس مقتنعون بأهمية الانخراط في علاقات وشراكات مع دول أخرى بعيدًا عن الغرب.

موقف الغرب من التقارب بين موسكو والقاهرة

قال السفير سعد، إن “الموقف المصري بعد الحرب كان واضحًا لا لبس فيه وجهود الدبلوماسية المصرية كانت متمثلة في وقف الحرب وإيجاد تسوية سياسية”، مضيفًا أن “قضية الحرج من التقارب مع موسكو ليس قائمة لأنه ليس لدينا ما يحرجنا ففي السياسة الخارجية تفعل الدول ما تمليه عليها مصالحها أولًا”.

وحسب ما أفادت “دويتشه فيليه”، تسببت الحرب الروسية الأوكرانية في انقسام كبير بين روسيا والدول الغربية. ومع ذلك، رفضت الدول العربية والإفريقية في معظمها الانحياز إلى جانب واحد، لأنها تتشارك المصالح مع كلِّ أصحاب المصلحة. وعانت الاقتصادات الهشة لدول إفريقيا والشرق الأوسط أكثر من غيرها من الحرب بسبب الارتفاع الهائل في أسعار النفط وأزمة الغذاء.

هل تبحث روسيا عن مخرج لعزلتها؟

سارعت مصر إلى الانضمام إلى الدول التي تدين الحرب الروسية الأوكرانية في جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة بعد وقت قصير من بدء الحرب في فبراير. لكن في الوقت نفسه رفض المسؤولون المصريون العقوبات المفروضة على روسيا.

وأوضح السفير المصري لـ”رؤية” أن روسيا ليست في حاجة إلى الخروج عما أسمته الصحافة الغربية عزلة دولية، مشيرًا إلى أن روسيا لديها علاقات واسعة مع مختلف الدول الإفريقية، وهذا ما يفسر زيارة رئيس الاتحاد الإفريقي لموسكو عقب الحرب، وأن بوتين كان في قمة طهران الأسبوع الماضي، ما لا يعطي مجالًا للحديث عن عزلة بوتين.

انفراجة أزمة الغذاء

أشار مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق إلى أنه يجب إيجاد صيغة تسمح بالتخفيف من تداعيات الحرب في صالح حل أزمة الغذاء، ونأمل أن تحدث انفراجة في حل أزمة الحبوب والغذاء العالمية، وألا تمتد هذه الانفراجة إلى قضايا سياسية أخرى. وواصل: “اتفاق الحبوب بين موسكو وكييف يجب أن يكون نموذجًا لتسويات أخرى في اتجاه إيجاد مخرج من الحرب”.

وسعى وزير الخارجية الروسي للتقليل من المخاوف من نقص الحبوب في محادثات مع مسؤولين مصريين، على الرغم من الهجوم الروسي على ميناء أوديسا الأوكراني، وقال في لقائه الرئيس السيسي ووزير الخارجية سامح شكري، إن مصدري الحبوب الروس ملتزمون بالوفاء بالتزاماتهم بعد اتفاق مدعوم من الأمم المتحدة وقعته موسكو وكييف لإلغاء حظر شحنات الحبوب من الموانئ الأوكرانية.

أهمية العلاقات الروسية المصرية

أضافت “يورو نيوز” أن الدولة العربية حاولت تحقيق التوازن بين اعتمادها على الحلفاء الغربيين مثل الولايات المتحدة، وعلاقاتها القوية مع روسيا، واعتمدت مصر أساسًا على روسيا، وبدرجة أقل على أوكرانيا، كأكبر مستورد للقمح في العالم. وحقق السياح الروس نسبًا عالية من إشغال الفنادق في منتجع شرم الشيخ المطل على البحر الأحمر.

واعتمدت مصر أيضًا على السياح الروس لجلب جزء كبير من عائدات السياحة، وهو العمود الفقري للاقتصاد المصري، وبدأت شركة روساتوم الروسية للطاقة المملوكة للدولة في بناء أول محطة نووية مصرية في الوقت الذي تعاني فيه معظم دول العالم من أزمة طاقة.

ربما يعجبك أيضا