مع استمرار القتال.. السودان على أعتاب كارثة صحية

السودان على أعقاب الكارثة مع اقتراب النظام الصحي من الانهيار

دخلت الحرب في السودان أسبوعها الثالث مع تزايد الخسائر في البنى التحتية ومخاطر انهيار القطاع الصحي.


تتراكم أكوام الجثث في شوارع العاصمة السودانيةالخرطوم، على وقع الاشتباكات المسلحة التي دخلت أسبوعها الثالث.

وقالت صحيفة الجارديان البريطانية إن النقص الحاد في السلع الأساسية بما في ذلك الماء والغذاء والوقود بدأ يتزايد وسط تصاعد العنف، الذي قتل حتى الآن أكثر من 500 شخص. في حين يعمل الأطباء مع استمرار المعارك على الرغم من وقف إطلاق النار الهش.

السودان على أعقاب الكارثة مع اقتراب النظام الصحي من الانهيار

السودان على أعتاب الكارثة مع اقتراب النظام الصحي من الانهيار

 انتشار الأمراض بالسودان

ارتفعت حالات الإصابة بأمراض خطيرة، مع انقطاع إمدادات المياه في أجزاء من الخرطوم، وسعى اليائسون لتخفيف عطشهم عن طريق الشرب مباشرة من نهر النيل، وفق ما نقلته الصحيفة البريطانية.

وحذّرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أن أكثر من 800 ألف شخص في السودان قد يفرّون إلى الدول المجاورة، وقال أطباء ومنظمات إغاثة إنه مع تزايد عزلة المدنيين في جميع أنحاء العاصمة السودانية ونفاد الإمدادات الحيوية، فإن نظام الرعاية الصحية في البلاد على وشك الانهيار.

اقرأ أيضًا| قائد قوات الدعم السريع: نسيطر على الخرطوم بشكل شبه كامل

إغلاق المستشفيات

انتقلت العديد من الخدمات الأساسية وعمليات الإجلاء إلى مدينة بورتسودان، على بعد 500 ميل على ساحل البحر الأحمر، التي أصبحت بمثابة العاصمة الإدارية المؤقتة، وآوى إليها الآلاف ممن فروا من القتال الذي اجتاح الخرطوم وأم درمان وأجزاء من دارفور.

وأشار تقرير الجارديان إلى أن 16% فقط من المستشفيات في الخرطوم، مركز القتال، تعمل بكامل طاقتها، وفق ما ذكرته منظمة الصحة العالمية، مع إغلاق معظمها بعد الهجمات المباشرة. ويقول الجيش السوداني إن قوات الدعم السريع تحتمي بالمنازل وتطلق النار عشوائيًّا.

منشأة طبية في الخرطوم

نقلت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية عن طبيبة في مستشفى بمنطقة شرق النيل، جنوب السودان، الدكتورة هويدا الحسن، قولها إنها اجتمعت مع زملائها لإعادة فتح منشأة طبية في الخرطوم، في اليوم الثالث من القتال، وهي تعمل الآن مع الحد الأدنى من طاقم العاملين المحرومين من أطباء التخدير.

وأضافت: “لقد خاطرنا للتو وخرجنا لتولي هذه المهمة، ويموت الناس كل يوم وهم بحاجة لمساعدتنا، لم نغادر المستشفى منذ ذلك الحين، ونحن متعبون للغاية، مرهقون، لا نعرف ما إذا كان بإمكاننا الاستمرار على هذا النحو”.

اقرأ أيضًا| واشنطن: قوافلنا ساعدت بإجلاء أكثر من 700 شخص في السودان

عدم توفر الأدوية

أعيد فتح المستشفى في البداية فقط للحالات الطارئة، وعلاج الجروح الناتجة عن طلقات الرصاص وإصابات الشظايا، لكنه بدأ في استقبال المواليد وحالات الفشل الكلوي والسكري.

وتابعت الحسن: “أحيانا أقول إنني أفضل الموت من ضربة صاروخية على الفشل في مساعدة مريض يموت بسبب عدم توفر الأدوية”.

السودان على أعقاب الكارثة مع اقتراب النظام الصحي من الانهيار

السودان على أعتاب الكارثة مع اقتراب النظام الصحي من الانهيار

 سرقة ونهب

لفتت الطبيبة السودانية إلى أن النهب والسرقة مشكلة كبيرة، وأنه من المؤسف أننا نفقد من شخصين إلى 4 أشخاص يوميًا، ولا يمكننا ببساطة إنقاذ حياتهم.

وأضافت أنه “لا يمكنك المشي لمدة دقيقتين، دون التعرض للسرقة، وليس لدينا وقود لملء سياراتنا، والشيء الجيد هو أن الذين يعيشون بالقرب من المستشفى يسمحون لنا بالبقاء معهم”.

 قصف المستشفيات

وصف مواطنون في جميع أنحاء العاصمة كيف مات أقاربهم في منازلهم، بسبب عدم تمكنهم من الحصول على الرعاية الطبية الأساسية. وأشارت الصحيفة إلى أن امرأة تبلغ 33 عامًا توفيت بسبب حمى الضنك، الأسبوع الماضي، عندما لم تتمكن عائلتها من تحديد موقع مستشفى يعمل في أم درمان.

وأعيد فتح إحدى المنشآت في المنطقة، لكن أغلقت مجددًا بعد قصفها، الذي أسفر عن مقتل شخص وإصابة 11 آخرين، وتعرضت 16 مستشفى للقصف، وأخلت القوات العسكرية مختبرًا و19 مستشفى بالقوة، لاستخدام بعضها في عملياتها، وتعرضت 6 سيارات إسعاف للهجوم في أثناء محاولتها نقل المرضى.

انهيار النظام الصحي بأكمله

قالت النقابة الطبية إن 70% من المستشفيات الموجودة حول مناطق القتال خارج الخدمة، في حين أن مستشفيات أخرى تعمل بقدرة محدودة وقادرة على توفير الإسعافات الأولية الأساسية فقط، بسبب نقص الإمدادات.

وحسب التقرير، لا يستطيع العاملون في مجال الرعاية الصحية الوصول إلى أماكن عملهم، وبعضهم فرّ بسبب نقص المياه والكهرباء والإمدادات الطبية، ويخلص تقرير الجارديان إلى أن وجود أسباب جدية للقلق في الوقت الحالي، فإذا لم تصل المساعدة العاجلة، قد ينهار النظام بأكمله.

ربما يعجبك أيضا