مشاعر مُختلطة.. كيف تفاعل سكان لندن مع فوز حزب العمال؟

محمد النحاس

تهيمن لندن بشكل كامل على الاقتصاد البريطاني، وهو خلل لم يتغير كثيرًا رغم أجندة "التوازن" لتعزيز المناطق الأخرى التي تبناها رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون، لكن حتى مع أن المدينة وضواحيها لا تزال بفارق كبير أغنى جزء من المملكة المتحدة، فقد فقد المحافظون دعمهم في العاصمة.


أصبحت مدينة لندن، التي كانت مركزًا لإمبراطورية عالمية وإحدى المحاور الرئيسة للتمويل العالمي، دائرة انتخابية لحزب العمال، في حدث لم يتكرر منذ ما يقرب من قرن.

وتمكنت راشيل بليك، النائبة من حزب العمال، من الفوز بمقعد (لندن ووستمنستر)، كجزء من انتصار ساحق بقيادة كير ستارمر في الانتخابات، وفي هذا التقرير سنستعرض نتائج منطقة لندن الكبرى، والتي بها العديد من الدوائر الانتخابية.

تحول غير مفاجئ

في الضواحي الجنوبية الغربية الراقية، اكتسب الديمقراطيون الليبراليون 4 مقاعد من المحافظين واكتسب العمال 8 مقاعد، بما في ذلك في الضواحي التي كانت تاريخيًا لصالح المحافظين، وفق مقال “الجارديان”، اليوم الجمعة 5 يوليو 2024. 

ونقلت “الجارديان” عن آندي البالغ 60 عامًا، وهو مدير شركة بناء: “في الحقيقة أحب ريشي سوناك”، مردفًا: “لقد صوت لصالح المحافظين”، لكنه أقر بأن التحول إلى حزب العمال لم يكن مفاجأة.

وأردف أن زوجته “صوتت لصالح العمال” في احتجاج على سياسات حزب المحافظين، كغيرها من الناخبين، ما أدى لتحول الدائرة التي يعيشون فيها  إلى صالح حزب العمال، متابعًا: “أعتقد أن الكثير من الناس غيروا مواقفهم بسب العناوين الإخبارية”.

خسارة للمحافظين

تهيمن لندن بشكل كامل على الاقتصاد البريطاني، وهو خلل لم يتغيّر كثيرًا رغم أجندة “التوازن” لتعزيز المناطق الأخرى التي تبناها رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون، وفق المقال.

 لكن حتى مع أن المدينة وضواحيها لا تزال بفارق كبير أغنى جزء من المملكة المتحدة، فقد فقد المحافظون دعمهم في العاصمة.

ردود فعل

سارة، محامية في الأربعينات من عمرها قالت في تعليقها على تفوق حزب العمال: “أنا سعيدة للغاية”، أما راشيل ريفز فقالت: “لديهم طريق شاق من النضال أمامهم، الاقتصاد في حالة من الفوضى”.

وقالت صوفي، 39 عامًا، التي تعمل في القسم المالي لشركة تكنولوجيا معلومات متعددة الجنسيات، إن التصويت القياسي لحزب الخضر كان “مذهلًا”، مؤكدةً: “لا أؤمن بحزب العمال أو المحافظين”.

مدينة لندن

في مدينة لندن نفسها، المنطقة القديمة المحاطة بجدران رومانية، كان آخر عضو غير محافظ منتخب في عام 1931، وفقًا لروب فورد، أستاذ السياسة في جامعة مانشستر. 

وتحتوي هذه الدائرة اليوم، على مدينتي لندن ووستمنستر، بالإضافة إلى ماي فير وبلجرافيا، وهي مناطق معروفة بالثراء الفاحش، كما هُزم الرئيس السابق لحزب المحافظين جريج هاندز في تشيلسي وفولهام المجاورتين.

عقبات أمام العمال

مع ذلك كان هناك بعض العقبات بالنسبة للعمال، فلم يتمكن الحزب من انتزاع دائرتي تشينجفورد ووودفورد جرين من المحافظ (سابقًا) إيان دنكان سميث.

وفاز الزعيم العمالي السابق جيريمي كوربين كمرشح مستقل في إسلينجتون الشمالية بعد أن طرده ستارمر، واحتفظ ويس ستريتينج، بمقعده بفارق ضئيل بعد مواجهته مع مرشح مستقل انتقد بشدة موقف حزب العمال بشأن الحرب في غزة.

ربما يعجبك أيضا