مع تدهور علاقاتها بأمريكا.. الصين تشارك في تدريبات عسكرية بروسيا

رنا أسامة

رأى أرتيوم لوكين، الأستاذ المساعد بكلية الدراسات الإقليمية والدولية بجامعة الشرق الأقصى الفيدرالية في فلاديفوستوك، أن مشاركة الصين ليست رمزية، لكونها أرسلت آلاف الجنود خارج حدودها، بالرغم من الحجر الصحي الصارم الذي يتعين عليهم الخضوع له لدى عودتهم.


تشارك الصين روسيا بأكثر من ألفي جندي، في تدريبات عسكرية استراتيجية، في إشارة إلى تنامي التعاون الدفاعي بين القوتين.

ويأتي ذلك في ظل تزايد توتر علاقاتهما مع أمريكا وحلفائها. ويشارك 50 ألف جندي من 14 دولة، بما في ذلك الهند وسوريا ودول سوفيتية سابقة، في مناورات فوستوك 2022 البحرية، التي تستضيفها روسيا منذ يوم الخميس 1 سبتمبر 2022، لمدة أسبوع.

أهمية إضافية

خطوة التعاون العسكري الاستراتيجي بين البلدين، روسيا والصين، عدتها صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست الصينية، تعزيزًا وتنميةً للتعاون في ظل التوتر المشترك بينهما من جانب والولايات المتحدة من جانب آخر. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن المناورات ستشمل نشر جنود وإجراء تدريبات قتالية في شرق روسيا، وبحر اليابان، وبحر أوخوتسك.

وتكتسب هذه النسخة من مناورات فوستوك أهمية إضافية، لأنها الأولى منذ بدء جائحة فيروس كورونا، وتأتي بعد ما يزيد قليلًا على 6 أشهر على نشوب الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير الماضي، في وقت رفضت فيه بكين دعوات لإدانة الحرب، وانتقدت العقوبات المفروضة على موسكو.

فوستوك 2022

ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة “شينخوا”، أن الفروع الرئيسة الثلاثة لجيش التحرير الشعبي الصيني، ستشارك القوات البرية والبحرية والجوية، ومعظمها من قيادة المسرح الشمالي للجيش الصيني، لأول مرة في المناورات التي تجري كل 4 أعوام.

ويبلغ إجمالي عدد القوات المشاركة في مناورات هذا العام، سدس ما كان عليه في فوستوك 2018، والتي شارك فيها نحو 300 ألف جندي، وفقًا لمسؤولين روس. هذا بالإضافة إلى أن الكتيبة الصينية أصغر هذه المرة، مقارنة بـ3 آلاف و200 جندي في عام 2018، وفق ساوث تشاينا مورنينج بوست.

مشاركة غير رمزية

رأى الأستاذ المساعد بكلية الدراسات الإقليمية والدولية بجامعة الشرق الأقصى الفيدرالية في فلاديفوستوك، أرتيوم لوكين، أن مشاركة الصين ليست رمزية، لكونها أرسلت آلاف الجنود خارج حدودها، رغم الحجر الصحي الصارم الذي يتعين عليهم الخضوع له لدى عودتهم. وينظر الغرب إلى الصين وروسيا، على أنهما تهديد أمني وتحدٍّ للنظام الدولي الذي تقوده أمريكا.

وحسب ساوث تشاينا مورنينج بوست، فإن التحديث السريع للجيش الصيني، خاصة الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت والذكاء الاصطناعي والقدرات الفضائية، دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن تراه التحدي الأول لها. وفي يونيو الماضي، وصف قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) لأول مرة، الصين، بأنها تحدٍّ منهجي للأمن الأوروبي الأطلنطي.

رسالة مهمة

أفادت وزارة الدفاع الروسية أن 140 طائرة و60 سفينة سوف تشارك في مناورات فوستوك، في حين بدأت سفن حربية من الأسطول الروسي تنتشر في المحيط الهادئ يوم 30 أغسطس 2022. وتعد المناورات المستمرة حتى 7 سبتمبر 2022، الأحدث في سلسلة التدريبات العسكرية المشتركة بين الصين وروسيا مؤخرًا.

وقال أرتيوم لوكين إن السفن الحربية الصينية والروسية، التي تجري مناورات مشتركة في بحر اليابان لأول مرة، تبعث برسالة مهمة إلى طوكيو وواشنطن، مفادها أن الصين مستعدة لتحالف قوي مع روسيا في شمال شرق آسيا، بالنظر إلى مصالحهما الأمنية المشتركة في المنطقة. وأضاف أن التحالف المحتمل سيستهدف التحالف الأمريكي الياباني أولًا.

بكين وموسكو.. ثقة عسكرية معمقة

المنطقة العسكرية الشرقية لروسيا المخصصة لمناورات فوستوك، في جزيرة إيتوروب التي تسيطر عليها روسيا، هي جزء من أرخبيل كوريل، الذي تطالب اليابان به أيضًا باسم الأقاليم الشمالية. وفي حين أرسلت الصين 3 سفن حربية و3 آلاف مركبة ومعدة للتدريبات، قال الكولونيل السابق بالجيش الصيني، يوي جانج، “هذا يعكس عمق الثقة العسكرية بين بكين وموسكو”.

وأضاف أن المناورات البحرية ستكون بمثابة رد على استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الهندوباسيفيك، وستمثل تجربة قيمة لبحرية الجيش الصيني، وفرصة للتعلم من الجانب الروسي الذي يملك خبرة قتالية من الحرب الدائرة في أوكرانيا، وضم شبه جزيرة القرم عام 2014، علاوة على الحرب الأهلية السورية.

قلق أمريكي

حسب ساوث تشاينا مورنينج بوست، فإن أغلب المشاركين في مناورات فوستوك أعضاء ومراقبون بمنظمة معاهدة الأمن الجماعي ومنظمة شنجهاي للتعاون. وقالت موسكو، سابقًا، إن منغوليا وسوريا والجزائر ونيكاراجوا ولاوس، ودول الاتحاد السوفيتي السابق، أذربيجان وأرمينيا وطاجيكستان وكازاخستان وقيرغيزستان وبيلاروسيا، سترسل قوات أو تشارك بصفة مراقبين.

ومن جهته، أبدى البيت الأبيض قلقه من مشاركة الهند، الشريك الإقليمي وعضو الحوار الأمني ​​الرباعي مع الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وأستراليا، في المناورات، رغم أن واشنطن حثتها على عدم تقويض العقوبات الغربية على روسيا، على وقع الحرب في أوكرانيا.

ربما يعجبك أيضا