مستقبل محادثات “فيينا” النووية في ظل الأزمة الأوكرانية

يوسف بنده

الحرب على أوكرانيا وإصرار طهران على تحقيق مطالبها، معوقات للتوصل لاتفاق نهائي في فيينا.


روسيا عضو بمجموعة الدولية 5+1، المعنية بالتفاوض مع إيران حول برنامجها الننوي، وهو ما طرح التساؤل حول مستقبل مشاركة موسكو في المحادثات الجارية في فيينا.

جاءت الإجابة من الطرف الأمريكي، حينما ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، الجمعة، 25 فبراير 2022، أن “الولايات المتحدة ستبقي على الاتصال بروسيا فيما يتعلق بجهود منع إيران من تطوير أسلحة نووية بالرغم من أن غزو موسكو لأوكرانيا جعلها “منبوذة على الساحة الدولية”.

مهلة محددة

تسعى واشنطن إلى وضع جدول زمني محدد لمحادثات فيينا النووية، وأشارت تقارير إعلامية  إلى أن واشنطن أعطت إلى نهاية الشهر الحالي (فبراير 2022) مهلة حتى يتم إعلان نتائج هذه المحادثات بالنجاح أو الفشل.

ومع وقوع الحرب في أوكرانيا، قلقت واشنطن من تخطي هذه المحادثات السقف الزمني المحدد لها، وأن تماطل إيران في عدم الإجابة على القضايا المتعلقة للتوصل لاتفاق نهائي، فنقل موقع “إيران انترنشنال” المعارض، عن مصادر دبلوماسية غربية، أنه إذا لم يحلوا القضايا المتبقية ويتوصلوا إلى اتفاق خلال الأيام القليلة المقبلة، فإن وفاة الاتفاق النووي ستكون نهائية.

رفض المهلة

ذكر التلفزيون الإيراني، الأحد 27 فبراير 2022، أن إيران قالت “إنها لن تقبل أي مهلة نهائية يحددها الغرب لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى العالمية”، وذكرت أنها تريد إسقاط المزاعم “ذات الدوافع السياسية، من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن نشاط إيران النووي”.

قضايا عالقة

تصر طهران على رفع العقوبات الغربية كافة، وتقديم ضمانات موثوقة، وإغلاق ملف المواقع النووية غير المعلن عنها للوكالة الدولية للطاقة الذرية من أجل القبول بالعودة إلى الاتفاق النووي.

وبحسب “إيران انترنشنال” ، فإن اجتماع مجلس الأمن القومي الإيراني، لم يتوصل أعضاؤه إلى نتيجة وظل القرار معلقًا بشأن رفض مسودة فيينا أو قبولها.

ما يعني أن طهران تصر على خطوطها الحمراء في محادثات فيينا، أي عدم التراجع عن مطالبها الأساسية. وهو ما نقله عن رئيس البرلمان الإيراني، “باقر قاليباف“، الذي قال: “لا تزال هناك قضايا عالقة في المفاوضات، معظمها تتعلق بالضمانات، ويجب إزالة علامات الاستفهام حول تقنيتنا النووية ورفع العقوبات، وخاصة العقوبات النووية”.

الاتفاق وأزمة أوكرانيا

نقلت صحيفة “آرمان ملي” الإيرانية، عن عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان، حشمت الله فلاحت بيشه، أن الروس لن يسمحوا بالتوقيع على الاتفاق النووي النهائي في فيينا، قبل الانتهاء من أزمة أوكرانيا. مفسرًا، أن رفع العقوبات سيساعد النفط والغاز الإيراني على دخول الأسواق الأوروبية وهو ما تقلق منه موسكو. وأن روسيا تريد التفاوض حول أوكرانيا بالورقة الإيرانية في فيينا.

كتب المحلل السياسي الإيراني، في موقع “ايران دبلوماسي“: “إن روسيا لن تسمح بإحياء القضية بسهولة، لأنه ومن الطبيعي، أنها لن تسمح للأطراف الغربية بمعالجة مخاوفهم، فهي تبحث عن مقابل أولًا”.

وكتب المحلل السياسي، مصطفى فحص، في صحيفة الشرق الأوسط: “الواضح أن الأزمة الأوكرانية زادت نسبة الضغوط التفاوضية على طهران.. إن واشنطن وموسكو لن تحصلا على موقف طهران قبل أن تحصل على ما يطمئنها. وعليه؛ تبدو “فيينا” المتقلبة والمرتبكة تحت التأثير الأوكراني أكثر تعقيدًا مما فات”.

اتصال مع بوتين

فسر الخبير الإيراني، علي بيكدلي، في صحيفة آرمان ملي، أن الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيس الإيراني، “إبراهيم رئيسي”، ونظيره الروسي، “فلاديمير بوتين”، هو من أجل التنسيق بخصوص المحادثات النووية الجارية في فيينا. وأضاف “بيكدلي” أن واشنطن والغرب وضعوا سقفًا زمنيًا لإيران لحرمانها من الدعم الروسي.

كذلك، استفاد الغرب من تنصيب روسيا كمتحدث باسم إيران في فيينا، وهو ما تكرر على لسان المندوب الروسي، “أوليانوف”، وما زال الغرب مهتمًا باستمرار روسيا في هذا الدور، مع اقتراب المحادثات النووية من مرحلتها النهائية. لكن الغربيين لا يقبلون أن تستخدم موسكو الورقة الإيرانية وتعطل المحادثات.

إلى فيينا

عاد إلى طهران، يوم الأربعاء 23 فبراير 2022، علي باقري، رئيس فريق التفاوض الإيراني، ذلك للتشاور حول القضايا العالقة، وذكر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، “ضرورة تحقيق المطالب القانونية والمنطقية لإيران، خصوصًا تلك المتواجدة ضمن الخطوط الحمراء التي رسمتها الجمهورية الإسلامية”.

بعدها، عاد “باقري كني”، مساء الأحد 27 فبراير، إلى فيينا لاستئناف المفاوضات. ما يعني أن باقري ذهب إلى “فيينا” من أجل حسم القضايا العالقة، كي المفاوضات إلى “حدود الاتفاق أو الجمود”، إذا أصرت واشنطن على السقف الزمني لهذه المحادثات مع نهاية فبراير 2022.

ربما يعجبك أيضا