مسبار صيني يعود إلى الأرض حاملا عينات صخور من القمر

محمد الجرزاوي
المسبارالصيني

عاد المسبار “تشانجي-6” إلى الأرض، اليوم الثلاثاء 25 يونيو 2024، حاملاً العينات الأولى التي جرى إحضارها من الجانب البعيد للقمر، ما يعد “نجاحاً تاما” للمهمة، بحسب وكالة الفضاء الصينية.

ونظرًا لتعقيدها الفني، لا سيما في ما يتعلق بالاتصالات، تُعد هذه المهمة من أكثر المهام طموحاً التي نفذتها الصين في الفضاء على الإطلاق.

إدارة الفضاء الوطنية الصينية

هبطت وحدة إعادة الدخول بنجاح في منطقة محددة بمنغوليا الداخلية، شمال الصين، بعد الثانية ظهرًا، بالتوقيت المحلي، وحدد فريق البحث الوحدة بعد دقائق من هبوطها، بحسب ما أفادت قناة CCTV الحكومية الصينية.

وقال تشانج كيجيان، رئيس إدارة الفضاء الوطنية الصينية (CNSA)، من غرفة التحكم: “لقد حققت مهمة استكشاف القمر Chang’e-6 نجاحًا كاملًا”.

المهمة الناجحة

تعد المهمة الناجحة علامة فارقة رئيسية في “الحلم الأبدي” للصين – كما عبر عنه الزعيم الصيني شي جين بينج – لتأسيس البلاد كقوة فضائية مهيمنة، في الوقت الذي تعمل فيه عدد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، على تعزيز قدرات برامج الاستكشاف القمرية.

وفي رسالة تهنئة، أشاد الرئيس الصيني بالمهمة، ووصفها بأنها “إنجاز تاريخي آخر في بناء دولة قوية في الفضاء والعلوم والتكنولوجيا”.

الجانب البعيد للقمر

تخطط بكين لإرسال رواد فضاء إلى القمر بحلول عام 2030 وبناء قاعدة بحثية في القطب الجنوبي للقمر، أسوة بمنافستها الولايات المتحدة، التي تسعى للهدف ذاته.

ومن المتوقع أن المسبار العائد إلى الأرض يحمل معه ما يقرب من 2 كيلوجرام من الغبار القمري والصخور من الجانب البعيد للقمر، التي سيتم تحليلها من قبل باحثين في الصين قبل فتحها أمام العلماء الدوليين، وفقًا لما ذكرته وكالة “رويترز”.

نتائج تحليل العينات

يقول الخبراء إن نتائج تحليل العينات يمكن أن تساعد العلماء على العودة إلى تطور القمر والأرض والنظام الشمسي، بينما تساعد أيضًا في تحقيق هدف الصين في الاستفادة من الموارد الموجودة على القمر لمواصلة استكشافها هناك.

وتم جمع العينات باستخدام مثقاب وذراع آلية من موقع داخل حوض القطب الجنوبي المترامي الأطراف، وهي حفرة تصادمية تشكلت قبل نحو 4 مليارات سنة على الجانب البعيد من القمر، التي لا يمكن رؤيتها على الإطلاق للأرض.

الجانب المظلم

حظى التقدم الذي أحرزته البعثة الصينية Chang’e-6 – هي المهمة الأكثر تعقيدًا من الناحية الفنية حتى الآن – باهتمام كبير داخل البلاد، منذ إطلاقها في الثالث من مايو الماضي.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية صورًا لمركبة الهبوط على سطح القمر وهي تعرض العلم الصيني، ويبدو أنها حفرت حرف “زونج” – وهو اختصار للصين – على سطح القمر، كما ذكرت “CNN”.

المركبة القمرية

تأتي عودة المركبة القمرية، اليوم الثلاثاء، بعدما شوهد حطام يشتبه أنه صاروخ صيني منفصل وهو يهبط إلى الأرض جنوب غرب الصين، السبت الماضي، تاركًا أثرًا من الدخان الأصفر الساطع ودفع القرويين إلى الفرار، وفقًا لمقاطع الفيديو المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية.

وكان الجانب البعيد والمظلم من القمر نقطة جذب للعلماء منذ أن نظروا إليه لأول مرة في صور محببة بالأبيض والأسود التقطتها المركبة الفضائية السوفيتية Luna 3 في عام 1959، إذ أدركوا مدى اختلافه عن الجانب المواجه للأرض.

مهمة Chang’e-6

بعد مرور عقود، وبعد نحو 5 سنوات منذ أن جعلت مهمة Chang’e-4 الصين الدولة الأولى والوحيدة التي أكملت هبوطًا سلسًا على الجانب البعيد، يعلق العلماء من الصين ومن جميع أنحاء العالم آمالًا كبيرة على المعلومات التي يمكن استخلاصها من العينات.

وفي حين أن التركيز المعلن لمهمة Chang’e-6 هو هذه الأسئلة العلمية الأوسع، يقول الخبراء إنه، أيضًا، يمكن أن يساعد تحليل التركيبة والخصائص الفيزيائية للعينات في تعزيز الجهود المبذولة لمعرفة كيفية استخدام الموارد الموجودة على القمر لاستكشاف القمر والفضاء في المستقبل.

استخدام التربة القمرية

يمكن استخدام التربة القمرية للطباعة ثلاثية الأبعاد لإنتاج الطوب لبناء قواعد بحثية على القمر، بينما كان بعض العلماء يعملون بالفعل على إيجاد تقنيات أكثر اقتصادية وعملية لاستخراج الغازات، مثل الهيليوم 3، والأكسجين، والهيدروجين، من التربة.

وبمجرد استلام العينات، من المتوقع أن يقوم العلماء الصينيون بتبادل البيانات وإجراء أبحاث مشتركة مع شركاء دوليين، قبل أن تفتح بكين لاحقًا العينات للوصول إليها من قبل الفرق الدولية، وفقًا لتصريحات مسؤولي وكالة الفضاء الصينية.

ربما يعجبك أيضا