«معاريف»: الإمارات أصبحت إمبراطورية.. وإسرائيل تسير في الاتجاه المعاكس

رؤية
الإمارات

نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية، مقالًا للصحفي والكاتب والمحلل الإسرائيلي البارز بن كسفيت، يشرح فيه ما حققته دولة الإمارات العربية المتحدة من إنجازات خلال فترة وجيزة جعلها دولة تقدمية نموذجية، تتطور بشكل مثالي، رائدة في العديد من المجالات، جاذبة للاستثمارات والتطورات والسياحة والتقدم التكنولوجي، موضحًا أن دول العالم كله أصبحت تطمح بأن تصبح مثل الإمارات بعد 50 عامًا.

وأضاف أنه على الرغم من أن دولة الإمارات، التي تضم دبي وأبوظبي وخمس إمارات أخرى، دولة إسلامية، ولكنها ليست منغلقة، وليست متشددة وليست محافظة، بل على العكس، دولة قررت أن الدين له مكانته فيها، لكن التنمية والتقدم والحياة ستواصل التقدم فيها، كمنارة ترشد البشر.

قصة نجاح عالمية

أشار بن كسفيت إلى أن الإمارات هي قصة النجاح العالمية الأكثر إثارة للدهشة في عصرنا، فهي دولة كانت حتى ستينيات القرن الماضي تعيش على صيد اللؤلؤ وزراعة التمور وتسكنها قبائل بدوية متفرقة، ونالت استقلالها عن بريطانيا عام 1971، وقرر حكامها أن يكونوا متنورين وتقدميين ومنفتحين ومتعلمين وقياديين دون أن يتعارض أو يضر ذلك بإسلامهم وإيمانهم.

ولفت إلى أن دولة الإمارات حققت حلمها وأصبحت إمبراطورية، ليس على المستوى الإقليمي فقط، بل عالميًّا، ميناؤها البحري هو الأكبر في العالم، رجال أعمالها يقودون ويفتحون آفاقًا جديدة في عشرات المجالات، فهي تهيمن على حوالي ربع حركة الحاويات البحرية في العالم، وهي محطة العبور الضرورية للتجارة من الصين والهند، وهي نقطة جذب للتميز التكنولوجي والأعمال التجارية الدولية.

وأوضح أن الإمارات قطعت شوطًا طويلًا وهامًا من التزامها الديني المنغلق إلى نقطة جذب لريادة الأعمال والإدارة والتكنولوجيا والتعليم العالي والتميز، واتبعت هذا المسار على مدى العقود العديدة الماضية بسرعة مذهلة.

إسرائيل عكس الاتجاه

عقد بن كسفيت مقارنة بين التطور الذي حققته الإمارات وما تشهده إسرائيل من تراجع ملحوظ في العديد من المجالات، قائلًا “من ناحية أخرى، كانت إسرائيل تتبع المسار المعاكس منذ عدة سنوات: من منارة تكنولوجية لريادة الأعمال والتنمية والتعليم واختراق جميع الحدود والظروف الإنسانية، أصبحت الآن تغرق في مستنقع الدولة المتطرفة دينيا، وتستبدل التكنولوجيا بالمعجزات الإلهية، والعقلانية البشرية بالتعصب”.

النزاهة الإماراتية

شدد الكاتب الإسرائيلي على نزاهة المسؤولين في دولة الإمارات، حيث لا مكان لتعيين الأقرباء أو أفراد لعائلة أو أصحاب المحسوبيات، فقط المناصب التنفيذية للأشخاص الأكثر ملاءمة وموهبة وتعليمًا ومهارة لهذا المنصب.

دبي العالمية

روى الكاتب الإسرائيلي تجربته خلال زيارته لمدينة دبي قائلًا: “أمضيت هذا الأسبوع في دبي كسائح، هنا يتواجد كل ما هو موجود في نيويورك وميامي ولوس أنجلوس ولندن وباريس، لكنه أكبر وأحدث وأفضل وأكثر كفاءة ونظافة، صحيح أن برج إيفل ليس هنا، كما أن المقاهي تفتقر إلى النكهة الباريسية الحقيقية، لكنهم قاموا في عام 2010 ببناء أطول برج في العالم، مدنهم مذهلة في روعتها، لديهم هنا امتداد لمتحف اللوفر، مطاعم تتمتع بنجوم تقدير عالمية، كالمطاعم القائمة على شاطئ البحر، ومراكز تسوق وتجربة سياحية لا أتذكر أنني عشت مثلها من أي مكان آخر في العالم”.

دور المرأة في الإمارات

قال بن كسفيت: “إنهم يقودون العالم العربي في كل ما يتعلق بالمرأة. لقد أدرك حاكمهم المستنير، الشيخ محمد بن زايد، أن مثل هذه الأمة الصغيرة لا يمكنها أن تتخلى عن نصف قوتها البشرية، الإمارات مليئة بالنساء في المناصب الرئيسة والإدارية، وكذلك في المناصب السياسية، إذا لم يتم انتخاب عدد كافٍ من النساء لعضوية البرلمان، فإن الشيوخ يكملون العدد على حساب حصص التعيين الخاصة بهم، بحيث يكون عدد النساء والرجال في البرلمان متساويًا. والأمر نفسه ينطبق على الحكومة نفسها”.

وأضاف: “صحيح أن هناك الكثير من النفط والكثير من الغاز هنا في الإمارات، لكن الشيخ بن زايد قال في محاضرة ألقاها عام 2015 أمام المنتدى الاقتصادي العالمي إنه يحلم باليوم الذي تصدر فيه الإمارات آخر برميل من النفط إلى العالم وتعتمد على اقتصادها الآخر المتطور والرائد والتكنولوجي. ذلك اليوم ليس ببعيد”.

الإمارات تقود إقليميًّا

أكد بن كسفيت أن دولة الإمارات العربية المتحدة تبذل جهدًا هائلًا لتصبح “الأب” الإقليمي في كل المجالات، حيث نجحت في ذلك، وهي تستثمر رؤوس أموال ضخمة في جميع فروع الاقتصاد المتجدد “تكنولوجيا المياه، والتكنولوجيا الغذائية، والتكنولوجيا الزراعية، والتكنولوجيا المالية، والصحة، والاتصالات، والنقل”، وهذه ليست استثمارات جامحة ومتناثرة، كل شيء محسوب، وكل شيء مخطط له، ويتم تنفيذ كل شيء وفقًا لنفس المبادئ الصارمة للإدارة العليا من قبل أفضل المحترفين في العالم.

وقال إن حكام الإمارات أدركوا أن التسامح هو المفتاح لجذب العالم كله لزيارة بلادهم والاستثمار فيها، كما أن لديها برنامج فضائي، حيث أطلقوا في عام 2020 مركبة فضائية لمهمة بحثية حول المريخ.

ربما يعجبك أيضا