مظاهرات في السنغال.. المناخ السياسي يزداد سخونة قبل الانتخابات

شروق صبري
أحداث السنغال

احتجاجات دامية في السنغال بعد حل حزب المعارضة واعتقال زعيمها، فهل البلاد مقبلة على مرحلة من الفوضى؟


قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الإجراءات القانونية الأخيرة ضد زعيم المعارضة السنغالية أشعلت أكبر موجة من العنف السياسي في التاريخ الحديث.

وحلّت سلطات داكار حزب المعارضة الرئيس، واحتجزت زعيمه، عثمان سونكو، بتهمة التحريض على التمرد، ما تسبب في جولة جديدة من الاحتجاجات في في الدولة الساحلية الواقعة غرب إفريقيا، قتل خلالها شخصان.

أحداث السنغال

أشارت الصحيفة الأمريكية، في تقرير يوم أمس الثلاثاء 1 أغسطس 2023، إلى تصريحات وزير الداخلية السنغالي، أنطوان فيليكس عبدالله ديومي، حين قال إن شخصين آخرين قُتلوا وأصيب 5 عندما ألقى مهاجمون زجاجات حارقة داخل حافلة تقل الركاب في العاصمة داكار. ولم يوضح المسؤول عن الهجوم أو ما إذا كانت دوافعه سياسية.

من جانبها منعت الحكومة بعض خدمات الإنترنت وحركة الدراجات النارية، يوم الاثنين 31 يوليو، قبل إعلان حل حزب سونكو السياسي، وإلقاء  القبض على أعضائه في الانتفاضات، التي أدت إلى سقوط قتلى وتدمير الممتلكات.

أحداث السنغال

أحداث السنغال

مظاهرات حاشدة

في 28 يوليو، اعتقل سونكو فجأة، بعد أن تحصن في منزله منذ الشهر الماضي، في انتظار بدء عقوبة في قضية اتهمته فيها امرأة تعمل في صالون للتدليك بالاغتصاب. ورغم تبرأته من هذه التهمة، أدين بـ”إفساد الشباب” في محاكمة وصفها أنصاره بالسياسية لمنعه من الترشح للرئاسة.

وقاد سونكو، عمدة مدينة زيغينشور الجنوبية، البالغ 49 عامًا، معارضة قوية لرئيس البلاد، ماكي سال، وهو حليف غربي رئيس في منطقة زلزلتها سلسلة من عمليات الانقلابات العسكرية. وتعهد، وهو مفتش ضرائب سابق، بمحاربة الفساد وناشد شباب البلاد بدعمه، وكذلك دعا المتظاهرين إلى الخروج للشوارع، وطرد الرئيس من القصر وسحبه إلى الخارج.

تهمة التمرد

أعلن سونكو، نهاية الأسبوع، أنه مضرب عن الطعام. إلى أن وجهت إليه تهمة التمرد، ما أثار غضب أنصاره مرة أخرى. في حين دعت وزارة الداخلية إلى الهدوء، وقالت إن السلطات تتخذ خطوات “للحفاظ على السلام والهدوء”.

وتأتي الجولة الأخيرة من التوترات، بعد شهرين من مقتل 16 شخصًا خلال مظاهرات ضد محاكمة سونكو. ودفع الحكم ضده بالسجن لمدة عامين لإفساد آلاف من الشباب إلى خروج العديد من المواطنين إلى شوارع داكار ومدن سنغالية أخرى، ما دفع سلطات البلاد إلى نشر الجيش، وحجب وسائل التواصل الاجتماعي لعدة أيام.

أحداث السنغال

أحداث السنغال

اتجاه البلاد نحو العنف

وفق الصحيفة الأمريكية، أثارت محاولات الحكومة لكبح جماح سونكو وأنصاره مخاوف بشأن مستقبل البلاد، وواجهت انتقادات من رئيسة الوزراء السابقة، أميناتا توري، التي قطعت العلاقات العام الماضي مع الرئيس ماكي سال، وأعلنت لاحقًا أنها سترشح نفسها للرئاسة.

وقالت توري: “بلدنا يشهد تراجعًا ديمقراطيًّا غير مسبوق في تاريخنا السياسي”. وأعربت عن أسفها لخسارة المكاسب الديمقراطية التي تحققت في السنغال، من خلال النضال الشاق عبر أجيال من الرجال والنساء الملتزمين.

الانتخابات الرئاسية

من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في فبراير 2024، وأعرب الرئيس الحالي أنه قد يترشح لولاية ثالثة، على الرغم من أن دستور البلاد يقصر الرؤساء على فترتين.

لكن بعد الكثير من التكهنات، أعلن الشهر الماضي أنه لن يترشح مرة أخرى، ما أكسبه إشادة من الشركاء الإقليميين والدوليين، وأعاد الهدوء مؤقتًا إلى السنغال.

وعلى الرغم من التهم القانونية الموجهة إلى سونكو، يقول الخبراء إنه من الممكن أن يكون مؤهلاً للترشح للرئاسة.

اقرأ أيضًا| السنغال تقرر حلّ حزب معارض

اقرأ أيضًا| السنغال تتهم زعيم المعارضة بالتخطيط لتمرد

ربما يعجبك أيضا