مشكلة عميقة الجذور.. هل تفشل خطة الرئيس الصيني لتطهير الجيش؟

شرع الرئيس الصيني، شي جين بينج، في عملية تطهير واسعة داخل الجيش، وكذلك محاربة الفساد في المؤسسة العسكرية.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في تقرير لها، أمس الاثنين 7 أغسطس 2023، أن بينج يسعى للتخلص من كل الشخصيات التي يمكن أن تهدد حكم الحزب الشيوعي، لافتة إلى  أن عملية التطهير قضت على معظم الفساد بالجيش.

عملية التطهير لم تستمر

قالت الصحيفة الأمريكية إن الآونة الأخيرة شهدت اضطرابات بالجيش الصيني، ففي الأسبوع الماضي، أُقيل اثنين من كبار القادة في سلاح القوة الصاروخية، وهو تغيير غير مبرر يشير إلى شكوك بشأن عملية فساد جرت عن طريق القادة المقالين.

وقال الخبير في الجيش الصيني الذي كان سابقًا مسؤول دفاعي في تايوان، أندرو إن دي يانج: “من الواضح أن شيئًا ما حدث، وربما يكون مرتبطًا بالفساد، إنه مثل فيروس في النظام وعاد من جديد، إنها مشكلة عميقة الجذور”.

اقرأ أيضًا: شي جين بينج لكيسنجر: الصين لا تنسى أبدًا أصدقاءها القدامى

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الفضيحة التي تورط فيها كبار الضباط في القوات المسلحة ستكون بمثابة نكسة للرئيس الصيني، الذي يفخر بنجاحه في الحصول على تأييد 98 مليونًا من الحزب الشيوعي والجيش الصيني، وقبل أيام من الإطاحة بالقادة في سلاح القوة الصاروخية، أقال بينج وزير الخارجية، تشين جانج.

الجيش الصيني

التخلص من الفساد والتراخي في الجيش

قال الأستاذ المساعد في الجامعة الأمريكية بواشنطن الذي يدرس سياسة النخبة في الصين، جوزيف توريجيان، إنه من وجهة نظر بينج، لا يمكن الاعتقاد بأن الخطر قد ينتهي في يوم من الأيام، حتى إن كان الشخص الذي جرى تعيينه في منصب ما موالي له.

وأشارت نيويورك تايمز إلى أنه عندما تولى بينج السلطة في عام 2012، تحرك بسرعة للتخص من الفساد والتراخي في جيش التحرير الشعبي، وإخضاع المنافسين المحتملين له، لتكون السلطة في يده فقط.

اقرأ أيضًا: قادة غربيون يتوافدون إلى الصين.. هل انتقلت زعامة العالم إلى شي جين بينج؟

وفي عام 2014، جمع بينج مئات من كبار الضباط في نفس الموقع الذي بسط فيه، الرئيس السابق للصين، ماو تسي تونج، نفوذه على الجيش الصيني، وحذرهم من أن الجيش في حالة يرثى لها.

الجيش الصيني

التدهور قد يكون كارثيًّا

حذر بينج أيضًا من زيادة التنافس مع الولايات المتحدة، وأخبر القادة أن التدهور بداخل الجيش قد يكون كارثيًّا، وقال إن ما بدأ على انحطاط سوف ينتهي إلى الدمار، مستشهدًا بحكمة صينية قديمة.

وفي السنوات التي تلت ذلك أعاد الرئيس الصيني تنظيم الجيش الصيني، وتغلب على المعارضة، وأُدين العشرات من كبار الضباط بالفساد، ووضع بينج قواعد جديدة لترسيخ سلطاته كرئيس للجنة العسكرية المركزية والقائد العام.

القوة الصاروخية لجيش التحرير

برزت القوة الصاروخية لجيش التحرير الشعبي كنتاج لدعم الرئيس الصيني، ودشن بينج القوة في أواخر عام 2015، وقال مدير معهد دراسات الفضاء الصيني في جامعة الطيران الأمريكية، بريندان مولفاني، إنه استثمر الكثير من الوقت والموارد لتدشين هذا السلاح.

وأضاف أن قوة الصواريخ تشرف على أكبر برامج الصواريخ وأكثرها تنوعًا في العالم، ويشمل مخزونها مجموعة من الصواريخ المصممة لحمل ما يقرب من 400 أو أكثر من الرؤوس النووية الصينية.