مصر الأفضل.. اهتمام متزايد من المستثمرين بالإصلاح الحكومي في الأسواق الناشئة

أحمد السيد
العاصمة المصرية القاهرة

كشف سلوك المستثمرين في أسواق السندات، عن أن الإصلاح الحكومي يحظى بأهمية أكبر من السياسة النقدية في الأسواق الناشئة، والتي تعد مصر وتركيا أفضلهم أداء خلال العام الحالي.

منذ مطلع أبريل، بدأ المستثمرون في بيع كميات كبيرة من السندات مرتفعة العائد التي أصدرتها دول خففت حكوماتها إجراءات السياسة المالية العامة، بل ويسعى هؤلاء المستثمرون إلى شراء سندات ذات عائد منخفض أو سلبي حتى، طالما تبذل الدول المصدرة جهودًا لتحقيق الحذر المالي، وفق بلومبرج، اليوم الأربعاء 10 يوليو 2024.

إصلاحات مالية

يظهر ذلك في اتجاه الأداء خلال الربع الثاني من العام، فالدول الأفضل أداءً، ومن بينها الأرجنتين وتركيا ومصر، كلها تجري إصلاحات مالية، مقارنة بدول أخرى يتزايد فيها عجز الموازنة، مثل المكسيك والبرازيل.

وبحسب أدريان دو توا، مدير بحوث ائتمان الأسواق الناشئة في شركة “أليانس برنشتاين” فإن “آليات المالية العامة تتجه لأن تصبح محور اهتمام المستثمرين. يرجع ذلك – ضمن أسباب أخرى – إلى نتائج الانتخابات المفاجئة، وحقيقة التداخل بين السياسة وآليات المالية العامة. قد يُعزى ذلك أيضًا إلى شعور بأن التيسير النقدي قد لا يكون كبيرًا أو مجديًا في حالة الإبقاء على أسعار الفائدة لفترة أطول”.

مستثمرو السندات

منذ سنتين حتى مارس الماضي، دأب المستثمرون في سندات الأسواق الناشئة على السعي وراء العائدات المرتفعة، وقدمت الدول التي كانت بنوكها المركزية أكثر تشدداً في السياسة النقدية أفضل العائدات.

السندات بالعملة المحلية

خلال تلك الفترة، حصل المستثمرون في السندات بالعملة المحلية في المكسيك على عائد نسبته 37%، وبلغ العائد في البرازيل 22%، فيما وصل في بولندا وكولومبيا إلى 18%. أما الدول الأسوأ أداءً، مثل تركيا والأرجنتين وجنوب إفريقيا، فتمت معاقبتها نظرًا للتيسير المفرط في سياساتها النقدية.

منذ ذلك الوقت، دفعت عودة تقلب أسعار العملات مديري الأصول إلى تغيير مسارهم، واعُتبرت علاوات المخاطرة عاملًا مهمًا مجددًا، مع إطلاق العنان لاستراتيجيات التجارة بفوارق معدلات الفائدة، فيما سجل العائد الإضافي للسندات الحكومية المقومة بالدولار على عائد سندات الخزانة الأمريكية أكبر ارتفاع فصلي منذ 2022.

حاليًا، تجني الحكومات التي تتخذ قرارات صعبة بشأن سياسة المالية العامة المنافع الأكبر. فأصبحت الأرجنتين، على سبيل المثال، صاحبة الأداء الأفضل في السندات المقومة بالعملات المحلية خلال الربع المنتهي في يونيو، بعد أن تغلب الرئيس خافير ميلي على عقبات للحصول على موافقات لتطبيق إجراءات ضريبية من شأنها أن تساعد الدولة في تحقيق أهدافها المالية والسيطرة على التضخم الجامح.

ربما يعجبك أيضا