مصر.. إعلان رمضاني يثير جدلا واسعا وتحركا برلمانيا وشعبيا

حسام السبكي

حسام السبكي

أزمة قديمة، تتجدد في مصر مع حلول رمضان في كل عام، تتمثل في الإعلانات التجارية، فبعد إعلانات إحدى شركات الألبان المثيرة للجدل في الأعوام الماضية، تبعه إعلان آخر لواحدة من شركات الاتصالات حمل ألفاظًا غير لائقة، ليحدث إعلان لشركة ملابس الجدل مرة أخرى، وكأن الدروس والعبر في الأعوام الماضية لم تكف، ما استدعى تحركًا برلمانيًا وشعبيًا، في انتظار قرار من المؤسسة المختصة بإدارة شؤون الإعلام في البلاد.

إعلان مثير!

يبدو أن شركة “قطونيل”، المتخصصة في الملابس الداخلية، لم تتحر وهي تقدم إحدى إعلاناتها، من حرج ما تقدمه من مادة دعاية، لمنتج ينبغي تناوله بشكل أكثر لياقة، فراحت تستعين بأداء أثار الكثير من الجدل، فضلًا عن الألفاظ الواردة في المحتوى الإعلاني.

على غرار أغنية “بنت الجيران”، التي أثارت الجدل، وفتحت نيران الانتقاد والقرارات الرسمية على ما يسمى بـ “أغاني المهرجانات” في مصر، جاءت كلمات الإعلان الاستفزازي، حيث تقول كلمات الأغنية: “ابن الجيران بغرامه مشغولة.. عليه عضلات وقوة ورجولة.. فنلاته عضلاته.. بيجاماته حركاته.. شراباته خطواته.. استكاته”.

الفنانة ميس حمدان، نالت القسط الأكبر من الهجوم الجماهيري، بسبب ظهورها في أحد الإعلانات الدعائية للملابس الداخلية للرجال، حيث كانت هناك جرأة في كلمات الأغنية التي قامت بغنائها ضمن العمل.

رد مقتضب

وفي أول تعقيب على الضجة المثارة حول إعلان قطونيل، تحفظت الفنانة ميس حمدان، بطلة الإعلان، على الرد المباشر على حالة الجدل على إعلانها، مشيرة إلى أنه صعب إرضاء كل الأذواق، وقالت: “اللي يعجبه يعجبه واللي يهاجم براحته”، ملقية بالمسؤولية عن فكرة الإعلان كونها جاءت من الشركة والمخرج هاني جمال، بحسب ما أورده موقع “صدى البلد”.

تحرك برلماني حازم

فيما اعتُبر خروجًا على التقاليد المجتمعية المألوفة، ولتضمنه ألفاظًا وحركات اعتبرها البعض خادشة للحياء، تقدم النائب البرلماني جون طلعت، بطلب إحاطة إلى رئيس مجلس الوزراء ووزارة الدولة لشئون الإعلام بشأن إذاعة مواد إعلانية خادشة للحياء عبر شاشات التلفزيون مع بداية شهر رمضان.

وأشار النائب إلى أن هناك حالة من الغضب سيطرت على عدد كبير من المواطنين بسبب إعلان شركة ملابس “قطونيل” والذي ظهرت فيه إحدى الممثلات تغني بعبارات غير لائقة، فضلا عن بعض الحركات المستفزة للمشاهدين.

وأوضح أن ما جاء في الإعلان يتنافى مع الآداب والأخلاق العامة ويندرج تحت جريمة خدش الحياء والتي جرمها القانون وحدد عقوبة لها.

وأشار إلى أنه جاء في المادة 306 مكرر (أ) من قانون العقوبات أن عقوبة مرتكب جريمة “خدش الحياء” الحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر ولا تجاوز سنتين، وغرامة لا تقل عن 500 جنيه ولا تزيد على ألفي جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، وذلك كل من تعرض لشخص بالقول أو بالفعل أو بالإشارة، على وجه يخدش حياءه.

وقال النائب: القانون أقر العقوبة في حال خدش حياء شخص واحد فما بالنا بإعلان يشاهده الملايين على مدار الساعة، ويحتوى على عبارات خادشة للحياء وأثارت غضب شريحة كبيرة من المواطنين.

وطالب جون طلعت باتخاذ قرار عاجل بوقف إذاعة الإعلان فورا على جميع القنوات الفضائية، وكذلك تطبيق القانون بتهمة خدش الحياء ضد الإعلان والمسئولين عنه.

وقال في طلبه: تطبيق القانون بحزم في مثل هذه التصرفات يكون رادعا للحد من انتشار هذا النوع من الإعلانات المرفوضة.

من جانبها، طالبت سوزي ناشد -عضو لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب- بضرورة وقف إعلان قطونيل فورًا وتطبيق العقوبات الموجوده بالقانون بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر ولا تجاوز سنتين، وغرامة لا تقل عن 500 جنيه ولا تزيد على ألفي جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين على صاحب الشركة.

وقالت “ناشد” -وفقًا لـ”صدى البلد”- إن هذا الأعلان يتنافى مع القيم والمبادى والذوق العام فى مصر وياتى تحت مسمى خدش الحياء ولذلك يجب تنفيذ العقوبات التى جاءت بالقانون حتى يكون عبرة لمن تسول له نفسه أن يقوم ببث هذه الإعلانات مره أخرى.

وشددت النائبة على ضرورة محاسبة المسؤلين عن هذا الإعلان وحجبه نهائيًا من العرض للمحافظة على القيم والمبادى التي تربى الشعب المصرى عليها.

المجلس الأعلى للإعلام

أما عن موقف الجهة المسؤولة عن إدارة ومتابعة شؤون الإعلام في مصر، فتستعد لجنة الشكاوى بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام خلال اجتماعها المقبل، لفحص إعلان شركة قطونيل.

في هذا السياق، أكد صالح الصالحي، عضو المجلس الأعلى للإعلام وعضو لجنة الشكاوى، أن لجان الرصد الخاصة بالمجلس رصدت عددا من المخالفات لإعلان قطونيل، الذي تقوم بغنائه الممثلة ميس حمدان.
 
وأضاف الصالحي، بحسب “البوابة نيوز”، أن لجنة الشكاوى ستجتمع يوم الثلاثاء القادم، وتناقش تلك المخالفات، لترى مدى مخالفتها للأكواد التي أقرها المجلس.

وشدد على أن كل عضو بلجنة الشكاوى سوف يبدي رأيه في الإعلان للخروج إما بتوصيات أو قرارات ملزمة للشركة صاحبة المنتج.

غضب جماهيري

حرص نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، على إبداء رأيهم وموقفهم من أزمة إعلان قطونيل المثير للغضب، وجاءت ردود أفعالهم على النحو التالي:


ربما يعجبك أيضا