معضلة إندونيسيا في قمة مجموعة العشرين.. ما القصة؟

أحمد ليثي

الصراع بين أوكرانيا وروسيا أحدث تحولًا في بؤرة تركيز العالم الدولي اليوم، لأن أوكرانيا مصدر القمح في كامل القارة الأوروبية، وبالتالي قادرة على التسبب بأزمة اقتصادية


قالت سفيرة روسيا في جاكرتا، ليودميلا فوروبييفا، اليوم الأربعاء 30 مارس 2022، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتزم حضور قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها إندونيسيا هذا العام.

ووفق وكالة رويترز الإخبارية، أوضحت مصادر مشاركة في المناقشات إن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين يدرسون طرد روسيا من مجموعة العشرين للاقتصادات الرئيسية بعد غزوها لأوكرانيا، وأدانت السفيرة الروسية هذه الإجراءات قائلة إن الغرب يحاول طرد روسيا من العديد من المنظمات.

ما مجموعة العشرين؟

وفق تقرير خبيرة العلاقات الدولية، إيكا كهاياني، المنشور يوم الأحد 27 مارس في مودرن ديبلوماسي، فإن مجموعة العشرين هي منتدى تعاون دولي يتكون من 19 اقتصادًا عملاقًا وممثلين عن الدول المتقدمة والنامية بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، صُمم للتعامل مع الأزمات الاقتصادية العالمية مثل تلك التي حدثت في 1997-1998 و2007-2008.

وتذكر كهاياني أن جائحة كورونا تسببت في تباطؤ النمو الاقتصادي في بداية 2020، بسبب إغلاق جميع البلدان للحدود وتقليل حجم التجارة الخارجية، لذلك، تحاول هذه الدورة من المنتدى تشجيع جميع الدول الأعضاء على العمل معًا من أجل انتعاش اقتصادي مستدام بعد الوباء العالمي، وعدالة توزيع اللقاحات.

ما التحدي الذي يواجه إندونسيا؟

يقول تقرير يوليوس بوروادي هيرماوان، المنشور أواخر فبراير 2022 في موقع مؤسسة هاينريش بول، إن  التحدي الذي يواجه رئاسة إندونيسيا في مجموعة العشرين ليس فقط مسألة استعادة الاقتصاد العالمي بسبب جائحة كورونا، لكن الصراع بين أوكرانيا وروسيا أحدث تحولًا في بؤرة تركيز العالم الدولي اليوم، لأن أوكرانيا مصدر القمح في كامل القارة الأوروبية.

يوضح هيرماوان في تقريره أن أوكرانيا ستكون محور اهتمام المنتدى ولن تستطيع إندونيسيا تغيير ذلك،  خاصة مع انعدام الأمن في أوروبا، لكن المثير للاهتمام هو أن روسيا عضو في مجموعة العشرين وستحضر أيضًا منتدى مجموعة العشرين الذي سيعقد في بالي، إندونيسيا في نهاية عام 2022 وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا لإندونيسيا.

صراعات داخل المنتدى

نوهت إيكاهاني في تقريرها أن الانقسامات داخل مجموعة دول مجموعة العشرين واضحة جدًا، فالصين ترفض حظر روسيا من حضور المنتدى، فيما امتنعت الهند أيضًا عن إدانة روسيا في قرارات الأمم المتحدة المختلفة، مشيرة إلى الاتجاهات السياسية المختلفة بين كل من أعضاء مجموعة العشرين، ما يضع إندونيسيا في وقف معقد لأنها غير متأكدة مما إذا كانت ستدعو روسيا.

وأوضحت أن إندونيسيا ستركز في أيام المنتدى على  النظام الصحي العالمي، والانتقال للطاقة المستدامة، والاقتصاد الرقمي، وهذا ما أكده البيان الذي أدلى به سفير إندونيسيا لمجموعة العشرين، ديان تريانسياه دجاني ونقلته مودرن ديبلوماسي، ذاكرًا أن الهدف من القيادة الإندونيسية هي بناء جسور بين مصالح البلدان المتقدمة والنامية.

هل تغير إندونيسيا توجهها؟

أوضح هيرماوان في تقريره، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون أعربا عن دعمهما لإخراج روسيا من مجموعة العشرين في تصريحات صحفية، كما أيد القرار مجموعة السبع وبعض أعضاء حلف الناتو.

ومن جهة أخرى، يمكن لإندونيسيا أن تركز على سياسات أكثر شمولًا، وتنحي جانباً الخلافات السياسية حول وجود روسيا وغيابها  لمجموعة العشرين، للانتقال إلى شكل تعددي وفعال من التعاون العالمي يكون شاملًا وفعالًا مع مواجهة التحديات المتطورة للحوكمة العالمية.

ربما يعجبك أيضا