مسيرة تجسد «الحلم الأمريكي».. مارك كوبان رائد أعمال من طراز فريد

ولاء عدلان

يعتقد الملياردير الأمريكي، مارك كوبان، أن تأسيس وبيع الشركات والاستثمار عمومًا بمثابة نوع من المباريات الرياضية يمكن الاستمرار في الفوز بها لسنوات.


وصف الملياردير الأمريكي، مارك كوبان، جيله بأنه “مخيب للآمال والأكثر إحباطًا في التاريخ”، كونه أفنى عمره في الكفاح والعمل، وتحول حاليًّا من جيل محارب إلى كاره لكل شيء.

وقال كوبان (64 عامًا) في “بودكاست”، الشهر الماضي، إن جيل “زد” المولود بين 1995 و2010 سيدخل التاريخ كأعظم جيل، كونه يمنح الصحة العقلية القيمة الأكبر، ويقدم السعادة على الإنتاجية، ورغم نبرة الإحباط التي تحدث بها عن جيله، فإنهذا الجيل ينتمي له رواد أعمال يصعب تكرارهم، كبيل جيتس وستيف جوبز.

من بائع لأكياس القمامة إلى عالم المليارديرات

ولد كوبان عام 1958 في مدينة بيتسبرج بولاية بنسلفانيا الأمريكية، لأسرة يهودية محددوة الدخل، ما دفعه للعمل في سن 12 عامًا، في بيع أكياس القمامة، عندما أراد شراء حذاء لممارسة كرة السلة، وبعدها عمل في عدة مهن، أبرزها نادل وبائع للطوابع والصحف، إلى جانب متابعة دراسته، إلى أن تخرج من جامعة إنديانا بدرجة بكالوريوس إدارة الأعمال عام 1981، وفق ما ذكرت “سي إن بي سي”.

حاليًّا، لا يملك كوبان فقط أغلى الأحذية الرياضية، بل يملك فريق “دالاس مافريكس” لكرة السلة الذي تقدر قيمته بنحو 2.7 مليار دولار، ويملك أيضًا شركة “ماجنولياو بكتشرز” للتوزيع وشبكة دور السينما “لاند مارك”، وهو نجم برنامج تلفزيون الواقع “شارك تانك” على قناة “إيه بي سي” منذ 2011، ومؤلف ومنتج سينمائي، ويعد من أبرز المستثمرين في قطاعات الإعلام والرياضة والتكنولوجيا.

SYIRLV7RKRGMZF5XXBBV2L2OIQ

مارك كوبان مرتديا قميص فريقه دالاس مافريكس

كوبان.. رائد أعمال بامتياز

مارك كوبان أحد أهم الأسماء في مجال ريادة الأعمال، فبعد تخرجه لم يتقيد طويلًا بالوظيفة التقليدية، وعمل في العام 1982 مندوب مبيعات لـ”يور بيزنس سوفت ووير”، ما منحه خبرة في مجال التكنولوجيا وشجعه على إطلاق أولى شركاته “مايكرو سوليوشنز” المتخصصة في بيع البرامج الإلكترونية، وفي العام 1990 باعها مقابل 6 ملايين دولار، وفق موقع “إيه بي سي”.

وفي 1989، شارك كوبان في تأسيس “أوديو نت” للبث التلفزيوني، وفي 1995 استحوذ عليها مع صديقه تود واجنر، لتتحول إلى “برودكاست دوت كوم”، وفي 1999 باعها كوبان لـ”ياهو” مقابل 5.7 مليار دولار، وفي 2000 دفعه عشقه لكرة السلة لشراء “دالاس مافريكس” مقابل 285 مليون دولار، وأسس كوبان العديد من الشركات ولديه حصص في نحو 400 شركة ناشئة، وتقدر ثروته بـ4.7 مليار دولار.

ثروةسكوبان.. تنافسي للغاية

في سن 25 عامًا، خطط كوبان للتقاعد بعد 10 سنوات فقط، متأثرًا بكتاب “جني الأموال من الحلم الأمريكي: كيف تتقاعد في سن 35؟” للمؤلف بول تيرهورست، وهو ما لم يحدث حتى اللحظة، فلا يزال يعمل على رأس شركاته، ويستثمر أمواله في مئات الشركات الناشئة، وفي الشهر الماضي، قال في بودكاست مع الكاتب آدم جرانت: “أنا تنافسي للغاية، هذه العقلية التي تحركني في مسيرتي الطويلة والناجحة”.

وأضاف “عندما كانسني 25 عامًا، كان لدي شركتي الخاصة، وأردت أن أصبح ثريًّا.. ولكن بعد بيع “مايكرو سوليوشنز” أدركت أن تأسيس وبيع الشركات والاستثمار عمومًا، بمثابة نوع من الرياضة يمكن الاستمرار في الفوز بها لسنوات”، بهذه الروح أطلق كوبان في يناير الماضي، شركة “كوست بلاس دراج” للأدوية منخفضة التكلفة، وعزز استثماراته خلال السنوات الأخيرة في الأصول الرقمية.

كوبان يشارك أسرار نجاحه

لا يحتاج مارك كوبان لأموال إضافية، ولكنه يشعر بالحاجة دائمًا لدعم الاستثمارات الواعدة، ومساعدة رواد الأعمال، بحسب وصفه في أحد لقاءاته الصحفية، ولذا دأب على مشاركة أسرار نجاحه وخبراته العملية مع الجمهور، سواء خلال مشاركته ضمن لجنة تحكيم “شارك تانك” الداعم لصغار رواد الأعمال، أو عبر ظهوره المتكرر بوسائل الإعلام، أو الكتب التي يؤلفها وأشهرها “كيف تربح في رياضة الأعمال”.

أحد أهم أسرار نجاح كوبان، بحسب تصريحاته السابقة، الاستثمار في نفسه، والتعلم المستمر، والتحلّي بروح المخاطرة المحسوبة، والحرص على الإدخار، والبحث المستمر عن الأفكار المبتكرة وتمويلها، ويعتقد كوبان أن جمع طوابع البريد طريقة رائعة لفهم الأعمال التجارية، فكل طابع له مستواه الخاص من الندرة والطلب والسعر، وبناء عليه يتخذ جامعها قرارات بشأن وقت تداولها أو بيعها أو شراء.

51

ربما يعجبك أيضا