مع استمرار حرب غزة.. هل تكون الصين صانعة «السلام» بالمنطقة؟

هل تكون الصين صانعة «السلام» في الشرق الأوسط؟

محمد النحاس

سعت الحكومة الصينية بشكل متزايد إلى تصوير نفسها كصانعة للسلام في الشرق الأوسط وبديل متفوق للولايات المتحدة بشكل عام كشريك إقليمي.


على مدار العقود القليلة الماضية، حافظت الصين على دورها عالميًا كلاعب اقتصادي، لكن في السنوات الأخيرة باتت تبحث لنفسها عن موطئ قدم في النظام الدولي. 

في تجلٍ لذلك، بدأت الصين تنخرط سياسيًا وأمنيًا في عدد من الأزمات العالمية كلاعب مؤثر وفعال، ورغم احتدام المنافسة مع الولايات المتحدة على عدة مستويات، تريد واشنطن من بكين أن تلعب دورًا في تهدئة توترات الشرق الأوسط بعد حرب غزة. 

الصين كصانع سلام إقليمي

ذكر موقع “أكسيوس” الإخباري في تقرير، اليوم السبت 27 يناير 2024، أن نفوذ بكين لدى طهران، يعني أن الصين يمكن أن تلعب دورًا فريدًا كـ”صانع سلام إقليمي”، وإجمالاً، تشعر الولايات المتحدة بالقلق إزاء نفوذ الصين، لكنها تحتاج إلى هذا النفوذ الآن لأن جهود واشنطن للحد من العنف لم تنجح.  

في هذا الإطار، التقى مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، بوزير الخارجية الصيني وانج يي، يومي الجمعة والسبت في تايلاند لمناقشة هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.

وفي بيان للبيت الأبيض مساء الخميس ذكر أن هدف الاجتماع هو “الحفاظ على التواصل الاستراتيجي وإدارة العلاقة بشكل مسؤول” تماشيًا مع الالتزامات التي تم التعهد بها في قمة “أبيك” في نوفمبر.

الصين والعلاقة مع إيران 

منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة وما تلاها من توترات في المنطقة، عرقلت هجمات الحوثيين طرق الشحن الرئيسية عبر البحر الأحمر في الأسابيع الأخيرة احتجاجًا على العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة ضد غزة. ويواصل الحوثيون هجماتهم رغم ضربات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، ما يزيد المخاوف من نشوب صراع أوسع نطاقًا.

ترتبط بكين بعلاقات وثيقة مع إيران المنعزلة عن جزء كبير من الاقتصاد العالمي بسبب العقوبات الأمريكية والتي تعتمد على الروابط التجارية ومبيعات النفط إلى الصين. ولهذا السبب تعتمد الولايات المتحدة على بكين للضغط على إيران لحث حماس والحوثيين على التوقف.

نفوذ صيني

في وقتٍ سابق، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، في مؤتمر صحفي: “للصين تأثير على طهران، لديهم نفوذ في إيران، ولديهم القدرة على إجراء محادثات مع القادة الإيرانيين، وهو ما لا نستطيعه” .

وأضاف “ما قلناه مرارا وتكرارا هو: إننا نرحب بدور بناء للصين، باستخدام النفوذ والقدرة على الوصول التي نعرف أنها تتمتع بها، لمحاولة المساعدة في وقف تدفق الأسلحة والذخائر إلى الحوثيين”.

الصين كـ “صانعة سلام” 

حسب التقرير، سعت الحكومة الصينية بشكل متزايد إلى تصوير نفسها كصانعة للسلام في الشرق الأوسط وبديل متفوق للولايات المتحدة بشكل عام كشريك إقليمي. وساعدت الصين في ترتيب انفراجه بين إيران والسعودية العام الماضي، وهي خطوة قال سوليفان في ذلك الوقت إنها “لا تتعارض بشكل أساسي مع المصالح الأمريكية”.

وبعد هجمات 7 أكتوبر واندلاع الحرب بين إسرائيل وغزة، عرضت الصين المساعدة في التوسط في السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، لكنها لم تتخذ خطوات جوهرية نحو القيام بذلك. ووفقًا للتقرير فقد طلب المسؤولون الصينيون من إيران عدة مرات في الأسابيع الأخيرة دفع الحوثيين إلى وقف مهاجمة السفن، وإلا واجهوا عواقب في العلاقة التجارية مع بكين، حسبما ذكرت رويترز. 

وفي وقتٍ سابق، أفاد “أكسيوس” بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن، ضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتقليص العملية العسكرية في غزة. وأخبر بايدن نتنياهو بأنه لن يشارك في حربٍ مدتها عام، وفي عدة تصريحات خلال الفترة الماضية زعم مسؤولون إسرائيليون أن الحرب ستستمر عدة أشهر، وذهب آخرون أبعد من ذلك حيث رجحوا استمرارها لعام.

ربما يعجبك أيضا