مصر و”حقول الغاز”.. عامان متبقيان على “حلم العودة”

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:
القاهرة – شهدت الأيام الأخيرة لقاءات عدة بين الحكومة المصرية والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مسؤولي شركة “إيني” الإيطالية والتي تعد من أهم الشركات العاملة في قطاع البترول والغاز المصري، حيث أن الشركة تعمل في عدد من الحقول الهامة على رأسها حقل ظهر وحقل نورس، إضافة إلى أعمالها في التنقيب عن البترول بالصحراء الغربية وسيناء.

وبحث المسؤولون المصريون مع مسئول الشركة الإيطالية، الأنشطة في مجالات البحث والاستكشاف والإنتاج في مصر، والموقف التنفيذي لاستكمال باق مراحل مشروع تنمية حقل ظهر، وما تم إنجازه من أعمال إنشائية في وحدات معالجة الغازات بالمحطة البرية في بورسعيد.

“سوق واعدة”

أشاد كلاوديو ديسكالزي الرئيس التنفيذي لشركة “إيني” الإيطالية، بما تحقق من نتائج أعمال متميزة والتعاون المثمر مع قطاع البترول المصري، مؤكدا ثقة “إيني” في مناخ الاستثمار في مصر، إذ خصصت الشركة 70% من حجم استثماراتها عالميا للاستثمار في مصر، كونها “سوق واعدة وجاذبة للاستثمار.

وأشار رئيس الشركة الإيطالية أن حجم الاستثمارات التي تم ضخها في حقلي نورس وظهر بلغ حتى الآن 8.4 مليار دولار، ومن المخطط ضخ 3 مليارات دولار إضافية خلال المرحلة المقبلة.

وأشار وزير البترول المصري طارق الملا، خلال لقائه برئيس شركة “إيني” والمهندس أنطونيو فيلا مدير أنشطة البحث والاستكشاف بالشركة، والمهندس فابيو كافانا مدير عام الشركة، إلى أن هناك تعاونا وتنسيقا كاملا مع شركة “إيني” الإيطالية وشركات البترول المصرية بتروبل وبتروجت وإنبي وخدمات البترول البحرية، للتعجيل والإسراع بمعدلات التنفيذ لباقي مراحل المشروع.

ولفت الوزير المصري إلى أن اللقاء تناول موقف تنفيذ الأعمال لاستكمال مشروع تنمية حقل نورس وخطة الحفر المستهدفة للحقل الجديد “نور” الواعد في منطقة البحر المتوسط.

“الالتزام بالجدول الزمني”

وشدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه برئيس شركة “إيني” على ضرورة الالتزام بالجدول الزمني المُحدد لتطوير حقل “ظُهر” ومعدلات إنتاجه، موجهاً وزارة البترول والجهات التابعة لها بمواصلة التعاون المكثف مع الشركة وتذليل أى عقبات قد تواجه أعمال تنمية الحقل.

وأضاف المُتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية المصرية أن الرئيس التنفيذي لشركة “إيني” استعرض خلال اللقاء الموقف التنفيذي للأعمال التي تقوم بها الشركة الإيطالية في حقل “ظُهر” بالمياه المصرية في البحر المتوسط، وذلك بالتعاون مع عدد من الشركات المصرية.

وتطرق ديِسكالزي خلال اللقاء إلى المشروعات المتعددة التي تُنفذها الشركة الإيطالية في مصر، والتي تتضمن تطوير حقل “نورس” بدلتا النيل، مؤكدا حرص الشركة على الاستفادة من الفرص الواعدة المتوفرة بقطاع الطاقة المتجددة في مصر.

“حلم التصدير”

ويبدو أن الحلم المصري بوقف استيراد الغاز والعودة إلى تصديره مجددا اقترب كثيرا، حيث توقع تقرير صادر عن معهد أكسفورد لدراسات الطاقة، أن تتمكن مصر من مضاعفة إنتاجها الحالي من الغاز الطبيعي، في ظل الاكتشافات التي حدثت أخيرا وبدأت عمليات الإنتاج منها، وأن تؤدي المشروعات الجديدة إلى تحقيق التوازن بين الإنتاج والطلب على الغاز محليا حتى أوائل عام 2020، قبل أن تعود مصر لتصدير الغاز.

وقال إنه ليس من المرجح أن تستعيد مصر وضعها السابق في تصدير الغاز الطبيعي، متوقعا أن تستمر عمليات التصدير لأقل من 10 سنوات قبل أن “تنخفض بسرعة”، وأن تؤدي الاكتشافات الجديدة في قطاع الغاز المصري إلى إنتاج فوائض وتصديرها وبالتالي تحسين معدل استخدام البنية التحتية في المستقبل، “قد يستغرق من 5 إلى 10 سنوات قبل أن يتم تصدير أي إمدادات إضافية جديدة”.

ولفت التقرير إلى أن مصر من أكبر أسواق الطاقة في إفريقيا والشرق الأوسط، وتتمتع ببنية تحتية واسعة النطاق خاصة فى مجال الغاز الطبيعى لكنها غير مستغلة حاليا بشكل كبير رغم أنها الأضخم في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، مكملا: “تتألف تلك البنية من محطتى تسييل وتصدير الغاز الطبيعي وخطين للغاز عبر الحدود بطاقة إجمالية تبلغ 35 مليار متر مكعب”.

ربما يعجبك أيضا