«مساومة الأفارقة والسجينات».. كيف تعزز روسيا قواتها في أوكرانيا؟

روسيا تفرج عن مجموعة من النساء من السجون للقتال في أوكرانيا

شروق صبري
تجنيد السجينات فى روسيا

بدأ الجيش الروسي في الاستفادة من المهاجرين الأفارقة والسجينات الروسيات، لتعزيز القوات الروسية في حرب أوكرانيا.. فماذا فعل؟


أواخر مايو 2024، أطلقت روسيا مجموعة من النساء من السجون للمشاركة في القتال بأوكرانيا، مما قد يشير إلى مرحلة جديدة من استخدام الكرملين للمجرمين في جهوده الحربية.

جمع المجندون العسكريون عدة نساء من سجن خارج سانت بطرسبرج، ومن غير الواضح ما إذا كان الإفراج عن هؤلاء النساء يمثل حالة منفردة أو برنامجاً تجريبياً أو بداية لموجة أكبر من تجنيد السجينات.

سجون النساء

في بداية الحرب، كان حوالي 30,000 امرأة يقضين عقوبات بالسجن في روسيا، لكن بدأ المجندون العسكريون في زيارة سجون النساء عبر الجزء الأوروبي من روسيا في الخريف الماضي، وبعد أكثر من عام من بدء قوات البلاد تقديم العفو والرواتب للرجال المدانين مقابل الخدمة القتالية.

وبحسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الاثنين 10 يونيو 2024، ظلت النساء المدانات اللاتي تم تجنيدهن محتجزات دون تفسير رسمي، وفقاً لمقابلات مع سجينات سابقات وحاليات في 4 سجون روسية للنساء.

تجنيد المدانات

وكان استجاب عشرات الآلاف من الرجال الروس المسجونين لنداء الجيش، مما عزز قوة الهجوم في لحظة حرجة في الحرب وساعده في استعادة ميزته العسكرية على أوكرانيا، وقتل آلاف منهم في أوكرانيا، بينما ارتكب البعض ممن نجوا وخرجوا من الخدمة جرائم خطيرة بعد الإفراج عنهم، بما في ذلك جرائم قتل.

ويأتي تجنيد المدانات في وقت تلجأ فيه الحكومة الروسية إلى وسائل غير تقليدية لجذب المتطوعين من هامش المجتمع الروسي، في محاولة لتجنب جولة أخرى من التجنيد الإجباري غير الشعبي، إضافة إلى السجناء، استهدفت هذه البرامج التجنيدية المتهمين بجرائم، والأجانب.

تجنيد الأفارقة

تجنيد الأفارقة

مهام السجينات

عرضت سانت بطرسبرغ العام الماضي على السجناء عقودًا للعمل كقناصين ومسعفين قتاليين ومشغلي راديو في الخطوط الأمامية لمدة عام واحد، وهو خروج كبير عن المناصب المساعدة إلى حد كبير التي تشغلها معظم النساء العسكريات الروسيات، وقام حوالي 40 من نزلاء السجن البالغ عددهم 400 بالتسجيل في ذلك الوقت.

وعُرض عليهم العفو وما يعادل حوالي 2000 دولار شهريًا، أي حوالي 10 أضعاف الحد الأدنى الوطني للأجور، وقالت امرأتان شهدتا التجنيد في السجن العام الماضي لصحيفة نيويورك تايمز، إن زملائها السجينات سجلوا في التجنيد رغم المخاطر التي حددها الضباط.

سجون روسيا

قالت السجينات السابقات، إن الظروف الصارمة في سجون روسيا للنساء ساهمت في قرار البعض بالتجنيد. وقالت إحدى السجينات إنها قضت ما يصل لـ12 ساعة يوميا في العمل الإجباري في ورشة النشر التابعة للسجن، حتى في درجات حرارة تحت الصفر في الشتاء.

لم ترد وزارة الدفاع الروسية وخدمة السجون على أي طلبات للتعليق على برنامج تجنيد السجناء في البلاد، وغير معروف ما هي الأدوار التي ستتولاها النساء المجندات في الجبهة.

المهاجرون الأفارقة

ومن ناحية أخرى، بدأ المسؤولون الروس في وضع أنظارهم على المهاجرين الأفارقة، فقد ذكرت وكالة “بلومبرج” الأمريكية يوم 9 يونيو 2024 أن العمال المهاجرين والطلاب الأفارقة تعرضوا للتهديد بالترحيل إذا لم يوافقوا على القتال في أوكرانيا.

باستخدام تكتيكات تشبه مرتزقة فاجنر، لجأت السلطات الروسية إلى تهديد الطلاب والعمال الشباب الأفارقة بعدم تجديد تأشيرات الدخول ما لم ينضموا إلى الخدمة العسكرية، وكانت هناك حالات قامت فيها موسكو بتجنيد سجناء من سجونها، في حين واجه بعض العمال الأفارقة الذين يحملون تأشيرات دخول الاعتقال والإنذار النهائي فلم يعد أمامهم إما الترحيل أو الخدمة العسكرية.

خسائر فادحة

كانت الخسائر في صفوف الجيش الروسي فادحة، حيث أبلغت وزارة الدفاع البريطانية عن سقوط أكثر من 1200 ضحية يوميا في شهر مايو 2024، وهو أعلى معدل للخسائر منذ بدء الحرب، وأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية في الأول من يونيو أن خسائر القوات الروسية في مايو وصلت لـ38940، وهو أعلى رقم شهري منذ بدء الحرب فبراير 2022.

لكن إرسال المهاجرين الأفارقة إلى الجيش يهدد بتفاقم سوق العمل غير المستقرة بالفعل في روسيا، ففي ديسمبر2023، قال معهد الاقتصاد التابع لأكاديمية العلوم الروسية إن الاقتصاد الروسي يعاني من نقص يبلغ نحو 5 ملايين عامل.

ربما يعجبك أيضا