مع تزايد التهديدات.. الإسرائيليون يلجأون إلى «الغرف الآمنة»

تهديدات متعددة تدفع الإسرائيليين لبناء غرف مُحصنة

شروق صبري
اندلاع الصراع بين حزب الله وإسرائيل

 الإسرائيليون يتسارعون لبناء غرف محصنة بسبب تهديدات الصواريخ المتزايدة، مع تقليص وقت الاستجابة من 30 دقيقة إلى ثوانٍ.


وسط تصاعد الهجمات الصاروخية والتهديدات من جبهات متعددة، يتسابق الإسرائيليون لتجهيز بيوتهم بغرف مُحصنة لحماية أسرهم من الأخطار المتزايدة.

وفي ظل الحرب المستمرة في قطاع غزة والتهديدات المتعددة الجبهات، يندفع سكان إسرائيل نحو بناء غرف مُحصنة في منازلهم، وجاء هذا التحرك بعد تصاعد الهجمات الصاروخية والتفجيرات، مما جعل الحاجة إلى أمان إضافي أمرًا ملحًا.

التدافع إلى مأوى عام

أقدمت إسرائيل على هذه الخطوة في ظل نشاط وكلاء إيران في العراق وسوريا، ووسط شن المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران هجمات من اليمن، ويشعر الإسرائيليون بالتهديدات على العديد من الجبهات، حسب ما نشرت صحيفة “إسرائيل اليوم” 25 أغسطس 2024.

ومع ذلك، فإن حوالي 55% من الأسر الإسرائيلية ليس لديها غرف آمنة، بحسب التقديرات الرسمية، إما بسبب التكلفة أو ضيق المساحة، ولهذا السبب، تحث السلطات السكان على بناء غرف آمنة في منازلهم، مع العلم أن التدافع إلى مأوى عام أو مشترك يستغرق وقتًا طويلًا.

ملاذ آمن

قال الزوجان الإسرائيليان، أفيبا بيرتسوف وجيف ليديرر، إنهما تأخرا لسنوات في بناء ملاذ آمن، لكن مع تصاعد الهجمات والتهديدات، قررا أخيرًا تعزيز منزلهما، في تل موند، شمال تل أبيب، ببناء غرفة خرسانية مسلحة قوية بما يكفي لحمايتهم وأحفادهم من الانفجارات الكبيرة.

عندما تكتمل هذه الغرفة، ستحتوي على جدران مدهونة باللون الأبيض، وسرير مريح، وأرضية مبلطة، ونافذة واحدة مزودة بستارة معدنية ثقيلة تُغلق بصوت مزعج.

عمال يقومون ببناء ملجأ بالقرب من منزل زوجين إسرائيليين في تلموند بوسط إسرائيل

عمال يقومون ببناء ملجأ بالقرب من منزل زوجين إسرائيليين في تلموند بوسط إسرائيل

خفض وقت الاستجابة

في الخمسينيات من القرن الماضي، كان السكان يمتلكون وقتًا كافيًا يصل إلى 30 دقيقة قبل وصول الصواريخ، وهو وقت كان يكفي حتى لتناول فنجان قهوة.

اليوم، ومع التقدم التكنولوجي وتزايد التهديدات، تقلص وقت الاستجابة من 15 لـ90 ثانية، بناءً على الموقع الجغرافي، هذا التغيير يجعل الوصول إلى الملاجئ العامة أمرًا غير عملي في العديد من الحالات.

بناء غرف الأمان

الحاجة إلى بناء غرف الأمان أصبحت أكثر إلحاحًا، وتشجع السلطات الإسرائيلية السكان على إنشاء غرف أمان في منازلهم بدلًا من الاعتماد على الملاجئ العامة، التي قد تكون بعيدة جدًا في حالات الطوارئ، وقد أظهرت التجارب أن هذه الغرف تنقذ الأرواح فعلًا في الأوقات الحرجة.

تكلفة بناء غرفة أمان تتراوح بين 30,000 و56,000 دولار، وهي تكلفة تعتبر باهظة بالنسبة للكثيرين، ومع ذلك، فإن الحكومة تحاول تسريع عملية إصدار تصاريح البناء لتشجيع المزيد من الناس على بناء هذه الغرف.

منزل في كتسرين في هضبة الجولان الإسرائيلية تعرض لقصف مباشر في هجوم صاروخي من لبنان

منزل في كتسرين في هضبة الجولان الإسرائيلية تعرض لقصف مباشر في هجوم صاروخي من لبنان

مقاومة التغيير

رغم الدعوات لبناء غرف أمان، فإن أغلب الأسر الإسرائيلية لا يملكون غرفًا مُحصنة، بسبب التكلفة أو نقص المساحة أو مقاومة بعض الأفراد، والأشخاص الأكبر سنًا أو الأفراد المتدينين يفضلون الاعتماد على الإيمان بدلًا من الأمان المادي.

وتعرض شمال إسرائيل لهجمات صاروخية وطائرات بدون طيار من حزب الله اللبناني خلال الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، والتي اندلعت منذ 7 أكتوبر 2023.

ربما يعجبك أيضا