مع تراجع دعم الأمريكيين من أصول إفريقية له.. بايدن يلجأ إلى الخطاب العنصري

بايدن لخريجي موروهاوس: أمريكا تكرهكم لأنكم من أصول أفريقية

بسام عباس
بايدن في كلية مورهاوس

تشير استطلاعات الرأي إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، فَقَد الدعم بين الأمريكيين من أصول إفريقية له، ويبدو أن البيت الأبيض استقر على استراتيجية مثيرة لاستعادتهم مرة أخرى، من خلال نشر المزيد من الانقسام العنصري.

وهذه الاستراتيجية تلخصت في الرسالة الأساسية لخطاب الرئيس الأمريكي يوم الأحد الماضي في كلية “مورهاوس” في ولاية أتلانتا، حيث وجه كلامه للأمريكيين السود بأن الولايات المتحدة لم تعد تحبهم.

خطاب عنصري

تناولت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، في مقال رأي لهيئة التحرير نشرته الثلاثاء 21 مايو 2024، خطاب بايدن “العنصري”، بحسب وصفها، خلال حفل التخرج في كلية مورهاوس بولاية أتلانتا، التي يرتادها أمريكيون من أصول إفريقية.

وقالت إن من الطبيعي أن يُعظِّم بايدن إنجازاته في خطابه خلال حفل تخرج في كلية مورهاوس التي يرتادها أمريكيون سود، فقدَّم بايدن لخريجي عام 2024 قائمة بما يعتبره إنجازاته للأمريكيين السود، معطيًّا انطباعًا بأن الحزب الديمقراطي في ديلاوير كان عنصريًّا حتى جاء السيناتور جو بايدن، وهو ما يمكن التسامح معه إلى حدٍ ما.

وأضافت أن ما لا يمكن التسامح معه هو محاولة بايدن إثارة الاستياء بين الخريجين، فقال الرئيس الأمريكي إن “خريجي 2024 بدأوا دراستهم بعد مقتل “جورج فلويد”، ومن الطبيعي أن تتساءل عما إذا كانت الديمقراطية التي تسمع عنها تخدمك بالفعل”.

ديمقراطية عنصرية

ذكرت الصحيفة أن بايدن تساءل: “ما هي الديمقراطية إذا قُتل الرجال السود في الشوارع؟ ما هي الديمقراطية إذا كان هناك سلسلة من الوعود التي لم يتم الوفاء بها لا تزال تترك المجتمعات من أصول إفريقية وراءها؟ ما هي الديمقراطية إذا كان عليك أن تكون أفضل بعشر مرات من أي شخص آخر للحصول على فرصة عادلة؟”.

وسخرت الصحيفة من هذا الخطاب قائلةً: “شكرًا سيدي الرئيس، على هذا الرقي”، لافتةً إلى أن بايدن بهذا الخطاب يريد أن يعتقد هؤلاء الخريجون الشباب أن الديمقراطية تختزل في عداء عنصري، فبعد أن عملوا بجد لمدة 4 سنوات، وفي يوم الاحتفال بالتخرج، يرسل إليهم رئيس البلاد رسالة مفادها أن حكومتهم تريدهم أن يفشلوا.

وأضافت أنه أخبر الخريجين أن الجمهوريين لا يريدون أن يُصوِّت الأمريكيون من أصول إفريقية، فقال: “في جورجيا، لن يوفّروا لكم المياه أثناء انتظاركم في الطابور للتصويت في الانتخابات، وسيهاجمون موظفي الانتخابات من أصول إفريقية الذين يحصون أصواتكم”. كما عرّف بايدن أعمال الشغب في الكابيتول، في 6 يناير 2021، بأنّها حدث عنصري.

خطاب يعكس الفشل

قالت الصحيفة إن هذا بعيد كل البعد عن بايدن الذي وعد الأمريكيين في عام 2020 بأنه سيوحّد البلاد، لكنه يعكس يأسه السياسي، والسبب هو خسارته دعم الملايين من الأمريكيين من أصول إفريقية واللاتينيين، الأمر الذي جعله يتخلف في استطلاعات الرأي عن الرجل الذي هزمه عام 2020.

وأوضحت أن ذلك يرجع إلى فشل سياساته الاقتصادية في تحقيق المكاسب التي وعد بها، وأن التضخم الناجم عن الإفراط في الإنفاق أدى إلى انخفاض الأجور الحقيقية في فترة رئاسته، وأصبح العالم في حالة من الفوضى، ويبدو أنه ليس لديه أي فكرة عما يجب فعله حيال ذلك.

واختتمت الصحيفة المقال بأن بايدن لا يستطيع أن يترشح على خلفية هذا السجل من الفشل، ولذلك يحاول تغيير الموضوع من خلال تقسيم الأمريكيين من خلال ديماجوجية عنصرية، مشيرة إلى أنها رسالة لا تليق برئيس، رغم أنها تبدو أفضل ما يمكن أن يقدمه بايدن.

ربما يعجبك أيضا