مصرفي الفقراء والفائز بنوبل.. محمد يونس على أبواب السلطة في بنجلاديش

عبدالمقصود علي
محمد يونس- بنجلاديش

يريد الطلاب المحتجون في بنجلاديش رؤية محمد يونس، الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2006، يقود الحكومة المؤقتة التي سيشكلها الجيش خلال الأيام المقبلة، بعد هروب الشيخة حسينة من البلاد؛ إثر احتجاجات على نظام الحصص في الوظائف العامة.

ويعد هذا الاقتصادي ورجل الأعمال البارز، البالغ من العمر 84 عامًا، أحد رموز المجتمع المدني والمعارضة ببنجلاديش، وفي مقابلة مع صحيفة “لوفيجارو“، الفرنسية قال: إنه مستعد لتولي مقاليد البلاد إذا تطلبت الظروف ذلك”.

حكومة مؤقتة

“نريد تشكيل حكومة مؤقتة يتزعمها الحائز على جائزة نوبل الدكتور محمد يونس الذي يتمتع بشهرة عالمية ومعترف به على نطاق واسع”، قال ناهد إسلام أحد المنظمين الرئيسيين للحركة الطلابية التي أطاحت بالشيخة حسينة، في مقطع فيديو على فيسبوك.

وأضاف بجوار ثلاثة آخرين “أي حكومة غير تلك التي أوصينا بها لن تكون مقبولة. لن نقبل أي حكومة يدعمها الجيش أو يقودها”. كما قال آصف محمود، وهو زعيم آخر لمجموعة الطلاب على فيسبوك “نحن نثق بالدكتور يونس”.

وأعلن قائد الجيش الجنرال واكر أوز زمان استقالة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة (76 عاما) في خطاب للأمة بثه التلفزيون الحكومي أمس الاثنين، والتي وصلت إلى السلطة في عام 2009. وكذلك تشكيل حكومة مؤقتة من قبل الجيش.

نقطة تحول

يُعرف يونس، أحد أشهر الاقتصاديين والمصرفيين في العالم، بانتشاله ملايين الأشخاص من الفقر من خلال بنكه الرائد للتمويلات الصغيرة.

وأكد في حديث للصحيفة الفرنسية، أن الجيش تخلى عن الشيخة حسينة، وإلا فلم يكن ممكنًا أن تستقيل وتخرج من البلاد، مضيفًا أنه من الضروري تشكيل حكومة مدنية وإجراء انتخابات في أسرع وقت.

ويرى محمد يونس أن أولئك الذين يملكون السلطة لعقود من الزمن، سيفعلون كل ما بوسعهم لزعزعة استقرار البلاد، وأن الثورة لم تنته بعد، لأن المطلوب الآن هو العمل على تغيير الأمور بعمق، معتبرا أن بنجلادش تمر بنقطة تحول في تاريخها.

فصل من عدم اليقين

كما أشار إلى أنه  يمكنه “قيادة الحكومة” إذا “تطلبت الظروف ذلك” قائلًا “أنا لست سياسيًا ولم أكن كذلك أبدًا. وبالفعل، في عام 2007، عندما استولى الجيش على السلطة، طلبوا مني ذلك ورفضت”.

وتابع “أريد أن أبقى بعيدًا عن السياسة. الآن، إذا قيل لي إنها حالة طوارئ وطنية، وجميع الاحتمالات الأخرى قد جرى استكشافها دون جدوى، فيمكنني قيادة الحكومة، لكن الظروف يجب أن تتطلب ذلك”.

وتؤكد “لو فيجارو” أن استقالة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة، بعد 5 أسابيع من الاحتجاجات وأعمال العنف التي خلفت ما لا يقل عن 300 قتيل، كانت بمثابة نهاية حقبة وفتح فصل من عدم اليقين.

مصرفي الفقراء

اشتهر محمد يونس، الملقب بـ “مصرفي الفقراء”، بتقديم قروض صغيرة تبلغ قيمتها عشرات من اليورو لملايين للمزارعين، حيث سمحت مبادرته في بنجلاديش لهؤلاء بالهروب من الفقر.

ويونس، من مواليد 28 يونيو 1940 رجل أعمال ومصرفي واقتصادي متميز، صعد سلم إلى الشهرة الدولية عام 2006 عندما حصل هو وبنك “جرامين” على جائزة نوبل للسلام لعملهما الرائد في مجال الائتمان والتمويلات الصغيرة.

وبالإضافة إلى جائزة نوبل، تم تكريم يونس بالعديد من الجوائز المرموقة، بما في ذلك الوسام الرئاسي للحرية في الولايات المتحدة عام 2009 والميدالية الذهبية للكونجرس في العام التالي.

مناصب عدة

شغل منصب عدة منها مستشار جامعة “جلاسكو كاليدونيان” في اسكتلندا من 2012 إلى 2018 وكان سابقًا أستاذًا للاقتصاد في “شيتاجونج”، التي تخرج منها، كما لعب أيضًا دورًا هامًا في جرامين أمريكا، ومؤسسة جرامين، اللتين تواصلان جهوده في مجال القروض الصغيرة.

من عام 1998 إلى عام 2021، كان عضوًا في مجلس إدارة مؤسسة الأمم المتحدة، حيث ساهم في مجموعة من مبادرات المنظمة الدولية.

يتمتع يونس بخلفية تعليمية واسعة، إذ درس في جامعة دكا ببنجلاديش قبل أن يحصل على منحة فولبرايت لدراسة الاقتصاد في جامعة “فاندربيلت” الأمريكية، وحصل على درجة الدكتوراه. وفي عام 1969 بدأ مسيرته الأكاديمية كأستاذ مساعد للاقتصاد بجامعة “ولاية تينيسي الوسطى”، ثم عاد بعد ذلك إلى بنجلاديش ليرأس قسم الاقتصاد في “شيتاجونج”.

جوائز

شغل يونس أيضًا العديد من المناصب المؤثرة، بما في ذلك العمل في المجموعة الاستشارية الدولية للمؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة (1993-1995)، واللجنة العالمية المعنية بصحة المرأة، وفريق خبراء الأمم المتحدة المعني بالمرأة والتمويل.

وبالإضافة لنوبل، حصل الاقتصادي البارز على جوائز أخرى مثل جائزة محمد شابدين للعلوم، وجائزة الغذاء العالمية، وجائزة الملك الحسين للقيادة الإنسانية، وجائزة فولفو للبيئة، وجائزة نيكاي الآسيوية للنمو الإقليمي، وجائزة فرانكلين روزفلت للحرية، وجائزة سيول للسلام.

ربما يعجبك أيضا