معلومات جديدة.. هكذا قتلت إسرائيل مواطنيها يوم السابع من أكتوبر

أدلة وبراهين جديدة تشير إلى تورط إسرائيل في مقتل مواطنيها

محمد النحاس

كانت روايات إسرائيل الكاذبة على مدار الأسابيع الماضية تمهيدًا للمجازر المروعة التي تحدث في قطاع غزة منذ أكثر من 40 يومًا.


أكد تحقيق للشرطة الإسرائيلية أن مروحيات أباتشي الإسرائيلية قتلت العديد من المواطنين الإسرائيليين في مهرجان نوفا للموسيقى ومحيطه.

وأوضح أن الفصائل الفلسطينية لم تكن على علم مسبق بأمر المهرجان، كما اعترفت الحكومة الإسرائيلية بأن 200 من الذين أحصتهم كضحايا إسرائيليين كانوا في الواقع من المقاتلين الفلسطينيين الذين قتلتهم قواتها في 7 أكتوبر.

استهداف إسرائيل لمقاتلي الفصائل والرهائن

وفق الكاتب والصحفي والمراسل العسكري الأمريكي، كريس هيدجز، قرر الجيش الإسرائيلي استهداف، ليس مقاتلي حماس فحسب، بل الأسرى الإسرائيليين معهم، وفقًا لما نشر موقع “ذا جراي زون” الأمريكي.

وقال عضو الفريق الأمني لكيبوتس بئيري، توفال إسكابا، للصحافة الإسرائيلية، إنه أنشأ خطًا ساخنًا للتنسيق بين سكان الكيبوتس والجيش الإسرائيلي، مردفًا في تصريحًا لصحيفة هآرتس العبرية أن القادة الميدانيين اتخذوا قرارات صعبة، بما في ذلك قصف المنازل على ساكنيها من أجل القضاء على الإرهابيين والرهائن”.

وذكرت الصحيفة أن القادة الإسرائيليين “اضطروا إلى شن غارة جوية ضد منشآتهم داخل معبر إيريز إلى غزة من أجل صد الإرهابيين الذين سيطروا على المنطقة”، وكانت تلك القاعدة تضم ضباطًا وجنودًا إسرائيليين.

بروتوكول هانيبال

ليس هذا بالأمر المستغرب ي عام 1986، وضعت إسرائيل سياسة عسكرية أطلق عليها اسم “بروتوكول هانيبال”،  ويهدف هذا التوجه إلى منع وقوع القوات الإسرائيلية “أسرى في يد العدو” من خلال الاستخدام المفرط للقوة، حتى على حساب قتل الجنود والمدنيين الأسرى حسب خبير الشأن الإقليمي، أحمد عبد الرحمن في تصريحات أدلى بها لشبكة رؤية الإخبارية.

وجرى تنفيذ البروتوكول خلال الهجوم الإسرائيلي على غزة عام 2014، المعروف باسم عملية الجرف الصامد، بعد أسر مقاتلي حماس في 1 أغسطس 2014 جنديًّا إسرائيليًّا يدعى هدار جولدن. ورداً على ذلك، أسقطت إسرائيل أكثر من 2000 قنبلة وصاروخ وقذيفة على المنطقة التي كان محتجزاً فيها، ما أدى إلى مقتل جولدن بالإضافة إلى أكثر من 100 مدني فلسطيني، وفق ما ذكر خبير الشأن الإقليمي.

أكاذيب إسرائيل مهدت للإبادة في غزة

تنقل “ذا جراي زون” عن الصحفي الأمريكي، ماكس بلومنثال، قوله “سمعنا قصصًا كاذبة عن أجنة تم قتلهم في أرحام أمهاتهم، واغتصاب جماعي للنساء”، مردفًا ردد بايدن قصة الـ 40 طفلاً مقوطوعي الرؤوس وزعم أنه رأي صورًا.. كل هذه “الأكاذيب” تكررت من أجل تبرير “الإبادة الجماعية التي تجري الآن في غزة”، وفق الموقع.

وفقًا لبلومنثال، فإن هذه أكاذيب الرواية الإسرائيلية، هي التي مهدت لارتكاب عمليات القتل والفظائع الفعلية في غزة، وإبادة عائلات عن بكرة أبيها في القطاع، ناهيك عن الهجمات المروّعة على المستشفيات والمراكز الطبية.

بحسب الصحفي الأمريكي، الذي أعد تحقيقًا فنّد فيه أكاذيب الرواية الإسرائيلية الرسمية، فقد بدأ تحقيقه عندما بدأت الشهادات تتسرب إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية والتي تناقض القصة الرسمية ليوم الـ 7 من أكتوبر.

استخدام إسرائيل للقوة المفرطة

الرواية الرسمية التي قالتها حكومة نتنياهو، للأمريكيين والإسرائيليين، هي أن مقاتلي الفصائل اجتاحوا جنوب إسرائيل وبدأوا في إطلاق النار وقتل الناس بشكل عشوائي، وقيدوا عائلات بأكملها في منازلهم، ثم أحرقوهم جميعًا، وأحرقوا السيارات.

لكن ما توصل له بلومنثال من خلال الشهادات، وتحليل الصور ومقاطع الفيديو التي طرحها وزير الخارجية الإسرائيلي ووزارة الخارجية ومكتب رئيس الوزراء يشي برواية مغايرة تماماً حيث استخدمت إسرائيل القوة المفرطة مع مواطنيها.

ووفق ما كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية حديثًا، فإن المروحيات الإسرائيلية هي التي أطلقت النار متسببةً في إصابة بعض الجمهور والمشاركين في الحفل الموسيقى (مهرجان نوفا)، وأضافت الصحيفة فيما نقلته عن مصادر شرطية، وبحسب تقديرات مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى، فإن حماس لم تكن علم علم بالحفل.

من قتل المدنيين الإسرائيليين؟

يؤكد ما سلف إفادة المستوطنة الإسرائيلية ياسمين بورات التي احتجزها المقاتلين الفلسطينيين خلال الهجوم، حيث قالت إن المدنيين الإسرائيليين قتلوا على يد القوات الإسرائيلية خلال حوار لها مع الإذاعة الإسرائيلية 15 أكتوبر، حيث قالت: “لقد قضت (القوات الإسرائيلية) على الجميع، بما في ذلك الرهائن خلال تبادل كثيف لإطلاق النار، وحتى بقصف من الدبابات”.

وأضافت بورات: “كنت هادئة، وأعلم أن شيئا لن يحدث لي”، وأوضحت أنه على الرغم من أن المقاتلين كانوا يحملون أسلحة معبأة إلا أنها لم ترهم يطلقون النار على الأسرى أو يهددونهم بالسلاح. وكانوا يزودونهم بالمياه خلال فترة الاحتجاز.

وقد شاهدت صديقة لها، التي قيد آسروها يديها، تتعرض لإطلاق النار من قبل القوات الخاصة الإسرائيلية، “ثم قاموا بإلقاء قذيفتي دبابة على المنزل الذي كانت فيه” حسب شهادتها.

كذب بلا هوادة

يخلص الصحفي الأمريكي بلومنثال أنه بالنظر إلى صور كيبوتس بئيري فإنها تشبه تلك المنازل التي تعرضت لقصف المدفعية والدبابات الإسرائيلية في غزة، مضيفًا “من غير الممكن أن يكون بمقدور مسلحي حماس أن يلحقوا هذا القدر من الضرر باستخدام أسلحة الخفيفة مثل الكلاشينكوف وبعض قطع الآر بي جي”.

بحسب ماكس بلومنثال، الذي ذهب لغزة للمرة الأولى في عام 2014، فقد كانت الصور التي نشرتها إسرائيل مشابهة لمشهد رآه بالفعل لكن في غزة، حيث قصف القوات الإسرائيلية سيارة ما أدى لتحفم كامل للجثة.

ويشير في هذا الصدد لاختفاء مجلد نشره أحد النشطاء الإسرائيليين كان يحوي صورًا لما قيل إنها “فظائع الـ 7 من أكتوبر” ويفسر ماكس ذلك بأنهم خلصوا إلى أن عدد كبير من الصور كانت إما مزيفة أو مشاهد لمقاتلي الفصائل قتلوا بصواريخ إسرائيلية، مضيفًا “إنهم يكذبون بلا هوادة”.

ربما يعجبك أيضا