معارض لنتنياهو ناجٍٍٍٍِ من المحرقة.. من هو القاضي أهارون باراك؟

عبدالمقصود علي
القاضي الإسرائيلي أهارون باراك

القاضي المعروف أهارون باراك، يستقيل من منصبه، بعدما دافع عن إسرائيل المتهمة بارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة من جنوب إفريقيا، أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي.

نجا باراك من الإبادة (المحرقة) عام 1941، مختبئًا في حقيبة أسفل عربة كانت تمر عبر بوابات الحي اليهودي في كاوناس، بليتوانيا، عشية تصفية يهود المدينة البالغ عددهم 37000 على يد النازيين.

“لم أخف الموت أبداً”

كان عمر أهارون (87 عامًا) حينذاك 5 سنوات، عندما تمكنت والدته من تهريبه إلى الخارج، ليختبئ مع عائلة تعيش خارج المدينة، ما سمح له في نهاية المطاف، البقاء على قيد الحياة، بحسب مجلة “ماريان” الفرنسية.

هاجر باراك ووالديه إلى فلسطين، التي كانت تحت الانتداب البريطاني عام 1947، أي قبل عام من تحويلها إلى إسرائيل، وبعد مرور ما يقرب من 80 عاما، من نجاته، التي وصفها بالمعجزة قائلاً: “منذ تلك الحادثة لم أخف الموت أبداً”، وُضع هذا القاضي في اختبار مذهل.

أهارون، الرجل الذي ينظر إليه على أنه يجسد القانون في الدولة العبرية وخارج الحدود، كان عليه الشهر الماضي، إلى جانب 16 قاضيا آخرين أن يجيبوا على السؤال التالي: هل إسرائيل مذنبة بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية؟

المدعي العام

في سياق الحرب الجارية ضد حماس منذ أكتوبر الماضي، اختار الرئيس السابق للمحكمة العليا في إسرائيل، الوقوف مع حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وقال لصحيفة “جلوبال أن ميل” الكندية نوفمبر 2023: “قد يكون قتل 5 أطفال أبرياء متناسبًا لاستهداف زعيمهم، وما نفعله هو منعهم من القيام بذلك مرة أخرى”.

القاضي الإسرائيلي أهارون باراك

القاضي الإسرائيلي أهارون باراك

كما لا يرى الرجل، أي مشكلة في تعليق إمدادات الوقود في القطاع الفلسطيني، مشيرا إلى أن هجوم حماس في 7 أكتوبر “أسوأ” مما شهده عام 1944.

بين عامي 1975 و1978، شغل باراك منصب المدعي العام الإسرائيلي، وفي عام 1978 تم تعيينه في المحكمة العليا الإسرائيلية وأصبح رئيسًا لها من عام 1995 إلى 2006 عندما تقاعد.

اتخذت المؤسسة في هذه الفترة منحى أكثر “نشاطاً”، وبالتالي، رفضت أو أضعفت عشرات القوانين التي اقترحتها الحكومة، لا سيما فيما يتعلق بمسائل المساواة في الحقوق للفلسطينيين أو مجتمع مثلي الجنس.

“حبة سامة”

كذلك في عهده جعل باراك الوصول إلى المحكمة العليا أكثر سهولة، حيث أصبح بإمكان أي شخص يرغب في تقديم شكوى الذهاب إلى هناك بحرية، بل كرّس حياته لهذه القلعة التي أقسم نتنياهو وأتباعه على هدمها.

خلال الأشهر الـ 9 من المظاهرات التي سبقت مأساة 7 أكتوبر، كان أهارون بوصلة مئات الآلاف من الإسرائيليين المعادين للإصلاح القضائي الذي أراد رئيس الوزراء فرضه وأطلق عليه هذا القاضي “حبة سامة ستكون بداية نهاية إسرائيل!”.

محكمة العدل الدولية

محكمة العدل الدولية

وفي يناير، عينت إسرائيل باراك بمنصب قاض منتدب من جانبها في “العدل الدولية” للدفاع عنها في القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا، وبعد 5 أشهر و”لأسباب شخصية وعائلية”، بحسب إعلام عبري، أعلن هذا القاضي استقالته من منصبه ممثلاً لإسرائيل في المحكمة التي قضت في مايو بأغلبية 13 قاضياً مقابل اثنين (أحدهما باراك) بضرورة انسحاب إسرائيل من رفح ووقف أنشطتها العسكرية هناك.

ربما يعجبك أيضا