مع استمرار حرب غزة.. الشرق الأوسط يقترب من الصراع الإقليمي الأوسع

التصعيد قد يشعل مواجهة بين إسرائيل وإيران ويجر الولايات المتحدة

آية سيد
مع استمرار حرب غزة.. الشرق الأوسط يقترب من الصراع الإقليمي الأوسع

في ظل استمرار الحرب في غزة، قد تدخل إسرائيل في مواجهة مع إيران، ما قد يؤدي إلى جر الولايات المتحدة، وإشعال صراع إقليمي أوسع.


منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والعدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة، بات الشرق الأوسط على شفا حرب إقليمية.

وفي تحليل نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية، اليوم الأحد 31 ديسمبر، لفت الكاتب البريطاني، جوليان بورجر، إلى أن الأحداث التي شهدها الأسبوع الماضي تشير إلى أن الوضع قد يتدهور سريعًا، ما يجعل المنطقة بأكملها تنزلق إلى مواجهة مفتوحة.

تحركات في المنطقة

عقب ساعات من اندلاع الحرب على غزة، بدأ حزب الله في لبنان إطلاق النيران على القرى الواقعة شمالي إسرائيل، تضامنًا مع الفلسطينيين، ما دفع إسرائيل للرد بضربات جوية. وكذلك هاجمت قوات الحوثيين في اليمن السفن في البحر الأحمر التي لها صلة حقيقية أو مفترضة بإسرائيل.

ومن جهتها، حركت الولايات المتحدة حاملتي طائرات بمجموعتيها الضاربة إلى المنطقة، بعد أن تعرضت القواعد الأمريكية في سوريا والعراق لهجمات متكررة من الجماعات المتربطة بإيران، ما استدعى ردًا سريعًا من واشنطن، وفق بورجر.

وفي الوقت نفسه، اندلعت الاحتجاجات في الضفة الغربية على قصف المدنيين في غزة، وسعى المستوطنون اليهود المتطرفون لركوب موجة الغضب الإسرائيلي عن طريق الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وإرهاب سكانها.

نقاط اشتعال

أشار بورجر إلى أن كل واحد من هذه المسارح يحمل إمكانية إشعال مواجهة كبيرة في الشرق الأوسط، لافتًا إلى أن الأيام القليلة الماضية أظهرت كيف يمكن أن يتسبب التصعيد في دخول إسرائيل في مواجهة مع إيران، وجر الولايات المتحدة أيضًا.

ويوم الاثنين الماضي، قتلت غارة إسرائيلية خارج دمشق القائد البارز في الحرس الثوري الإيراني، رضي موسوي، الذي كان مسؤولًا عن الاتصال العسكري بين سوريا وإيران. وبعد مقتله، أصدر الحرس الثوري بيانًا يتوعد بأن تدفع إسرائيل “ثمن هذه الجريمة”.

وفي تلك الأثناء، كان الحوثيون يطلقون النيران على قوة مهام “حارس الازدهار” المنوطة بحماية السفن في البحر الأحمر، وأسقطت السفن الحربية الأمريكية عشرات المسيّرات ومجموعة من الصواريخ البالستية، وأصدرت القيادة الوسطى الأمريكية بيانًا تقول فيه إن واشنطن لديها كل الأسباب للاعتقاد أن إيران هي من مكنت تلك الهجمات.

إنفوجراف| ما هي قوة حارس الازدهار التي شكلتها أمريكا في البحر الأحمر؟

إنفوجراف| ما هي قوة حارس الازدهار التي شكلتها أمريكا في البحر الأحمر؟

مخاطر التصعيد

في حال تعرضت سفينة حربية أمريكية للهجوم، سيواجه جو بايدن ضغطًا شديدًا لتوجيه رد حاسم، مع دخوله عام انتخابي وفترة ولايته على المحك والجمهوريون يتطلعون للتركيز على أي علامة على الضعف، حسب الكاتب البريطاني.

والخميس الماضي، كتب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، نفتالي بينيت، في مقال لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أنه يجب على إسرائيل والولايات المتحدة محاربة إيران، و”تحديد هدف إسقاط النظام الإيراني الشرير”، واصفًا ذلك بأنه ضروري لسلامة وأمن الشرق الأوسط، والعالم المتحضر بأكمله.

الحرب الإقليمية

أشار بورجر إلى أن جلسة مجلس الأمن، التي انعقدت أول من أمس الجمعة 29 ديسمبر لبحث العنف في الضفة الغربية، تحولت سريعًا إلى مناقشة للحرب الإقليمية. ورفض السفير الإسرائيلي، جلعاد إردان، مسألة عنف المستوطنين في الضفة الغربية باعتبارها إلهاء عن تهديد حزب الله في لبنان.

وقال: “العنف في شمالي إسرائيل وصل إلى نقطة اللاعودة”, مضيفًا أنه إذا استمرت الهجمات، “سوف يتصاعد الوضع وقد يؤدي إلى حرب شاملة. ويجب محاسبة لبنان على العدوان الذي يجري شنه من أراضيه”.

وفي الجلسة ذاتها، قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، محمد خالد خياري، إن بعض الضربات المتبادلة بين حزب الله وإسرائيل تتعمق داخل أراضي إحداهما الأخرى، ما “يثير شبح الصراع غير القابل للاحتواء الذي له عواقب مدمرة على شعبي البلدين”، محذرًا أن “خطر الحسابات الخطأ والمزيد من التصعيد يتزايد مع استمرار الصراع في غزة”.

إنفوجراف| إسرائيل تستهدف النساء والأطفال في غزة

إنفوجراف| إسرائيل تستهدف النساء والأطفال في غزة

العنف في الضفة الغربية

حسب الكاتب البريطاني، تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنه، منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر، قُتل 304 فلسطينيين في الضفة الغربية، من ضمنهم 79 طفلًا، إلى جانب 4 إسرائيليين، 3 منهم جنود.

ووفق الزميل بمعهد الشرق الأوسط، خالد الجندي، فإن العدد غير المتناسب للضحايا الفلسطينيين يُظهر أن القوات الإسرائيلية تنفذ حملة مبالغ بها سعيًا لردع الانتفاضة في الضفة الغربية تضامنًا مع غزة. وقال: “إنهم يعتقدون أنهم يمنعون حدوث انتفاضة ثالثة، لكن بالطريقة التي يعملون بها، أعتقد أنهم قد يتسببون بها”.

مصالح نتنياهو

أشار الجندي إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي يحمّله الإسرائيليون مسؤولية الثغرات الأمنية التي سمحت بوقوع هجوم حماس، يواجه خطر الإطاحة به، لكن فقط عندما ينتهي القتال، أو على الأقل تهدأ حدته، ولذلك فإن التصعيد قد يُبقيه في منصبه.

وقال، في تصريحات نقلها بورجر في تحليله: “نتنياهو هو من يُملي الشروط على كل الجبهات، في غزة، وعلى الحدود اللبنانية، وفي أنحاء المنطقة، لأسباب خاصة بنتنياهو، إنها حربه”، مضيفًا أنه في كل يوم يستمر هذا الوضع، “نقترب أكثر من التوسع الإقليمي لهذه الفوضى”.

ربما يعجبك أيضا