مسجد الرفاعي.. مقبرة ملوك مصر وأمراؤها

رنا الجميعي
مسجد الرفاعي

يقف مسجد الرفاعي أمام مسجد السلطان حسن، كصرحان يقاومان التغير السريع من حولها، يُعطيان معنى  للأبدية، ويعتبر مسجد الرفاعي جاره الدائم الذي آنسه منذ بناؤه في القرن التاسع عشر. 


يقف مسجد الرفاعي أمام مسجد السلطان حسن، كصرحان يقاومان التغير السريع من حولها، ويعطيان معنى للأبدية، ويعتبر مسجد الرفاعي جاره الدائم الذي آنسه منذ بناؤه في القرن الـ19.

يقع مسجد الرفاعي في منطقة ميدان القلعة، وهو واحد من أهم ميادين القاهرة التاريخية، بدأ بناء جامع الرفاعي عام 1869، بفارق زمني يصل 500 عام بينه وبين جامع السلطان حسن الذي أنشأ عام 1359، ويصاحب المسجد تاريخ مثير للاهتمام، بحسب موقع وزارة السياحة والآثار،

مسجد ذخيرة الملك

على موقع مسجد الرفاعي كان هناك مسجد يسمى ذخيرة الملك بني في عصر الدولة الفاطمية، وتحول بعدها إلى مقام للشيخ علي أبو شباك، وهو حفيد الإمام الرفاعي، إلى أن أمرت والدة الخديوي إسماعيل خوشيار هانم، وكيل ديوان الأوقاف حسين باشا فهمي ببناء جامع كبير يلحق به مدافن لها وأسرتها عام 1869، واستوردت مواد البناء من أوروبا، مثل الرخام الإيطالي.

داخل مسجد الرفاعي

اسم المسجد “الرفاعي” بالخطأ

سمي الجامع بهذا الاسم نسبة إلى مقام الشيخ علي أبو شباك حفيد الرفاعي، وكان المقام اسمه “زاوية الرفاعي”، ونسب بالخطأ إلى الإمام أحمد الرفاعي المدفون بالعراق، بحسب بوابة القاهرة الإلكترونية. يتكون الجامع من مساحة مستطيلة تبلغ حوالي 6500 متر، خصص أكثر من ألف متر للصلاة، والباقي للمدافن والملحقات، ويعلو الجامع منارتان أقيمتا على قواعد مستديرة.

تمتاز مداخل المسجد كونها شاهقة وتكتنفها أعمدة حجرية ورخامية تنتهي بتيجان عربية، وزينت الواجهات بالشبابيك النحاسية، ويتوسط الجهة الغربية المدخل الملكي الذي يمتاز بأعمدة حجرية ذات قواعد رخامية مزخرفة، ويوجد بالناحية البحرية للجامع 6 أبواب، 4 منها تؤدي إلى حجرات الدفن لأمراء وملوك الأسرة العلوية، وكانت أولى هذه الحجرات قبور لأبناء الخديوي إسماعيل.

سقف مسجد الرفاعي

أول مسجد يستخدم فيه مادة الأسمنت

يضاهي تخطيط المسجد وطرازه المعماري كنائس أيا صوفيا والكاتدرائيات المسيحية في روما، بحسب تصريح صحفي لمدير عام البحوث والدراسات الأثرية بوزارة السياحة الدكتور عبد الرحيم ريحان.

ومثّل التقسيم الثلاثي لأغلب أجزاء المسجد انعكاس لفكرة تقسيم البازيلكا الذي بدأ في العمارة الإسلامية منذ العصر الأموي، ويعتبر المسجد من أول المباني التي استخدمت مادة الأسمنت في بنائها في تاريخ العمارة الإسلامية، وكان ذلك مؤشرًا للانتقال إلى العصر الحديث.

محراب مسجد الرفاعي

رواق القبلة

رواق القبلة  عبارة عن مساحة مربعة مغطاة بقبة ذات مقرنصات، ترتكز على 4  أكتاف في أركان كل منها 4 أعمدة رخامية بتيجان منقوشة ومذهبة، ويحيط بالقبة أسقف خشبية مزخرفة بنقوش مذهبة، ويتوسط الجدار الشرقي المحراب المكسي بالرخام الملون، وطعم المنبر الكبير المجاور للمحراب حشواته بالسن والأبنوس وخشب الجوز.

أضرحة مسجد الرفاعي

يوجد بالمسجد 8 أضرحة، ويستقر ضريح خوشيار هانم والتي توفيت عام 1885 هانم قبل إتمام بناء المسجد، وضريح ابنها الخديوي إسماعيل في حجرة واحدة، ويقع ضريح الملك فؤاد الأول على يمين المدخل الملكي للجامع، وكسيت جدرانه بالرخام الملون، ويجاوره قبر والدته الملكة  فريال، زوجة الخديوي اسماعيل، وأم الملك فؤاد.

وفي الحجرة الثالثة يقع رفات الملك فاروق الذي كان ممنوعًا من الدفن بمسجد الرفاعي في عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وسمح بنقله في عهد الرئيس محمد أنور السادات.  والملفت أن ضريح جنانيار هانم شقيقة ديليسبس مهندس قناة السويس موجود ضمن الأضرحة أيضًا، بسبب كونها زوجة الخديوي إسماعيل، ويتميز شاهد الضريح بتصميمه على طراز العمارة المسيحية، ويعلوه صليب أسفله آيات قرآنية.

ضريح شاه ايران داخل مسجد الرفاعي

يضم ضريح آخر شاه لإيران

يوجد بالمسجد أيضًا ضريح محمد رضا بهلوي آخر شاه لإيران، والذي قضى ما تبقى من حياته في مصر، بعد انهيار حكم الشاه بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، وأمر الرئيس أنور السادات بدفنه بجامع الرفاعي بعد وفاته عام 1980، ووضع على القبر تركيبة رخامية مرسوم عليها الشعار الساساني للدولة البهلوية، وبجوارها اسم الشاه باللغة الفارسية.

وقبل وفاة محمد رضا دُفن والده رضا شاه في ذلك الضريح لفترة وجيزة، حسبما ذكر موقع وزارة السياحة والآثار، لكن الرفات عاد إلى بلاده بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.

ربما يعجبك أيضا