مستقبل الحرب الروسية الأوكرانية بعد التوغل في كورسك

التوغل الأوكراني في كورسك الروسية.. مدته وتأثيره

محمد النحاس
منطقة كورسك

ما مسار التوغل الأوكراني في كورسك الروسية؟


في السادس من أغسطس 2024، عبرت القوات الأوكرانية إلى منطقة كورسك الروسية في هجوم فاجيء العواصم الغربية وموسكو على حد سواء.

وبعد أكثر من 3 أسابيع، أصبحت القوات الأوكرانية تسيطر على حوالي 500 ميل مربع من الأراضي الروسية، ورغم أن التأثير الاستراتيجي لهذا التوغل على مسار الحرب بشكل عام لا يزال غير واضح، إلا أنه يمثل نجاحًا مرحبًا به على المدى القريب لكييف.

تأثير إيجابي لأوكرانيا

رغم الدفاع المتواصل في عام 2024، أثبت الجيش الأوكراني قدرته على الرد، وقد أثرت هذه العملية بشكل إيجابي على الصورة العامة لأوكرانيا بين حلفائها في الغرب.

أصاب هذا التوغل الكرملين بالقلق، حيث سعى إلى التقليل من شأن الهجوم مع تحذير من أن الاستعداد لهجوم مضاد قد يتطلب بعض الوقت، حسب مقال لمجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية.

تعامل بوتين 

حدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأول من أكتوبر كموعد نهائي لتطهير كورسك، لكنه تجنب الحديث عن الموضوع، كما يفعل عادةً مع الأخبار السيئة.

وبدلًا من ذلك، زار أذربيجان والشيشان وأبقى على جدول أعمال مزدحم ليظهر أن الأمور تسير كالمعتاد، ومع ذلك، لا يمكن إخفاء حقيقة أن للمرة الأولى منذ 80 عامًا، تحتل قوة عسكرية أجنبية أرضًا روسية.

لا مؤشر على التفاوض

أكد مسؤولون في الكرملين أنه لن تكون هناك مفاوضات سلام طالما أن أوكرانيا تحتفظ بأراضٍ روسية.

ورغم أن هذه النقطة تبدو بلا معنى، إلا أن الأفق لم يكن يحمل أي مؤشر لمبادرة تفاوض روسية جادة قبل عملية كورسك، حسب المجلة الأمريكية.

مدة بقاء كييف في كورسك

التساؤل الأكبر هو ما إذا كان لهذا التوغل الأوكراني تأثير استراتيجي على مسار الحرب.

وقد بدت القيادة في كييف غامضة بشأن نواياها. ففي حين أكد المسؤولون الأوكرانيون أنهم لا ينوون ضم الأراضي الروسية، إلا أن وكالة الاستخبارات الأمريكية تشير إلى أن القوات الأوكرانية قد تستعد لتحصينات دفاعية، مما يشير إلى احتمال بقاءها في روسيا “لفترة من الوقت”.

نقطة تحول

يعتقد البعض أن هذا التوغل قد يشكل نقطة تحول، ولكن ذلك يعتمد على ما إذا كانت أوكرانيا تستطيع تخصيص قوات إضافية لعملية كورسك رغم الضغوط المتزايدة على جيشها.

وفي المقابل، يخشى بعض المحللين من أن تكون هذه العملية خطأً، حيث قد يتمكن الروس من طرد القوات الأوكرانية من كورسك، مما يعرض هذه القوات لخطر يهددها، خاصةً أنها يمكن أن تشكل احتياطيًا لعمليات دفاعية داخل أوكرانيا.

ولكن، في نهاية المطاف، لا يزال الأمر غير واضح كيف ستتطور المعارك، ولا تزال كييف تحتفظ بخيار الانسحاب.

ربما يعجبك أيضا