مسح: 54% من البالغين الصينيين يدعون بكين لمواجهة «التنمر الأمريكي»

رنا أسامة

زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، إلى تايوان لم تغضب حكومة بكين فقط، لكنها أثارت أيضًا إدانة شعبية شديدة عبر منصة التواصل الاجتماعي الصينية.


يرى أكثر من نصف البالغين الصينيين أنه ينبغي على بلادهم رفض ما أسموه “التنمر الأجنبي”، واصفين الولايات المتحدة بأنها الجاني الرئيس في هذا الصدد.

ووفقًا لمسح أبرزته صحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست“، استطلع المسح الذي أجرته شركة استخبارات الأعمال “مورنينج كونسلت” آراء ألف صيني، قال 67% منهم إنه يجب أن يظهر العالم للصين قدرًا أكبر من الاحترام، في حين وافق 58% على ضرورة مواجهة التنمر الأجنبي.

تنمر أمريكي

وفق المسح، قال 54% من الصينيين المستطلع آراءهم إن واشنطن “تتنمر بانتظام” على بكين، وتحاول منع صعودها.

ويأتي ذلك وسط تدهور العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، لا سيما بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، إلى تايوان الشهر الفائت، تلك الزيارة التي لم تغضب حكومة بكين فقط، لكنها أثارت أيضًا إدانة شعبية شديدة عبر منصة التواصل الاجتماعي الصينية “ويبو”، حسب “ساوث تشاينا مورنينج بوست.”

قنوات اتصال مغلقة

الأسبوع الماضي، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الصين أغلقت قنوات الاتصالات الرئيسة بشأن قضايا حيوية مؤثرة في العالم بأسره، على إثر تعليق بكين الحوار العسكري مع واشنطن بشأن قضايا مثل تغيّر المناخ.

وقالت وزارة الخارجية الصينية إن الحوار والتواصل يتطلبان التحلي بالإخلاص. وتعدّ الصين أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة، في وقت تلقت فيه واشنطن سدس إجمالي صادرات بكين في العام 2021، بزيادة قدرها 27.5% عن إجمالي عام 2020.

تجنب العداء

قال مؤسس مركز الصين والعولمة، وهو مركز أبحاث مقره بكين، وانج هوياو، إنه يتعين على البلدين تجنب العداء أخذًا في الاعتبار علاقاتهما الاقتصادية القوية، ولكنه أضاف لـ”ساوث تشاينا مورنينج بوست” أنه لا يجب أن تقف الولايات المتحدة، أو أي دولة أخرى في وجه الصعود الصيني.

وبالرغم من عدم اليقين بشأن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، فإن مسح “مورنينج كونسلت” أشار إلى أن اعتماد الصين على الاقتصاد العالمي قد يثبط أي مغامرة متهورة.

المغامرة الجيوسياسية للصين.. وتحذير بشأن تايوان

بحسب المسح، فإن التباطؤ الاقتصادي الأخير في الصين، وحاجتها إلى ضمان الاستقرار قبل المؤتمر الوطني للحزب الشيوعي الصيني، المزمع عقده في 16 أكتوبر المقبل، من شأنه أن يكبح جماح مغامرتها الجيوسياسية.وفي حين أن الناتج المحلي الإجمالي لبكين نما 2.5% في النصف الأول من عام 2022، يتوقع ألا يبلغ هدفه البالغ 5.5% لهذا العام.

وفي الوقت نفسه، أوصى المسح الشركات متعددة الجنسيات بتوخي الحذر بشأن موقف بكين من أزمة تايوان، تحديدًا بعد مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني المتوقع أن يمنح الرئيس، شي جين بينج، فترة ولاية ثالثة، تمكنه من إدارة التداعيات الاقتصادية لصراع محتمل بشأن تايوان.

ربما يعجبك أيضا